ازدياد حالات انتحار الشباب يرعب أهالي غزة

نشر في 02-03-2016 | 20:16
آخر تحديث 02-03-2016 | 20:16
No Image Caption
شهد قطاع غزة الذي تدير شؤونه حركة حماس الإسلامية، منذ بدايات هذا العام العديد من حالات الانتحار ومحاولات الانتحار بين فئة الشباب، وسجلت أكثر من خمس حالات ما بين الشنق وإحراق النفس والقفز عن علو، في حين شهد القطاع في الفتحة الأخيرة لمعبر رفح منتصف الشهر الماضي خروج أكثر من 160 شاب ممن يحملون التأشيرات السياحية بغرض الهجرة.

 

وأصيب أمس شاب في العشرينات من عمره، بجروح متوسطة، جراء محاولته إحراق نفسه في مدينة خانيونس جنوب القطاع، حيث أفادت مصادر أمنية، أن الشاب "أ.ف" أقدم على سكب البنزين على نفسه وإشعال النيران، قبل أن ينجح مجموعة من المواطنين بإنقاذه، ونقله للمشفى.

 

وفي المجالس لم يخف الكثير من ذوي الخريجين والشبان العاطلين عن العمل، مخاوفهم من إقدام أبنائهم على الانتحار بعد تعدد حالات الانتحار في الآونة الأخيرة، والتي وصلت في أقل من أسبوع إلى أكثر من أربع حالات. ويعزو هؤلاء مخاوفهم إلى وقوع عمليات الانتحار بمجملها في صفوف الشباب في ظل الوضع الاقتصادي والمهني السيئ.

 

وهذه الظاهرة التي أصبحت في شكل متزايد في السنوات الأخيرة، غريبة على المجتمع الغزي. وبحسب مراكز مختصة، فان 90% من حالات الانتحار يقوم بها عاطلون عن العمل، حيث وصلت نسبة البطالة المقنعة بين الشباب الخريجين في القطاع 70%.

وأعربت منظمة حقوق الإنسان الفلسطينية، عن خشيتها من أن تؤدي الأزمة الاقتصادية في غزة إلى ارتفاع حالات الانتحار خاصة بين الشباب العاطلين عن العمل.

وألقى الحصار الإسرائيلي والانقسام بين الفلسطينيين، خاصة بين حركتي فتح وحماس اللتين تعتبران أكبر تنظيمين فلسطينيين في الشارع الفلسطيني، بظلالهما على التفكير الجدي بالانتحار، إذ يرجع ازدياد المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في القطاع بدرجة كبيرة إلى الانقسام الفلسطيني، حيث أن معدلات الانتحار قبل الانقسام لا تتعدى 10% من محاولات الانتحار بعد الانقسام.

 

وتعد ظاهرة الانتحار خطيرة جدا، والجميع يدرك أن الدين ينهى عنها، ولكن الظروف الاقتصادية والاجتماعية وانسداد الأفق لدى قطاع واسع من الشباب وتحديدا في قطاع غزة يدفعهم للتفكير في كثير من الحلول لإنهاء فصول المعاناة التي يعانون منها.

 

وتوقع مراقبون، ان تتفاقم هذه الظاهرة الخطيرة إذا ما استمر تجاهل واقع الشباب من قبل الجهات المعنية من حكومة وفصائل ومؤسسات رسمية، وإذا ما استمرت معاناتهم. ويقول شباب خريجون تحدثت إليهم "الجريدة"، أن العديد من المواطنين يفضلون الموت عن الحياة نتيجة الظروف الحياتية القاسية التي يعيشونها، والتي أدت بدورها إلى ارتفاع معدل الاكتئاب النفسي لديهم. ويؤكد هؤلاء الشباب، ان إغلاق معبر رفح يمنع أعداد كبيره منهم الخروج من القطاع بغرض الهجرة إلى أوروبا، حيث فرص العمل والاستقرار.

 

ويؤكد الأخصائي النفسي درداح الشاعر، أن حالات الانتحار المتزايدة في قطاع غزة مؤشر خطير نتيجة للظروف الضاغطة والقاهرة التي يحيها الإنسان الفلسطيني سواء سياسية أو أمنية أو اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية، خصوصا وأنها تتفكك معها شخصية الإنسان فيعجز عن مواجهة المشكلات التي يعانيها وبالتالي يلجأ للانتحار كأسلوب من أساليب الخلاص من ما يعانيه من توتر وتأزم نفسي كبيرين.

 

ولفت الشاعر، إلى أن الفئة الشابة في قطاع غزة تعاني حالة من الإحباط وانعدام المستقبل حيث يعيشون في فرغ نفسي نتيجة انسداد الأمل ومستقبل اسود، ويعتقدون أن أفضل أسلوب للتخلص من السواد هي هذه النهاية السيئة، مبينا أن وجود فسحة من الأمل في مجالات التعليم والاقتصاد والعمل، يفتح الأمل أمام الشباب وتبدو الحياة جميلة لهم.

back to top