غاز الضحك... يسهّل المخاض؟

نشر في 04-02-2016
آخر تحديث 04-02-2016 | 00:01
No Image Caption
ما من امرأة تجتاز مرحلة المخاض على الأرجح وهي تضحك. إلا أن أعداداً متزايدة ممَن يلدن في الولايات المتحدة يخترن غاز الضحك كوسيلة للحد من الألم.
تقدّم آن آربور في مستشفى St. Joseph Mercy حالياً أكسيد النيتروس للنساء في المخاض، ويشكل خياراً جيداً للنساء اللواتي يردن اختبار شعور الولادة من دون خدر أو جمود، كما في حالة التخدير فوق الجافية (epidural).
تأخذ المرأة غاز الضحك من خلال أنبوب التنفس. توضح الدكتورة غايل مايور، مديرة سلامة المريض في قسم الولادة في المستشفى: {تستطيع المرأة التحكم في العلاج. وقد يتبدل قرارها من انقباضة إلى أخرى}.

هذا ما كانت تبحث عنه كايلا تايلور بالتحديد. وصلت هذه الممرضة البالغة من العمر 27 سنة إلى مستشفى St. Joseph بعيد منتصف الليل في العاشر من نوفمبر بعد أن كانت تراقب انقباضاتها في المنزل طوال ساعات عدة.

كانت ناقشت خططها مع زوجها كيفين (29 سنة)، رجل شرطة: لا تريد التخدير فوق الجافية لأن هذه الحقنة في العمود الفقري تمنع مرور الإشارات العصبية من الجزء السفلي من الجسم. فقد اختارت حقنة مماثلة عندما ولدت ابنهما نواه عام 2013، وما زالت تتذكر أنها لم تشعر بالكثير.

بالإضافة إلى ذلك، لم تستطع الحراك بسبب المخدر القوي، ما جعلها تشعر أنها عاجزة. تخبر: {شعرت بالغضب من نفسي لأني اخترت علاجاً مماثلاً. لا أعرف إن كانت نساء كثيرات يشاطرنني الرأي، إلا أنني أود أن أخوض تجربة الولادة الحقيقية وأن أشعر بألم المخاض}.

كانت الساعة قد قاربت الرابعة من بعد الظهر حين قررت تايلور، بعد وصولها هي وزوجها إلى المستشفى بنحو 15 ساعة، استعمال أنبوب تنفس وردي طري يزودها بأكسيد النيتروس من واحدة من قارورتين كبيرتين قرب سريريها. ظلت موجات الألم من انقباضات عضلات البطن تتواصل، إلا أنها شعرت بأنها منفصلة كفاية عن كل انقباضة لتواجه التالية.

تخبر: {من الصعب توضيح ذلك}. لم يختفِ الألم، إلا أنها شعرت أنها المسيطرة، واستطاعت تغيير وضعيتها بما يتلاءم مع الألم. وتتابع موضحة: {لم يكن هذا علاجاً مسكناً، إنما ساعدني في نسيان الألم}.

نحو الساعة الخامسة والدقيقة الثامنة عشرة من بعد الظهر، شعرت بوصول صوفيا التي بلغ وزنها 3.240 كيلوغرامات. كانت طفلة هادئة تكورت بسكينة على صدر والدتها وأرادت العودة إلى النوم.

يُعتبر استعمال أكسيد النيتروس خلال المخاض والولادة ممارسة شائعة في أوروبا، كندا، أستراليا، وأجزاء أخرى من العالم، إلا أن الأطباء في الولايات المتحدة تناسوه وفضلوا عوامل التخدير فوق الجافية وغيرها من أساليب التخدير التي تُعطى بالحقنة.

يشير الدكتور آرون غلايزر، طبيب تخدير في قسم التوليد في نظام بومونت الصحي: {ما عاد هذا العلاج يُطلب راهناً}. لذلك لا يُقدم مستشقى بومونت أكسيد النيتروس اليوم للنساء في المخاض، شأنه في ذلك شأن عدد من المستشفيات في جنوب شرق ميشيغان.

