مزيدٌ من اللحم لتخفيض ضغط الدم؟

نشر في 25-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 25-09-2014 | 00:01
No Image Caption
غالباً ما تظهر أضرار الإفراط في أكل اللحوم في عناوين الصحف، فيُقال مثلاً إن هذا السلوك يساوي في مخاطره التدخين أو يُعتبر سبباً لارتفاع معدلات السكري. هذه الضجة كلها جعلت كثيرين يطرحون السؤال نفسه: هل نفرط في تناول اللحوم؟  بنجامين بلاكيت تابع الجديد في {إنسايد ساينس}.

نُشرت دراسة جديدة في {المجلة الأميركية لارتفاع الضغط} ولاحظت تراجع خطر ارتفاع ضغط الدم عند الأشخاص الذين يستهلكون كمية إضافية من البروتينات، سواء من مصادر نباتية أو حيوانية.

قالت المشرفة على الدراسة لين مور، عالِمة أوبئة من كلية الطب في جامعة بوسطن، إن هذه النتيجة تسمح بالابتعاد عن التصنيف القائل إن اللحوم سيئة، لكن شكك عدد آخر من علماء الأوبئة بقيمة نتائجها.

من خلال استعمال بيانات من {دراسة فرامنغهام للقلب} (حملة وطنية بدأت بجمع البيانات حول الراشدين الشباب في بداية السبعينيات)، تمكنت مور وشركاؤها من مقارنة الحمية بنتائج ضغط الدم. في المحصّلة، حللوا بيانات تعود إلى 3300 فرد سليم خلال فترة 11 سنة.

أوضحت مور: {تراجع خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم عند كل من استهلك بروتينات بنسبة 20% إضافية عن الكمية اليومية الموصى بها}.

هي لاحظت تراجع خطر ارتفاع ضغط الدم بنسبة 40% عند المشاركين الذين تناولوا أكبر كمية من البروتينات الغذائية مقارنةً بمن استهلكوا أقل كمية منها.

ذكرت مور أن فريق البحث دقق أيضاً بوضع أصحاب الوزن الزائد الذين يبلغ مؤشر كتلة الجسم لديهم 25 وما فوق وقد تم رصد الأثر الإيجابي نفسه.

أضافت مور: {ما يثير الاهتمام هو تراجع عدد الأشخاص الذين كانوا يواجهون مشكلة البدانة منذ 30 سنة. لكني لا أجد ما يمنع هؤلاء الأشخاص من تخفيض ضغط دمهم عبر زيادة استهلاك البروتينات}.

لكن تشكك د. ماريانا ماركل، اختصاصية في أمراض الكلى وأستاذة طب مساعِدة في مركز داونستيت الطبي في جامعة ولاية نيويورك، بنتائج مور. تظن أن الرابط الذي تم رصده يمكن تفسيره بطريقة أخرى، وتحديداً عبر التركيز على نسبة استهلاك الكربوهيدرات وليس البروتينات. صحيح أن المشاركين الذين استهلكوا أقل كمية من البروتينات كانوا أكثر ميلاً إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم، لكن تشير ماركل إلى أن نسبة الكربوهيدرات التي تستهلكها هذه الفئة كانت أعلى بكثير: «هذا الأمر يعقّد الوضع. لم يكن استهلاك الكربوهيدرات تحت السيطرة خلال تحليلهم ومن المعروف أنه يؤثر على خطر ارتفاع ضغط الدم».

كذلك، تستخف ماركل بآمال مور التي تتطلع إلى ترجمة نتائجها عند الأفراد الذين لا يتمتعون بصحة جيدة ويكونون أصلاً معرضين للإصابة بارتفاع ضغط الدم.

أضافت ماركل: {تم إقصاء كل مصاب بالسكري أو بأمراض الكلى أو بارتفاع ضغط الدم من التحليل}. يعني ذلك أن النتائج تخصّ الأشخاص الأصحاء حصراً: {كان التحليل شائباً أيضاً لأن بعض الأفراد بدأوا يأخذون العلاج لارتفاع ضغط الدم}.

اتخذ خبراء آخرون مقاربة متوسطة. اعتبر د. ريتشارد ب. هايز، مدير قسم علم الأوبئة في جامعة نيويورك، أن فريق مور قام بعمل جيد مع البيانات التي كانت في متناوله: {يبدو أن الدراسة تسلط الضوء على جانب محتمل من السيطرة على ضغط الدم وهو لا يحظى باهتمام كبير في العادة، لكن يجب ألا نستبق الأمور. لا بد من القيام بأبحاث إضافية}.

سأل هايز: {لقد عزلوا أثراً معيناً، لكن يطرح هذا الأمر سؤالاً إضافياً: هل كان استهلاك البروتينات السبب في ذلك؟}.

يريد أن تحصل تجربة عيادية أشمل لمتابعة الحالات واستخلاص استنتاجات قيّمة.

قالت مور: {البروتينات حاجة بالغة الأهمية بالنسبة إلى وظائف جسم الإنسان}. في ما يخص ضغط الدم، اعتبرت مور أن اللحوم (شرائح الضلوع أو صدر الدجاج القليل الدهون) تسهم في تخفيض مستواه: {أثبتنا عدم وجود أدلة على أن البروتينات المشتقة من اللحوم تضر بصحة المصابين بأمراض القلب والجلطات الدماغية. في الحد الأدنى، يجب أن يأكلوا كمية البروتينات الموصى بها يومياً}.

كذلك اعتبرت أن استهلاك البروتينات من أي مصدر (نباتات، لحوم، مشتقات حليب) يجب أن يكون جزءاً من حمية متوازنة تشمل الخضروات والألياف. في ما يخص أي مخاوف صحية أخرى، إلى جانب ارتفاع ضغط الدم، أوضحت مور أن تجنب اللحوم الدهنية أو اختيار بديل عن اللحوم لن يكون فكرة سيئة، بل إن هذه المقاربة ستوفر بعض المنافع على مستوى ضغط الدم.

ربطت دراسات سابقة بين اللحوم الحمراء المصنّعة وبين سرطان القولون والمستقيم، ويوصي {المعهد الأميركي لأبحاث السرطان} بعدم تناول أكثر من 510 غرامات (وزن اللحم المطبوخ) من لحم البقر أو الخروف في الأسبوع. توافق مور على ذلك: {بالنسبة إلى الأفراد المصابين بالسرطان، أوصيهم باستهلاك بروتينات من مصادر متعددة والحد من اللحوم الحمراء}.

لكنّ رأي ماركل مختلف في هذا المجال، فهي ما كانت لتوصي أحداً بتغيير حميته استناداً إلى هذه الدراسة: {تتعلق المسألة الأساسية باستهلاك الكربوهيدرات، لا سيما السكريات البسيطة، وبآثارها على الأنسولين وهرمونات أخرى تؤثر على ضغط الدم}.

back to top