صناعة الروبوتات تنفي دورها في ارتفاع معدلات البطالة

نشر في 30-01-2016 | 00:01
آخر تحديث 30-01-2016 | 00:01
No Image Caption
ترفض صناعة الأتمتة المزاعم بشأن تسببهها في خسارة صافية لنحو 9.1 ملايين وظيفة بحلول 2025، وترى أن الروبوتات لا تقضي على فرص العمل، بل تخلقها، وتسمح للشركات بالمحافظة على التوظيف.
انتشرت في الآونة الأخيرة عدة تقارير ودراسات تظهر كيف يمكن للتقدم في ذكاء الروبوتات أن يفضي إلى إضاعة فرص للعمل في الاقتصاد الأميركي.

وتقول فوريستر ريسيرتش Forrester Research إن الأتمتة ستسبب خسارة صافية لنحو 9.1 ملايين وظيفة بحلول عام 2025.

وتقول ماكنزي McKinsey إن 45 في المئة من الوظائف يمكن أن تفقد بسبب "التقنيات الحالية"، كما أن دراسة صدرت عن جامعة أوكسفورد أظهرت أن 47 في المئة من الوظائف عرضة "لأخطار عالية" ناجمة عن الحوسبة خلال العقدين المقبلين.

صناعة الأتمتة ترفض هذه المزاعم وتغطية وسائل الإعلام لها، وترى أن الروبوتات لا تقضي على فرص العمل، بل تخلقها- حسب قولها. وتسمح الروبوتات للشركات بالمحافظة على التوظيف. ومن دونها سيذهب المزيد من الوظائف الى الخارج، وسيصبح المزيد من الناس من دون عمل في البلاد.

المساعدة على المنافسة

يقول جيف بيرنستين، وهو رئيس جمعية الأتمتة المتقدمة "نحن نظن أن الروبوتات تساعد الشركات على المنافسة، والخطر الحقيقي الذي يتهدد الوظائف يكمن في عدم قدرة شركة على المنافسة. نحن نتحدث مع شركات طوال الوقت وهي تخبرنا بأن الروبوتوتات تساعدها على زيادة التوظيف، لأنها أكثر تنافسية وبذلك فإنها غدت قادرة على دخول أسواق جديدة. وهناك كل تلك الدراسات التي تتحدث عن قضاء الروبوتات على فرص العمل ولكن لا يوجد دليل على ذلك من خلال الاحصائيات التي نستعرضها".

ويشير برنستين في معرض تأكيد وجهة نظره الى دراسة حديثة صدرت عن الجمعية تظهر زيادة شحنات الروبوتات ونمو الوظائف في الولايات المتحدة، ويقول لو أن الروبوتات تقضي حقاً على الوظائف لحدث هبوط في أرقامها لا العكس.

وتتضمن تلك الدراسة أيضاً دراسات عديدة عن شركات  أميركية عمدت الى أتمتة الوظائف وانقاذها.

وعلى سبيل المثال هناك شركة مارلن ستيل Marlin Steel التي تتخذ من بالتيمور مقراً لها، والتي وجدت في أواخر تسعينيات القرن الماضي أنها لا تستطيع جعل سلال السلع رخيصة بما يكفي لمنافسة شركات صينية، فعمدت الى الأتمتة وحسنت منتجاتها ونوعتها ضمن فئات اخرى ووفرت الوظائف.

ويقول برنستين "لقد وظفت الشركة عدداً أكبر من الناس يفوق العدد الذي بدأت به، كما وفرت وظائف ودفعت للعمال 30 دولاراً إضافة إلى معونات".

وتشكل فايكرز انجنرينغ Vickers Engineering، وهي صانعة قطع غيار في ميتشغان مثلاً آخر، فقد تعرضت لصعوبات في توظيف وابقاء عمال في وظائف تنطوي على خطورة الى أن أتمتت وتمكنت من الفوز بعقد كبير مع شركة تويوتا. ونتيجة لذلك ارتفع حجم التوظيف فيها.

وفي غضون ذلك يوجد العديد من الأمثلة عن شركات اخرى كانت تقوم بتصدير منتجاتها الى الصين وأماكن اخرى وقد تمكنت بمساعدة معدات الروبوت من "اعادة دعم" نشاطها. ويقول برنستين إن تلك الوظائف التي توفرت ما كان لها أن تتحقق لولا تلك الخطوة.

ويضيف أن البحث لا يظهر بشكل كلي أن التقنية المتقدمة تقضي على الوظائف. وفي سنة 2014 أجرت بيو ريسيرتش Pew Research مقابلات مع 1896 خبيراً حول تأثير اي آي AI والروبوتات – وقال 52 في المئة منهم إن "التقنية لن تحل محل المزيد من الوظائف بقدر يفوق ما تخلقه بحلول عام 2025 ". (على الرغم من أن 48 في المئة توقعوا "حلول الآلة محل أعداد كبيرة من العمال والموظفين).

ماذا يجب أن نفكر فيه؟ الشيء الأول هو أن آلات جز العشب وأصابع العلكة ومقابض أحواض الاستحمام المطلية بالذهب لن تتأثر كثيراً. كما أن الزيادة في التوظيف ترتبط بكل شيء- وبالنمو السكاني كبداية. ولا يوجد دليل على أن الأتمتة أدت الى زيادة في التوظيف أو أنها لم تؤد الى نقصان– ويتم كسب وخسارة الوظائف لشتى أنواع الأسباب، واذا كان هذا هو أفضل ما يمكن لصناعة الروبوتات أن تطرحه فليس له ذلك التأثير المهم.

وقد يكون صحيحاً ما تردد في الآونة الأخيرة عن أن "الروبوتات ستقضم وظائفك"، ومضى ذلك بعيداً جداً في بعض الأوقات، ولكن العديد من الدراسات هي باهتة بقدر يفوق ما تشير إليه العناوين الرئيسية.

وتقول دراسة أكسفورد، على سبيل المثال، إن 47 في المئة من الوظائف عرضة لأخطار حوسبة عالية، ولكنها لا تقول إن الناس سيفقدون وظائفهم تلك بالضرورة.    

كما يصعب أيضاً الجدال حول الحالات الفردية التي طرحتها جمعية الأتمتة المتقدمة، وصحيح أن الأتمتة تعيد دعم التوظيف الآن مع قدرة الشركات على إعادة الإنتاج الى الولايات المتحدة لأول مرة خلال سنوات (ويساعد على ذلك ارتفاع الأجور في الصين ورغبة الشركات في اختصار سلسلة الامداد وخفض الخطر).

السؤال الكبير

السؤال الكبير هو ما اذا كنا عند عتبة جيل جديد من الروبوتات التي تمثل شيئاً متطورا بشكل أساسي عن النوعية الواردة في الدراسات المشار اليها.

ويقول برنستين الذي يعمل في مجال الروبوتات منذ 32 سنة إنه رأى توقعات قاتمة عن بطالة التقنية من قبل، خصوصا في ثمانينيات القرن الماضي، عندما بدأت اليابان ببناء معامل الأتمتة. ولكن تبين أن تلك المخاوف لا أساس لها- حسب قوله. وفقد الناس وظائفهم ولكنهم انتقلوا الى أعمال اخرى مثل صنع وتركيب الروبوتات وغير ذلك مثل تحسين أداء محركات البحث وهي أعمال لم تكن موجودة قبل 20 سنة.

ويقول اقتصاديون من ذوي المنظور التاريخي، إن التقنية قضت دائماً على الوظائف ولكن الناس كانوا يجدون دائماً فرص عمل جديدة.

back to top