ولكن في مستشفى St. Joseph، تختار امرأتان من كل ثلاث أكسيد النيتروس. فيريد بعض النساء التخفيف من ألم المخاض قبل أن يحين موعد تلقي حقنة التخدير فوق الجافية. وفي حالات أخرى، يتقدم المخاض بسرعة أكبر من أن يتمكن الأطباء من إعطاء المرأة أي نوع من التخدير بأمان. لذلك يشكل أكسيد النيتروس حلاً بديلاً، وفق مايور. في المقابل، تريد أخريات خوض تجربة المخاض من دون أي نوع من التخدير.

بدأ هذا المستشفى تقديم أكسيد النيتروس في 15 أكتوبر وفي 23 منه كانت 90 امرأة قد استخدمته للولادة من دون اللجوء إلى التخدير فوق الجافية أو أي نوع آخر من التخدير للتحكم في الألم.

لا نملك أبحاثاً كافية بشأن مدى فاعلية أكسيد النيتروس. ويعود ذلك في جزء منه إلى أن ألم المخاض يختلف باختلاف المرأة، ما يجعل المقارنة صعبة. كذلك تختلف تجربة الولادة بين امرأة وأخرى.

ولدت ابنة لورن مورفي عام 2011 بعد أن تلقت حقنة تخدير فوق الجافية. تخبر مورفي أنها شعرت بالعجز والاستياء. لذلك قررت عند ولادة ابنها عام 2013 ألا تستخدم أي أدوية وتقدم المخاض بانتظام مع راحة متوقعة بين الانقباضة والتالية.

ولكن عندما وصلت مورفي إلى مستشفىSt. Joseph في الرابع من نوفمبر لتلد طفلها الثالث، أخبرتها القابلة بكل وضوح: {ستلدين الآن! هيا بنا}.

في غضون دقائق، كانت مورفي في غرفة الولادة مع موجات متواصلة من الألم. لم تستطع حتى التقاط أنفاسها. حاولت التركيز عبثاً، فأصيبت بالذعر.

ولكن عندما استعملت أكسيد النيتروس، لم يتراجع الألم، إلا أنها شعرت أنها تستطيع التحكم فيه.

على غرار تايلور، تمكنت من تناسيه لفترات وجيزة، ما أتاح لها التركيز والاستمرار حتى الساعة العاشرة والدقيقة 37 صباحاً حين وصل ابنها ماكسويل، الذي بلغ وزنه 3 كليوغرامات تقريباً، بصحة وبدأ الرضاعة في الحال. تصف والدته: {بدا طفلاً هادئاً وسهل الطباع}.

تتابع مخبرة: {لم يختفِ الألم وكنت أشعر بكل ما يمر به جسمي. وهذا ما أردته بالتحديد. فقد ساعدني على التركيز على ما أقوم به}.

ما هو أكسيد النيتروس؟

أكسيد النيتروس غاز لا لون له ولا طعم، وهو نوع من المخدر يتنشقه المريض عبر قناع أو أنبوب يمسكه بيده. يبدأ تأثيره في غضون دقيقة، ويكثر استعماله في المخاض في المملكة المتحدة وكندا. ويعرفه مرضى الأسنان في الولايات المتحدة باسم غاز الضحك. ويعود ذلك إلى أن بعض أطباء الأسنان أفادوا أن المرضى يبدأون بالضحك عند استعماله.

يستمر الألم، إلا أن الدواء يبدل الشعور به. فيقول بعض المرضى أنه يساعدهم في الانفصال عن الألم، في حين يصفه آخرون بأنه يولد شعوراً بالخفة والفرح. يستخدم أطباء الأسنان أكسيد النيتروس لإبقاء المرضى هادئين. ومن الممكن اعتماده كبديل للتخدير الموضعي.

في المخاض، تعجز المرأة التي تشعر بالدوار عن وضع القناع على وجهها، وتُعتبر هذه آلية للحفاظ على سلامتها والحؤول دون تعرضها لهذا الغاز بإفراط.

بالإضافة إلى ذلك، يشير الباحثون إلى أن لا تأثير لغاز أكسيد النيتروس في الأطفال.

فما تأثيراته الجانبية؟ قد يشعر المرضى لفترة وجيزة بالدوار أو الغثيان.

* روبن إرب

back to top