الرغبة السامية وإزالة ديوانية الصيادين

نشر في 09-04-2016
آخر تحديث 09-04-2016 | 00:00
 أحمد الخياط يحظى التراث في دولة الكويت بالكثير من الاهتمام، سواء على مستوى الدولة أو الأفراد، فهناك العديد من المراكز التراثية والتاريخية التي أولتها الدولة الكثير من الاهتمام، وقد أبدى صاحب السمو أمير البلاد اهتماماً كبيراً بالتراث والمراكز التراثية، وهو دائما يرعى المناسبات التراثية، ويعتبر المجتمع الكويتي من أكثر المجتمعات التي تتمسك بالتراث والعادات والتقاليد.

فارتبط تراث الكويت ارتباطاً وثيقاً بالبحر والحرف البحرية من صيد وأدواته وصناعة السفن والشباك، وما زال المواطن الكويتي متمسكا بهذه الحرف القديمة إلى اليوم، ومن أهم المراكز التي ترعى هذه الحرفة العريقة ديوانية الصيادين، وتعد ديوانيتهم في السالمية أحد أمثلتها وأقدمها، إلا أنها تعاني مشكلة الإزالة منذ فترة طويلة، حيث تم إنشاء النادي الدبلوماسي في السالمية بالقرب منها، وللأسف ستتم إزالة أو ضم هذا المركز التراثي إن صح التعبير إلى نادي الدبلوماسيين، مع العلم أن موقع النادي متميز ولديه شاطئ واسع ومكتمل، لا يحتاج إلى إزالة الديوانية.

 فلا نعلم ما السبب لإزالتها، حيث لا توجد مقارنة بين مساحة النادي الواسعة ومساحة الديوانية الصغيرة، الأمر الذي يحتاج إلى إعادة النظر، فهناك تناقض في الأمر، إذ كيف تتمسك الدولة بإحياء التراث الكويتي في جميع المناسبات، ومنها الموروث الشعبي البحري، والآن تزيل معلماً تراثياً لأجل ناد خاص بالدبلوماسيين؟!

 وللعلم فإنه لم يُفتتح هذا النادي الذي يخدم فئة قليلة جدا، مقارنة بالديوانية التي تخدم صيادي منطقة حولي كلها، والتي ترعى الشباب الذين يحافظون على تراثهم بدلاً من هدمه، فيجب تشجيعهم على التمسك بتراثهم ومهنة أجدادهم، كما أن صاحب السمو أصدر قرارا بوقف إزالة الديوانية حتى توفير بديل مناسب ومجهز، ولكن الإصرار على ضمها بطريقة غير قانونية ليس له هدف حيوي لمصلحة البلد.

 وآخر ما توصلت إليه وزارة الشؤون والمجلس البلدي هو توفير مساحة صغيرة جدا في منطقة الفنطاس، وهذه لا تناسب رواد الديوانية ولا أعدادهم، فضلا عن بُعد مسافتها عن مناطقهم، مع العلم أن عدد أعضائها يقارب ألف مشترك، وجميعهم من سكان المناطق القريبة من الديوانية.

 فعلى مجلس الوزراء وأعضاء مجلس الأمة التدخل الفوري لإيجاد حل مناسب لإيقاف هذا الأمر، وإنصاف شريحة كبيرة من المواطنين، وعلى مجلس الوزراء ووزارة الشؤون والمجلس البلدي وبلدية الكويت احترام رغبة صاحب السمو بعدم الإزالة بهذه الطريقة العشوائية؛ حتى يتوافر بديل مناسب في المنطقة نفسها، فهناك مساحات كبيرة جدا قريبة من الديوانية غير مستغلة.

back to top