الكاتب خالد الصفتي: أدب الرعب ساحة تعجّ بأنصاف الموهوبين

نشر في 24-01-2016 | 00:00
آخر تحديث 24-01-2016 | 00:00
No Image Caption
كنا ننتظر صدور الأعداد التي كتبها بفارغ الصبر، لنتعرف إلى آخر «مغامرات الكابتن غريق»، وليمتعنا «الزوج المثالي» بقصصه مع الزوجة والأولاد، ولنضحك حتى تدمع أعيننا، مما يفعله «البحار الغبي»... هذه الأعداد التي أنتجتها مخيلة صاحب أشهر السلاسل الأدبية في منتصف التسعينيات الأديب خالد الصفتي، نشأ على قراءتها جيل بأكمله، ويعد الصفتي صاحب سلسلة «فلاش وسماش» أحد أبرز فناني «الكوميكس»، التي اتخذت طابعاً ساخراً. كان يكتب بمفرده السلاسل ويرسمها، ويعدّ التسالي والألغاز والقصص المصورة. هو مبتكر شخصيات عدة منها {المواطن المطحون}، و{توتو عضلات} وغيرهما.

في هذا الحوار نتعرف إلى آخر أعمال خالد الصفتي، وشخصيات أعماله ومسيرته الأدبية.

لماذا توقفت مغامرات «فلاش»، رغم إقبال الشباب على قراءتها؟

لم تتوقف السلسلة، إلا أثناء سفري وإقامتي في الخارج، وهي تقريباً ثماني سنوات، ثم عاودت الصدور بدءاً من معرض القاهرة للكتاب عام 2014، ويشهد المعرض هذا العام صدور أعداد جديدة... وثمة المزيد في الفترة المقبلة من السلاسل الأخرى «سماش» و{مغامرات فلاش» و»سوبر فلاش».

ثمة جيل كامل لا يزال شغوفاً بإصداراتك، ما تقييمك لهذا الشغف الموصول؟

الأعمال التي يتم تقديمها تأتي على مستوى طموحاتهم، تهتم بقضاياهم وتتوافق مع ما يحبون قراءته من دون مبالغات، وعندما يستلهم الكاتب أعماله من البيئة المحيطة به، وتكون هي المدد المتدفق لكل الأفكار والشخصيات يكون التعبير عن المجتمع.

كتاب «سر العداد» على سبيل المثال جاء تعبيراً عن معاناتي في تركيب عداد كهرباء لبيتي، وأوحت لي هذه المعاناة بمغامرة كاملة أودعتها هذا الكتاب.

من هي الشخصية التي نرى فيها ملامح خالد الصفتي؟

ربما لا أكون مبالغاً إن قلت إن غالبية شخصياتي الثمانين تمثل «قِطعاً» مني، أو لنقل قشوراً، فانفعالاتي كانت القائد في كتاباتي.

من وجهة نظرك... لماذا لم تظهر أية مطبوعة خلال كل تلك السنوات تقلد «فلاش»؟

في البداية ظهر بعض المطبوعات التي تقلد «فلاش» بشكلٍ سافر، ولكن لأن الأخيرة من السلاسل «المتعوب عليها» فعلاً لم يستطع المقلدون الصمود طويلاً، خصوصاً عندما كان استقبالهم من القارئ فاتراً، وبدأوا يتساقطون الواحد تلو الآخر.

قدمت أخيراً مجموعتك القصصية الأولى «حب العزيز»... إلى أي نوع من الأدب يمكنك تصنيف هذه التجربة؟

لا يشغلني التصنيف، ولا أهتم بالمدارس الفنية، ولا التفت نحوها، فأنا أكتب على سجيتي وبأسلوبي ويكون لي هدف واحد لا أحيد عنه، أن يستمتع القارئ بما أكتبه، ولا يشعر معه بالملل، ولا بمحاولتي إنهاك عقله في اللهث وراء التركيبات اللفظية المعقدة، ودائماً ما تكون النتيجة مرضية بالنسبة إلي حين تصل الرسالة كما أردتها.

قصص وموضوعات

ماذا عن «حب العزيز»؟

تدور القصص في أجواء متباينة، كما هي الحياة، توجد قصص اجتماعية ورومانسية وبوليسية وكوميدية.

وكان أهم ما ركزت عليه المجموعة من أفكار أن الحب لدى الرجل مختلف عنه لدى المرأة، فبينما الأخيرة تخلص فيه كل الإخلاص، نجد الرجل لا يتورع عن الخيانة حتى وهو يحب زوجته، وهو موضوع «حُب العزيز» بضم الحاء.

لماذا تأخرت في إصدار المجموعة؟

لا أعتبر ذلك تأخيرا، لأني أكتب القصة القصيرة داخل سلسلة «فلاش»، التي وزعت عشرات الملايين من النسخ خلال سنوات طويلة، في باب يسمى «روايات فلاش تقدم»، لكنها المرة الأولى التي يصدر كتاب لي لا يحوي بين دفتيه سوى القصص القصيرة.

هل تجد نفسك أكثر في كتابة موضوعات كتب «كفلاش»؟ أم أنك وجدت ضالتك في كتابة القصص؟

في الاثنين أجد نفسي، لأن القصص القصيرة كما سبق وذكرت جزء لا يتجزأ من «فلاش» ذاتها.

حمى كتابة الروايات التي تجتاح الشباب راهناً، خصوصاً أدب الرعب والرومانسية، كيف ترى هذه الظاهرة؟

نجح الكاتب الزميل أحمد خالد توفيق في كتابة ما يسمى «أدب الرعب»، وثمة الكثير من تأثر به، والقليل من وجد لنفسه درباً خاصاً به، والبعض يقلّده بدقة، والبعض الآخر لا يصلح للكتابة أصلاً.

تعج ساحة أدب الرعب بأنصاف الموهوبين، أما الرومانسية فالمهتمون بها حالياً أقل من غيرها من ألوان القصة، والكتابات الإسلامية الملتزمة تعزف في وادٍ والمواطن المصري في وادٍ آخر، فالإسلام الذي يعرفه يُختزل في المظهر فحسب.

لمن يقرأ خالد الصفتي؟

قرأت للحكيم والسباعي وعبدالحليم عبدالله وعلي باكثير وغيرهم من فطاحل الرواية والقصة، لكن راهناً لا أستمتع سوى بتصفح تاريخ مصر عبر العصور المختلفة، ففيه عِبر حقيقية ترويها حكايات ممالك وملوك ومستبدين قاموا وزالوا، وصراعات مريرة انتهت إلى لاشيء، فيه ملاحم بطولات خالدة غيرت المسار أكثر من مرة، وقصص خونة باعوا أوطانهم لأجل المال. من يقرأ التاريخ يعرف فلسفة الحياة.

ماذا عن مشاريعك المستقبلية؟

هي أمنية من 20 عاماً لم تتحقق إلى الآن، وهي تحويل شخصيات «فلاش» الشهيرة والمرتبطة بذكريات أجيال كاملة إلى حلقات تلفزيونية كارتونية.

back to top