إلا التمييز بين المواطنين

نشر في 23-04-2016
آخر تحديث 23-04-2016 | 00:00
 ماجد بورمية الآية الكريمة تقول "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" صدق الله العظيم، ويقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "لا فضل لعربي على عجمي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى"، والمادة 29 من الدستور الكويتي تنص على أن "الناس سواسية في الكرامة الإنسانية، وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين"، كما أن من الأعراف التي جُبِل عليها الشعب الكويتي منذ تأسيس هذا الوطن أن الضعيف، سواء أكان مواطناً أو وافداً، يعيش معززاً مكرماً في ديرتنا، ولهذا كانت الكويت هي الحضن الدافئ لكل من لجأ إليها.

إذن فقد اتفق الإسلام والدستور والأعراف على عدم التمييز بين البشر، فضلاً عن عدم التمييز بين أبناء الوطن الواحد، ومع هذا نجد أن هناك من يحاولون تثبيت دعائم السياسات العنصرية في مجتمعنا بشكل سافر، ولا أدل على ذلك من نشر صور وأسماء مواطنين ووافدين من جنسيات آسيوية وعربية في الصحف، وهم في الأساس متهمون على ذمة قضايا، وفي المقابل يتم التستر على شخصيات بعينها لأنهم ببساطة إما من فئة المتنفذين في الدولة أو أصحاب مصالح مع جهات لا نعلمها، فضلاً عن أن هناك أجانب من جنسيات أوروبية أو أميركية يمنع نشر صورهم. وعندما ننظر إلى قضية "عمر العريمان"، فسنجد أن هذا الشاب تم التشهير به بشكل مخالف لآدمية وكرامة البشر مثلما ذكر في بيان "الداخلية" أنه "جاء مخفوراً"، وحدث هذا أيضاً مع سالم الدوسري أبورفعة، حيث تم التشهير به من أجهزة الدولة الرسمية، وكأن "العريمان و"أبورفعة "هما من فجّرا البرجين الأميركيين في احداث 11 سبتمبر، ومن حق كل مواطن أن يسأل: لماذا لم يتم التعامل معهما مثلما حدث في قضية المتورطين في خلية العبدلي؟ فإذا كانت القاعدة القانونية تجزم حسب نص المادة 34 من الدستور بأن "المتهم بريء حتى تثبت إدانته في محاكمة قانونية تؤمَّن له فيها الضمانات الضرورية لممارسة حق الدفاع، ويحظر إيذاء المتهم جسمانياً أو معنوياً"، فإن من يكيلون بمكيالين مع المواطنين ينخرون في سفينة هذا الوطن... ونقول هنا: ما الحال إذا برأ القضاء الكويتي العريمان ومن على شاكلته، فمن سيعوضهم عن جرح كراماتهم وكرامة ذويهم؟!

 وفي الأخير فإن كل ما نخشاه أن نصبح من هؤلاء القوم الذين أشار إليهم الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم، عندما قال: "إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ".

back to top