الإغماء أكثر شيوعاً مما تظنّّين!

نشر في 26-03-2016 | 00:01
آخر تحديث 26-03-2016 | 00:01
No Image Caption
من الطبيعي أن يخاف الأبوان حين يتعرّض ابنهما للإغماء. لكن عملياً، يبدو الإغماء أكثر شيوعاً مما نظن.
يعني الإغماء فقدان الوعي مؤقتاً ويصيب بين 15 و20% من الأولاد. يطمئنّ الأهل حين يسمعون أن الإغماء ليس خطيراً في معظم الحالات وقد يرتبط بمشاكل قلبية في 2 إلى 6% من المرات فقط.

حين يجلب الأهالي أولادهم إلى الطبيب بعدما فقدوا وعيهم، يتعلّق أهم جزء من التقييم بتحليل تاريخهم الطبي. أحرص على طرح الأسئلة على الأهل والأولاد معاً. ويجب استجواب أي شهود آخرين إذا وُجدوا.

أُصرّ دوماً على معرفة توقيت الحادثة. هل حصل الإغماء فور نهوضهم من النوم صباحاً؟ هل أكلوا قبل الحادثة؟ هل يتذكّرون ما شعروا به قبل أن يفقدوا الوعي وهل انتابهم شعور غريب أو أصيبوا بدوار سابقاً؟ هل كانوا يمارسون التمارين في لحظة الإغماء؟ هل يتذكّرون كيف استيقظوا وما شعروا به؟ هل بللوا ملابسهم؟

لكن يرتبط أهم سؤال بوجود تاريخ عائلي في حوادث القلب المفاجئة أو الوفاة. يجب أن نطرح الأسئلة أيضاً عن الدوار أو نوبات المرض.

فحوص

غالباً ما يطلب الأهالي إجراء فحوص كثيرة لاستبعاد أي خطر محتمل. لكن بعد التأكّد من التاريخ الشخصي الإيجابي، تقضي أهم خطوة لاحقة بإجراء فحص جسدي دقيق. باختصار، يجب اللجوء إلى أساليب الطب التقليدي في المقام الأول.

عموماً، يرتبط أبرز سبب للإغماء بالإجهاد العاطفي، كما يحصل عند رؤية الدم، لكن ثمة أسباب أخرى مثل الجوع وتراجع ضغط الدم والحر والقلق وجفاف الجسم. يُسمى هذا النوع “الإغماء الوعائي المبهمي». لحسن الحظ، يمكن التحكّم بهذا الشكل من الإغماء عبر تعليم المرضى أن يتعرّفوا إلى أعراضهم ويحموا نفسهم من حوادث السقوط والتعرّض للأذى (لا ينجم الضرر عن الإغماء بحد ذاته بل عن إصابة ثانوية محتملة في الرأس). أقول لجميع المرضى الذين يتعرّضون للإغماء: «إذا انتابك شعور غريب وأصابك الدوار أو بدأت تشاهد بقعاً أمام عينيك، يعني ذلك أن الإغماء وشيك. اجلس! لن يقتلك فقدان الوعي بل الوقوع على جمجمتك»!

غالباً ما ألجأ إلى التخطيط الكهربائي للقلب مع الأولاد الذين يمرون بأول تجربة إغماء لأنه اختبار سهل ولديّ آلة الفحص في عيادتي (لا يملكها جميع الأطباء). بهذه الطريقة يمكن استبعاد اضطراب إيقاع القلب أو تضخم القلب.

مؤشرات تحذيرية

صحيح أن كل حالة تختلف عن غيرها، لكن ثمة مؤشرات تحذيرية تحثّ على توسيع التقييم الطبي. يجب أن يكون التقييم مفصلاً بشكل خاص عند حصول الإغماء خلال التمارين الرياضية. وإذا شمل التاريخ العائلي بعض أمراض القلب، تبرز الحاجة إلى إجراء فحوص إضافية. في هذه الحالات، أفضّل إحالة المرضى إلى طبيب قلب خاص بالأولاد لإجراء تقييم إضافي، وقد تشمل الاختبارات الضرورية مخطط صدى القلب أو اختبار الإجهاد أو حتى مراقبة القلب.

فقد أولادي الثلاثة وعيهم خلال مراهقتهم، لكني كنت أعلم أنها حالة شائعة أكثر مما يظن الناس. المثير للاهتمام أنهم تجاوزوا جميعاً تجربة الإغماء بعد هذه المرحلة. وفق تجربتي، يبدو الإغماء أكثر شيوعاً بكثير خلال فترة المراهقة بتأثيرٍ من الهرمونات الناشطة.

back to top