الغموض يكتنف فيلم الدراما العائلي Take Me to the River!

يبدأ فيلم Take Me to the River (خذني إلى النهر)، أول فيلم طويل للكاتب والمخرج مات سوبل، بظهور رايدر (لوغان ميلر) البالغ من العمر 17 عاماً في سيارة مع والدَيه، روبن ويغرت من مسلسل Deadwood (الأغصان الميتة) وريتشارد شيف من مسلسل The West Wing (الجناح الغربي)، فينطلقون من كاليفورنيا إلى تجمّع عائلي في منطقة نبراسكا الريفية.

يسأل رايدر والديه إذا كان أقاربه يعرفون أنه مثليّ، فتقول والدته سيندي إنه من الأفضل ألا يعرفوا.

إنها أول خطوة شائكة في فيلم Take Me to the River الذي يفرط في طرح جوانبه المقلقة. يخالف الفيلم التوقعات الأولية التي تنذر بأنه سيكون عبارة عن دراما عائلية عن شاب دخيل في محيطه كما تشير المحادثة الافتتاحية. لكن سرعان ما يتخذ منحىً غريباً ويغوص في أسرار مدفونة داخل نسيج العائلة.

يبذل رايدر قصارى جهده كي يبقى دخيلاً بنظر المحيطين به. قد لا يكشف عن وضعه صراحةً أمام العائلة لكنه يصر على ارتداء قميص مفتوح على العنق وسروال قصير. فينصدم أقاربه في نبراسكا لأنه يكشف عن ركبتيه!

تبدي نسيبته مولي (أورسولا باركر من مسلسل Louie) البالغة من العمر 9 سنوات اهتماماً خاصاً به، فتصرّ على أن يزورا الإسطبل وحدهما. تركز الكاميرا على الإسطبل إلى أن تخترق صرخة جو الاجتماع العائلي الهادئ. فتركض مولي والدم على ثوبها فيما يركض رايدر المرتبك وراءها.

يُجَنّ جنون والد مولي، كيث (جوش هاميلتون)، فيصرخ في وجه رايدر وسيندي لحماية ابنته من جهة وبسبب ارتكابه بعض الخطايا في الماضي من جهة أخرى.

طوال الفيلم، ينتقد رايدر رفض العائلة قول الحقيقة، عن ميوله الجنسية أو عن حدث وقع قبل أن تغادر والدته نبراسكا للذهاب إلى الجامعة ولوس أنجلس.

يخفي الجميع عنه الحقائق لكنها تبقى خفية عن المشاهدين أيضاً. لا نعلم ما حصل في الإسطبل أو ما حدث قبل عقود من حادثة الإسطبل.

يهدف هذا الارتباك إلى إضفاء جو مقلق ومشوّق على الفيلم منذ أول مشهد. لكن يبقى فيلم Take Me to the River غامضاً جداً ويصبّ هذا الجانب في مصلحته، لكنه يفقد قوته ويتخبّط مع بدء الجزء الثاني.

لا تكون نبرة الفيلم قوية بما يكفي كي تأسرنا. لكن يبقى الأداء التمثيلي قوياً، لا سيما تمثيل ويغرت، فيضفي على الفيلم طابعاً عاطفياً يساهم في إنجاح العمل رغم شوائبه.