«كاوبوي»

ما سمعنا في يوم عن "ليبرالي" هدّد بالقتل، هدّد برفع قضية لإهانة الليبرالية وازدرائها، ما سمعنا باشتراكي توعد الذين يشتمون مبادئه، ما سمعنا بماركسي، يقول ماركس خط أحمر، ما أتى علماني ليتوعد الآخرين بفظيع العذاب بعد الممات إن هم لم يجروا في طريقه الأوحد. أهلاً بالصراع الفكري، ولا بأس بالحوارات والاختلافات بل الخلافات، أما السيف الذي تشهره الجموع الإسلامية الفقيرة أخلاقياً، فلا، كفى، امتلأنا بكم وطفحنا برداءة كلماتكم وسوء أخلاقكم وعنف توجهاتكم وغباء إصراركم على امتلاك معرفة الدنيا والآخرة.بإقراركم قوانين المطبوعات الفقيرة المطاطة، وعدم المساس بهذا وعدم المساس بذاك، مكنتم هؤلاء الرديئين من رقابنا، مكنتم السياسيين الفاسدين من حرياتنا. فكلما ظهر أحد ليقول رأياً ظهر هؤلاء "الصغار" يسبّون ويتوعدون ويثورون بحماقة، يختلقون الأذى فتراهم يفسرون ويحللون، وكأني بهم يتمنون أن يجدوا إهانة أو "مساسا" حتى يخرجوا ما في الجعبة المريضة من سباب وتهديد ووعيد. هي مسؤوليتكم، ألغوا قوانين المطبوعات الرديئة المطاطة، وأقروا قوانين تحمي حرية الرأي والتعبير، ولا تحمي القمع والتهديد وتؤيد الفضح والردح. ليست المشكلة في الآراء الرخيصة، مثل هذا الذي خرج يكفر العلمانيين وليوصل قريبه نائباً لمجلس الأمة في ذات الفترة، فتلك لها حق الظهور على اعتبارها آراء وإن رخصت، المشكلة في القوانين التي تساند هؤلاء المجبولين على العنف والتطرف، القوانين التي وضعتهم بأمراضهم النفسية والأخلاقية في موقع القوة فمكنتهم من رقابنا، قوانين نتاج تحالفات حكومية إسلامية قديمة ندفع ثمنها الآن. تعبنا من هذا الصراع الذي يحكمنا محلك سر. ليكن لهم ما يرضي قلوبهم من سباب ورخص قول، المهم ألا تقويهم القوانين ولا تساندهم الدولة، أليس هذا زمن التحرر من قبضتهم طبقاً للادعاء الحكومي بحد ذاته؟ أرونا النتيجة وخلصونا من "كاوبويات" الدين هؤلاء.