عافية عليكم... فريق «هادف»

عندما يعمل الإنسان عملاً فنياً، يخلو من أي دعم مادي (مالي)، ومع ذلك يفوق كل المقاييس، ليصبح عملاً فنياً متكاملاً يفرح به ويتفاعل معه الصغير قبل الكبير، نكون أكثر سعادة وفرحاً، ونمد يد العون والتشجيع، ونرفع "العقال" لمن قام بهذا العمل الطيب، ولا نكون ذوي نظرة سوداء، وننتقد أموراً ليست بيد من عمل ذلك العمل الفني الراقي.

وهذا ما حدث فعلاً في مسرحية "السندباد في جزيرة الظلام" التي قُدِّمت ضمن فعاليات مهرجان "أجيال المستقبل ٢٧"، الذي اقيم تحت رعاية الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، حيث قدم المسرحية الهادفة مجموعة من الشباب المتطوعين الذين قد يكون أغلبهم لا يفقهون أسس التمثيل وقواعده، لأنهم هواة أرادوا إرجاع البسمة إلى وجوه أطفال الكويت عبر صورة وحوار وقصة هادفة، تحمل في طياتها القيم والعبر، ورسالات توعية خفيفة ومقبولة، وتشجيع الأطفال على التفكر وفتح الآفاق، وألا يخنعوا للجهل وعدم العلم والعمل. فريق "هادف" نجح في إيصال رسالة مباركة إلى النشء، بعكس أغلب مسرحيات الأطفال التي تتصدر الإعلانات في مواسم الأعياد والمناسبات، بإمكانياتها الضخمة وقدراتها الشخصية، وما حولها من هالة إعلامية، إلا أنها تفشل في إيصال رسالة تكون نواة في نفوس النشء، وحجر أساس لتنشئتهم التنشئة السليمة والصحيحة التي يعود خيرها على الوطن.

ما قدمه فريق "هادف" أمر كبير في نفوس الأطفال وأولياء أمورهم، فالمسرحية فيها الضحك من غير تجريح و"طنازة" وتلفظ بأقبح المفردات، فيها قيم وعبر من غير اختلاق الخرافات والأشياء الخيالية المستحيلة، فيها تعاون الفريق كأنه شخص واحد، فضلاً عن قدرته على المزامنة بين الحركة والحوار المسجل، لم نشعر بأن الحوار عبارة عن (play back)، فلقد كنا نظن أن الصوت حقيقي لا مسجل، واكتشفنا ذلك بالسؤال.

مثل هذه الفرق والأعمال التي تنجزها تحتاج إلى رعاية واهتمام ودعم على أعلى مستوى في الدولة، فالفريق يعمل بالمجان، ولكن العاملين في مجال المسرح يعلمون علم اليقين أن العملية تحتاج إلى مصروفات (ديكور - ملابس - إضاءة - أكسسوارات... إلخ).

وفي رسالة من ولي أمر شاهد المسرحية والعمل، أقول: إن هؤلاء الطلبة الهواة يجب الاهتمام بهم ورعايتهم، وتذليل كل الصعوبات أمامهم، وتوفير احتياجاتهم ليبدعوا في أعمالهم الهادفة.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.