متحف «مصطفى كامل» يستعيد ذاكرة التاريخ في القاهرة

• 15 فناناً يحلقون مع «الطيور» في فضاء المغامرة والتجريب

نشر في 20-04-2016
آخر تحديث 20-04-2016 | 00:01
شهدت القاهرة فعاليات تشكيلية عدة، من بينها افتتاح متحف «مصطفى كامل»، واستضافة غاليري قرطبة معرض «الطيور» لمجموعة متميزة من الفنانين، في حين أقيم في الإسكندرية بقاعة «أجيال» بمركز محمود سعيد للمتاحف معرض جماعي بعنوان «قناة السويس إشراقة الماضي والحاضر» بحضور نخبة من المثقفين ومحبي الفنون الجميلة.
افتتح وزير الثقافة المصري حلمي النمنم متحف الزعيم «مصطفى كامل» بمنطقة القلعة في القاهرة، وذلك بعد خمسة أعوام من إغلاقه، بحضور عدد من مسؤولي قطاع الفنون التشكيلية، ولفيف من الشخصيات الثقافية والفنية والإعلامية.

لفت الوزير المصري إلى أن إعادة افتتاح المتحف بمثابة تكريم لشخصية وطنية، وتؤكد أن هذا الصرح سيظلّ شاهداً على تاريخ الزعيم الراحل والحقبة الزمنية التي عاش فيها، و»ما هذا الجهد المبذول من الوزارة إلا القليل الذي يمكن تقديمه عرفاناً وتقديراً لما قدمه مصطفى كامل لأجل وطنه وشعبه، ونضاله في سبيل الحرية والاستقلال الوطني».  

وقال رئيس قطاع الفنون التشكيلية د. خالد سرور إن عودة هذا الصرح الثقافي القومي تمثّل دفعة معنوية مُحفزة لمواصلة العمل والتخطيط لأجل فتح أبواب المتاحف المغلقة قيد التطوير، من بينها متحف الزعيم جمال عبدالناصر، ومتحف محمد محمود خليل، لما سيمثله ذلك من رسائل ذات دلالات مهمة على المستويين الإقليمي والدولي.

يذكر أن متحف مصطفى كامل أحد المكونات المهمة لخريطة المتاحف القومية التابعة لقطاع الفنون التشكيلية المصري، وقد بني على الطراز الإسلامي، ويشتمل على قاعتين تحتويان على بعض متعلقات الزعيم، متمثلة في كتب وخطابات بخط يده، وبعض صور أصدقائه وأقاربه، كذلك بعض مُتعلقاته الشخصية من ملابس وأدوات الطعام، وحجرة مكتبه.

يضمّ المتحف أيضاً لوحات زيتية تصوّر حادثة دنشواي، وقد افتتح رسمياً في أبريل عام1956 ، وكان آنذاك ضريحاً يضمّ رفات الزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد، ثم نُقلت إليه رفات المفكرين والمناضلين الوطنيين عبدالرحمن الرافعي وفتحي رضوان. وقد تعرض للتخريب تماماً، وسرقت محتوياته يوم 28 يناير2011، ثم تمت استعادتها، وخضع المتحف للترميم وأعمال التطوير طيلة السنوات الخمس الماضية.

المتحف الجوال

في سياق متصل، افتتح د. خالد سرور باكورة نشاط «المتحف الجوال» بكلية النصر بحي المعادي في القاهرة، بمشاركة أطفال من أعمار ومراحل مختلفة، وحضور كل من مديرة المدرسة هبة فؤاد، والفنانة د. سهير عثمان، و مدير عام التنشيط الثقافي بالقطاع راوية علي، ومدير المشروع ياسر جاد، ورئيس الإدارة المركزية لمراكز الفنون محمد دياب، ولفيف من الشخصيات العامة.  

لفت سرور إلى أن «المتحف الجوال» يهدف إلى تدشين ثقافة بصرية جمالية، وتنمية الذائقة الفنية لدى الأجيال الصغيرة، لنحظى في المستقبل بجيل مثقف وواعٍ بأهمية الفن ورسالته.

وأوضح أن المشروع يدعم استراتيجية متكاملة، وينطلق من خلال أجندة ثقافية وبرامج للتربية الفنية على مدار العام، والخروج بنماذج من روائع مقتنيات المتاحف الفنية خارج الأروقة والقاعات، ناهيك بالالتحام بالجمهور في كل مكان، لا سيما المدارس والجامعات والنوادي والميادين العامة.  

كاتمة الأسرار

من جهة أخرى، استضاف غاليري «قرطبة» معرض «الطيور» متضمناً أعمال 15 فناناً تراوحت بين التجريب والمغامرة، والتعبير بالرسم والنحت عن رفرفة الأجنحة في فضاء سماوي، ومعالجات تشكيلية ووسائط لونية متنوعة.     

لفت مدير الغاليري الفنان محمد الجبالي إلى أن «الطيور» يضم 45 عملا فنياً، ويحل الفنان القدير وجيه يسي ضيف شرف بمشاركة 15 فناناً، من بينهم: دعاء حاتم، وأحمد عبدالفتاح، وأماني زهران، وأحمد البدوي، ومراد درويش، وأسماء مجدي، وخالد عبد العاطي، وعبدالناصر شيحا، ومحمد خضر، ونجوى مهدي، وياسر جعيصة، وعمار شيحا. 

«قناة السويس»

في الإسكندرية، افتتح د. سرور معرض «قناة السويس إشراقة الماضي والحاضر» بقاعة أجيال بمركز محمود سعيد للمتاحف بمنطقة جناكليس، وضم أعمال 18 فناناً، من بينهم عبدالوهاب عبدالمحسن (قوميسير المعرض)، والسيد القماش، وريم حسن، سعيد بدر، وحازم عبد الخالق، ومعتز الصفتي.

تضمن المعرض اللوحة التاريخية للفنان الرائد محمود سعيد، التي سجل خلالها مظاهر الافتتاح الأسطوري للقناة في عهد الخديو إسماعيل، وتعد أحد أبرز الأعمال المؤرخة لهذا الحدث بلغة تشكيلية متفردة.

وخلال جولته، تفقد د. خالد سرور موقع النسخة المُنهارة لتمثال «كاتمة الأسرار» لرائد النحت محمود مختار، والكائن في حديقة الشلالات بوسط الإسكندرية، متحدثاً عن إمكان الشروع في تنفيذ نسخة جديدة من أصل التمثال المُقتنى في متحف محمود مختار بالقاهرة.

ولفت د. سرور إلى أن الوصول إلى هذه المرحلة من انهيار التمثال بالكامل يُعد خسارة فنية كبيرة، رغم وجود نسخة من «كاتمة الأسرار» بحالة جيدة في متحف محمود مختار، وتعد أحد أهم إبداعاته، وإحدى القطع الفنية المهمة التي تجمل ميادين عروس الثغر، عاصمة الثقافة والفنون.

back to top