«لا تقصص رؤياك» تناغمت نصاً وإخراجاً

نشر في 16-01-2016 | 00:00
آخر تحديث 16-01-2016 | 00:00
No Image Caption
قدمت فرقة مسرح الشارقة الوطني عرضها المشارك في مسابقة القاسمي، بعنوان "لا تقصص رؤياك"، تأليف إسماعيل عبدالله، وإخراج محمد العامري.

وقد استطاع مؤلف النص المسرحي أن يقدم لنا توليفة من الفكر المسرحي الراقي بلغته الشعرية، من خلال تناوله العديد من القضايا الشائكة في المجتمع الخليجي خاصة، والعربي بشكل عام، من خلال اعتماده أيضا على بعض القصص القرآنية، وعلى حكايات من الموروث الشعبي في أجواء طقسية ما بين السحر وفك لغز تلك النبوءة التي رددتها تلك السيدة التي لعبت دور العرافة، حيث كان الجمهور أمام نص مسرحي مليء بالقيم والأحداث التي جاءت من صميم الواقع المعيش ما بين الاحتفالات الصوفية والفكر الداعشي، وما بين المذهبي السني والشيعي، ومن ثم إسقاط كل تلك المعطيات في حوار مسرحي قدمه الممثلون بكوميديا سوداء، كشفت الواقع العربي المأسوي من حولنا.

"اقصص رؤياك"، ولا "تقصص رؤياك"، جملتان اعتراضيتان ظل بطل العرض الذي جسد شخصية منار تائها بينهما، إما أن يسمع رأي الزوجة، أو أنه ينجرف وراء العرافة في تلك الرؤية التي حاصرته في منامه، وحالة الصراع النفسي الذي أحاط به وبزوجته.

إخراج متناغم

واستطاع المخرج العامري أن يقدم إمكاناته الإخراجية من خلال تحريك فريق عمل متكامل ببطولة جماعية وانسجام بين الممثلين جميعا، فلم يتبع في رؤيته البطل الأوحد متناغماً مع الحبكة الرئيسة التي يدعو إليها النص والحال العربي المأسوي من آلام الجوع وإهدار كرامة الإنسان، وعرض النساء في سوق الجواري، ومتعاطي الحشيش، وطرح الفكر الإرهابي والمتطرفين والتستر خلف اللحى، وتطرف الفكر والدين لتحقيق الرغبات والنزوات الشخصية.

جمالية الصورة

واهتم العامري بإظهار الصورة الجمالية لعرضه المسرحي من حيث السينوغرافيا الباهرة والإضاءة التي كانت حاضرة برونقها الأخاذ طوال العرض المسرحي، ولاسيما حالة الانتقال الرائع واختياره للموسيقى والمؤثرات الصوتية التي أوضحت تشعب القضية التي يطرحها النص بجرأة، والقدرة على التعامل مع عمق المسرح والفضاء المسرحي الذي تتميز به خشبة مسرح عبدالحسين عبدالرضا، وهي جمالية المشهد الختامي ومرونة الممثلين في الصعود والهبوط في العربة المتحركة التي جمعت أطيافا متعددة القضايا، والمشاهد الحركية الجماعية والتناغم بين الكلمة ولغة الجسد، وصولا إلى موت الزوجة منار المستسلمة تحت تلك العربة، ونجاة طفلها، وهو بصيص أمل المستقبل.

المسرحية من بطولة كل من إبراهيم سالم، حميد سمبيج، ملاك الخالدي، مروان عبدالله، بدور، رائد الدالاتي، يوسف الكعبي، هيفاء العلي، علي الحيالي، عذاري، عثمان جوهر، محمد  درجلك، عيسى صلبوخ، أحمد درجلك، علي درجلك.

back to top