محمد دحام الشمري: بعد الزواج أحببت الدراما النفسية الاجتماعية

نشر في 03-03-2016 | 00:00
آخر تحديث 03-03-2016 | 00:00
يحضّر لتحويل «ساهر الليل» إلى فيلم سينمائي
المخرج محمد دحام الشمري أسم لمع في مجال الإخراج، لجديته وإتقانه والرسائل الإنسانية العميقة التي تحفل بها أعماله، فضلاً عن توظيف رؤيته وفق أسلوب إخراجي مميز، فيطوع التقنيات لمصلحة الموضوع الذي يعالجه. «الجريدة» التقت الشمري وكان الحوار التالي.

هل واجهت خلافات مع الفنانين أثناء تصوير أحد المشاهد. هل من الممكن أن تذكر لنا موقفاً؟

من الطبيعي أن يحدث اختلاف في وجهات النظر، ولكن الأمر لا يصل إلى حد التجاذب الحاد بسبب توجيهات المخرج للممثل، ومن النادر أن يحدث ذلك خصوصاً  في مرحلة التصوير، لا سيما أن الممثل يعرف مع من يتعامل من المخرجين، ويتفقان سوياً على التوجيهات. أحياناً، يقترح أحد الفنانين إجراء تغيير على نقطة معينة في المشهد، فيحدث نقاش إيجابي.

ما المسلسل الذي أخرجته، وحقق صدى جماهيرياً؟

مسلسلات كثيرة من بينها: {خطوات على الجليد}، {الدنيا لحظة}، {قلوب مهشمة} و{ساهر الليل}، خصوصاً الجزء الثالث الذي يتناول فترة الغزو، كذلك حقق {عيون الحب} بطولة الفنانة هدى حسين صدى بين المشاهدين، {الهدامة} و{اللقيطة}. وفي كل عمل اكتشف أربعة وجوه جديدة على الأقل.

ما المشاكل الإنتاجية التي تواجهك كمخرج؟

ثمة مشاهد تحتاج إلى كلفة أكبر ولا أستطيع السيطرة عليها، وأخرى تتطلب وقتاً أكثر من المتوقع، ما يشكل فرقاً مع المنتج، ففي كل يوم إنتاجي لديه كلفة بين أجور الفنيين وسكنهم، خصوصاً أن غالبيتهم  من مصر وسورية. كذلك ثمة تفقات يومية لموقع التصوير، وحاجتي إلى {كومبارس} في بعض المشاهد لأضيف بصيصاً من الواقعية على المشهد، أو ممثل أجره عالٍ، وأحياناً قد لا يوافق المنتج بسبب أجره المرتفع، فاضطر إلى الاستعانة بآخر أقل أجراً.

هل تسبب مسلسل {ساهر الليل} بخسارتك؟

نعم،  رغم أنه حقق صدى جماهيرياً ونسبة مشاهدة عالية.

هل ثمة منافسة بينك وبين مخرجين آخرين؟

التنافس طبيعي! وفي مجالنا كمخرجين يكون على التقنية، نتيجة العمل ونجاحه، شكله، كذلك يكون التنافس في الرؤية التي يقدمها المخرج، نوعية الصورة، اختيار الممثلين والقصة، سرعة الإنجاز مع الحفاظ على الشكل والنتيجة النهائية.

هل تؤيد أن يعمل المخرج مع الشركة المنتجة نفسها دائماً؟

لا! لكن المنتج الجيد قد يغريني لأنه يوفر لي ثباتاً ومرونة في الاختيار، لكن من الجيد التنوّع بين المنتجين، الممولين، أو المحطات. والأهم أن يجذبني النص أو فكرة العمل أكثر من أن أكون مع المنتج نفسه.

هل تفكر في إخراج فيلم سينمائي، بعد تجربتك في {شباب كول} و}طرب فاشن}؟

أسعى إلى تحويل مسلسل {ساهر الليل} إلى فيلم وجاري العمل مع فهد العليوه، وممثلين في المسلسل، ففي السنوات الأربع الأخيرة، كما لاحظتم في مواقع التواصل، والكل يعرف وليس سرا، أن ثمة خلافات مع الممثلين أنفسهم في {ساهر الليل}، ومن ناحية التمويل لن نواجه مشكلة لأن الاسم جذاب.

أخرجت أعمالاً مختلفة، ما الطابع الأقرب إلى قلبك؟

يتغير كل فترة، كانت بدايتي مع أعمال الأكشن، وبعد الزواج أحببت الطابع الاجتماعي، وحالياً أشعر بأنني أقرب إلى {الدراما النفسية الاجتماعية} التي تعالج المشاكل الداخلية التي يعانيها المرء.

 عوامل النجاح والانتقاد

ما عوامل نجاح أي عمل فني غير اختيار {الكاست}؟

يتوجّب أن تكون القصة لافتة بالإضافة إلى التفاصيل، ويناسب توقيتها زمن إطلاقها، الاستعانة بممثلين جيدين ومخرج جيد، لأن العمل التلفزيوني يعتمد في الأساس على نص وممثلين. كذلك أن يتمتّع المخرج بدور في تغيير رؤية العمل، وأن تكون له دراية كبيرة في العمل، ويعرف ماذا يريد الجمهور، ويتواصل مع الممثلين.

ألا تخشى توجيه الانتقاد إليك بسبب قضية ما طرحتها في أعمالك؟

على العكس! في كل عمل أقدمه ثمة قضية أؤمن بها. لدى اختيار العمل يتوجّب أن تحوز الفكرة إعجابي وتتناسب مع توجهاتي. في هذا السياق، أشير إلى أن المقاييس اختلفت بحكم الزمن، فالأمور التي كان ينظر إليها سابقاً بأنها جريئة، أصبحت عادية، وازدادت الجرأة إلى حد الوقاحة في بعض الأفكار والتفاصيل التي تعرض في الدراما. بالتالي، الجرأة لا بد من أن تكمن في الفكرة، أي أن تكون الأخيرة جديدة، وتضرب على الوتر الحساس لتترك تأثيراً في المجتمع وترسم لديه علامات استفهام.

هل تفضل العمل مع مجموعة من الفنانين أم التنويع في فريق العمل؟

أفضّل أن أكتشف، فمعظم الممثلين من الجيل الجديد كانت بدايتهم معي. بدأت صغيراً في الوسط الفني وأشعر بمعاناة الفنانين الجدد الذين يحتاجون إلى أن نعطيهم فرصة. ثمة مخرجون يتعاونون في أعمالهم مع النجوم، ولا يريدون المغامرة في إظهار وجه جديد، أو حتى منحه أدواراً صغيرة. لكن المعادلة بالنسبة إلي تختلف: يتمتع ممثلون جدد بإمكانات، وآخرون يعاد اكتشافهم من أدوار صغيرة إلى دور رئيس.

back to top