الأغلبية الصامتة: اليمن ومرئيات الاستقرار

نشر في 14-04-2016
آخر تحديث 14-04-2016 | 00:00
 إبراهيم المليفي أشعر بتفاؤل كبير تجاه اللقاء المرتقب بين الفرقاء اليمنيين في الكويت ومنبعه والسبب الأهم برأيي يرجع إلى تشبع الأطراف المتصارعة من لغة السلاح وفاعلية توقف الحرب الآن طالما كان بالإمكان تحقيق الكثير من المكاسب دون شعور أي طرف بالهزيمة الكاملة.

تولد هذا الشعور المستند إلى معطيات الأرض ووجود أطراف ضامنة لأي اتفاق سلام، أتى ليحقق للشرعية اليمنية أهم مطالبها ببسط نفوذها على كامل التراب اليمني وعودتها إلى العاصمة صنعاء وإخراج علي عبدالله صالح من الملعب نهائيا، وفي الوقت نفسه يكسب الحوثيون بقاءهم على الساحة كشريك سياسي في اللعبة السياسية وعودتهم إلى معقلهم في صعدة.

الطرف المهم في الحرب اليمنية، وهو التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية يريد الانتهاء من الملف اليمني بأفضل النتائج وبأسرع وقت نظرا لتضخم الملفات الأخرى في المنطقة (سورية، العراق، لبنان) مما يتطلب تفرغا وتركيزا كاملا حيالها بعد تأمين المنطقة الجنوبية من شبه الجزيرة العربية.

إن محطة الكويت قد تكون هي الأخيرة في الحرب اليمنية، وقد تكون مجرد محطة أخرى عابرة فيها ولكنها في حال نجاحها يجب أن تكون هي المحطة الحاسمة لوضع ثلاث مرئيات عاجلة لا مجال لتأجيل أي واحدة منها حتى لا يعود الوضع للانفجار مجددا، خطة (مارشال) إغاثية ومالية للنهوض بالاقتصاد اليمني المتهالك، تشكيل حكومة إنقاذ وطني مقبولة من كل الأطراف المؤثرة، حسم قضية الحراك الجنوبي ودراسة خيار الانفصال بين شطري اليمن دون الدخول في دوامة حرب جديدة لأن الظروف الموضوعية داخليا ودوليا مهيأة اليوم أكثر من أي وقت مضى لحدوث ذلك طالما أن الجنوبيين يرون أنهم يعيشون داخل وحدة قسرية مفروضة عليهم من الشمال.

في الختام فإن تحقيق المرئيات الثلاث السابقة (الإنقاذ الاقتصادي، وترتيب البيت السياسي، وملف الانفصال) لن يكتمل دون إخراج التنظيمات الإرهابية التي تسللت داخل الفوضى اليمنية، ولن يكتمل دون إدخال اليمن أو اليمنيين في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، كما أن المنطق في تشكيل التحالف العربي وخوض الحرب لعودة الشرعية في اليمن يؤكد أن العضوية الكاملة لذلك البلد العربي الجار لن تكون قضية فيها رأيان.

back to top