ألو دكتور

نشر في 10-04-2016 | 00:01
آخر تحديث 10-04-2016 | 00:01
No Image Caption
شُخّص لدي مرض الصرع منذ ثلاث سنوات حين كنت في عمر التاسعة والعشرين. بدأتُ أتناول الأدوية منذ ذلك الحين ولم أصب بأي نوبة أخرى. هل صحيح أن الصرع لا يدوم طوال الحياة في بعض الحالات؟ وهل من طريقة آمنة كي أوقف الأدوية وأعرف حقيقة حاجتي إليها؟

يمكن أن تسيطر الأدوية على الصرع بفاعلية وتتخلّص من النوبات. في الحالات التي تتوقف فيها النوبات لسنوات عدة، كما في حالتك، من المنطقي أن تفكّر بوقف الأدوية المضادة للصرع. لكن يجب أن يتخذ طبيبك القرار بشأن مدة علاجك بعد إجراء تحليل حذر عن احتمال تجدد النوبات لديك.

الصرع اضطراب في الجهاز العصبي المركزي. بالنسبة إلى شخص مصاب بالصرع، يضطرب نشاط الخلايا العصبية في الدماغ، ما يسبب نوبات صرع أو فترات من السلوك غير الطبيعي أو أحاسيس غريبة وأحياناً فقدان الوعي. قد تتفاوت أعراض نوبات الصرع كثيراً من شخص إلى آخر. يحدّق بعض المصابين بالصرع مثلاً في الفراغ لبضع ثوان خلال النوبة أو يبدو الارتباك واضحاً عليهم. قد يفقد آخرون وعيهم أو تصيبهم رجفة متكررة في ذراعهم وساقهم.

يصاب نحو %10 من الناس بنوبة صرع في مرحلة معينة من حياتهم وتكون غير مبررة. لكنّ التعرّض لنوبة واحدة لا يعني الإصابة بالصرع المزمن. يجب أن يصاب الفرد عموماً بنوبتين غير مبررتين على الأقل لتشخيص داء الصرع. قد يرتبط الصرع باضطراب عصبي (جلطة دماغية أو ورم أو ضربة على الرأس). لكن في حالات عدة، لا يمكن تحديد سبب النوبات بدقة.

حتى الصرع الخفيف يتطلّب علاجاً لأن النوبات قد تكون خطيرة خلال بعض النشاطات مثل القيادة أو السباحة. كما هو الوضع في حالتك، يكون الدواء الذي يخفّف حدة النوبات أو يقضي عليها أول خطوة في العلاج. في بعض الحالات، لا يحتاج المرضى إلى أكثر من هذه الأدوية لتجنب النوبات. تتوافر مجموعة متنوعة من مضادات الصرع. عند اختيار الدواء المضاد للصرع، يأخذ الأطباء بالاعتبار الوضع العام، والتاريخ الطبي، والفترة الفاصلة بين النوبات، والعمر، والأدوية الأخرى التي يتناولها المريض، فضلاً عن عوامل إضافية.

قد تبرز الحاجة إلى محاولات عدة قبل إيجاد الدواء المناسب والجرعة الصحيحة للسيطرة على النوبات. يستطيع ثلثا المرضى تقريباً التحكّم بنوباتهم عبر أول أو ثاني دواء يأخذونه. من الشائع أن تتوقف النوبات بدءاً من هذه المرحلة. في النهاية، يمكن أن يتوقف أكثر من نصف الأولاد المصابين بالصرع عن أخذ الأدوية إذا كانوا لا يختبرون أي أعراض ثم يعيشون حياة تخلو من نوبات الصرع. ويستطيع بعض الراشدين أيضاً أن يوقفوا أخذ الأدوية بعد عامين أو أكثر على غياب النوبات.

للتأكد من أن قرار وقف الدواء يناسبك، يجب أن يراجع طبيبك تاريخك الطبي العام بحذر، فضلاً عن تاريخ نوباتك. إذا كانت نوباتك خفيفة وغير متكررة قبل أن تبدأ بأخذ أدوية مضادة للصرع، فلن تصاب على الأرجح بأي نوبات إضافية حين توقف الدواء.

قد يقترح طبيبك أيضاً اختبارات عدة لتقييم وضعك قبل أن توقف أخذ الدواء. يمكن أن تشمل تلك الاختبارات التخطيط الكهربائي للدماغ للتحقق من النشاط الكهربائي في دماغك. بحسب وضعك، قد يكون التصوير بالرنين المغناطيسي مفيداً أيضاً إذا لم تخضع لفحص مماثل في الماضي. إذا أوصى طبيبك بوقف مضادات الصرع ولم تصب بأي نوبة أخرى، قد تحتاج إلى مواعيد لاحقة لمتابعة وضعك من وقت إلى آخر. يُشار إلى أن الأدوية المضادة للصرع لا يمكن وقفها فجأةً لأن هذه الخطوة قد تجدد النوبات. في معظم الحالات، يوصي الأطباء بتخفيف جرعة أدوية الصرع وفق خطة تدريجية على مر أسابيع عدة.

خذ موعداً من طبيبك لإبلاغه برغبتك في وقف الدواء. يبدو هذا الخيار واقعياً في حالتك.

back to top