الاستقلالية التامة... المشوار ما زال طويلاً!

نشر في 28-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 28-05-2015 | 00:01
No Image Caption
يبدو أن الخطوة المقبلة في مجال المركبات المستقلة ستكون ضخمة جداً. كشفت شركة {دايملر} لتصنيع السيارات أخيراً عن أول شاحنة ذاتية القيادة تحصل على ترخيص لاستعمالها على الطرقات الأميركية.
بالنسبة إلى قطاع الشحن، تَعِد شاحنة {إنسبيرايشن} بمستقبل تقلّ فيه الحوادث وبابتكار يضمن تراجع كلفة الوقود وإراحة السائقين.
في السنوات الأخيرة، كانت الشاحنات المستقلة محطّ تركيز الشركات التي تحتاج إلى مركبات كي تسلك الطرقات الخالية التي تقود إلى المزارع أو المناجم البعيدة.

لكن تبدو شاحنة «إنسبيرايشن» مختلفة، فهي مصمَّمة للتنقل على الطرقات السريعة، إلى جانب السيارات والشاحنات العادية. قد يكون حصولها على ترخيص للتنقل على طرقات نيفادا السريعة خبراً هاماً بالنسبة إلى قطاع الشاحنات الذي يجد صعوبة في توظيف سائقين للقيام بهذا العمل الشاق. إذا نجح هذا الابتكار، يمكن أن تتبعه مركبات كبيرة أخرى تكون ذاتية القيادة بدورها، مثل شاحنات النفايات أو حافلات النقل الداخلي.

تقدم الشاحنات المستقلة بعض المنافع المحتملة مقارنةً بالشاحنات العادية. أولاً، هي تسهم في تقليص استعمال الوقود لأنها تزيد أو تخفف سرعتها بسلاسة مقارنةً بأداء السائق البشري. وستكون برمجة شاحنات عدة للتنقل في مواكب مشتركة خطوة مفيدة أيضاً: يمكن أن تتبع شاحنة واحدة المسار الذي تخلّفه المركبة الأمامية الأولى، ما يخفف مقاومة الهواء ويقلص كمية الوقود المستعملة. ويمكن أن تتواصل الشاحنات لاسلكياً في ما بينها كي تبلغ بعضها البعض بضرورة إبطاء السرعة أو زيادتها تلقائياً.

سبق ولجأ قطاع الشحن إلى مساعدة الروبوتات. في ميناء روتردام في هولندا، تتولى الرافعات الآلية نقل الحاويات مثلاً. وفي السنة الماضية، أعلنت هولندا عن خطة تمتد على خمس سنوات استعداداً لاستعمال مركبات مثل {إنسبيرايشن».

يتحدث مؤيدو المركبات الذاتية القيادة أيضاً عن منافعها على مستوى السلامة. تنجم معظم حوادث السير عن الأخطاء البشرية، ويمكن أن يحذف الذكاء الاصطناعي تلك الأخطاء نهائياً بحسب رأيهم.

يقول باتريك فوغل من جامعة برلين الحرة: {السيارة لا تتعب مطلقاً. لا تحمل أي عواطف مثل الإنسان الذي يضطر إلى القيادة والعودة إلى منزله بعد الانفصال عن حبيبته مثلاً. كما أنها لا تثمل ولا تشيخ ولا تتباطأ}.

 

المسار الصحيح

 

صحيح أن السائق البشري لا يزال يجلس في مقعده، لكن تجيد شاحنات {إنسبيرايشن» البقاء ضمن مسارها الصحيح وتغيير سرعتها وتجنب الاصطدامات. يمكن أن تتعرف كاميرا توضع على لوحة القيادة وتعمل على نطاق مئة متر إلى علامات الرصيف وأن تبقي الشاحنة ضمن الخط الصحيح. تراقب أجهزة الرادار الطريق مسبقاً على مسافة تصل إلى 250 متراً لرصد المركبات الأخرى وتلتزم الشاحنة أيضاً بحدود السرعة تلقائياً.

لكن مثل المركبات الذاتية القيادة الأخرى، لن يتم إنتاج شاحنة «إنسبيرايشن» التجارية قبل سنوات. تخطط شركة «دايملر» لجمع بيانات واقعية حول طرقات نيفادا لتحسين خصائص الشاحنة.

يجب معالجة بعض المشاكل غير التقنية أيضاً. لم يتضح بعد مدى إمكانية التأمين على المركبات الذاتية القيادة مثلاً أو على من يقع اللوم عند وقوع الحوادث. ولا تزال تداعيات هذا الابتكار على وظائف سائقي الشاحنات أو الشركات الناشطة على جانب الطرقات، مثل الفنادق الصغيرة ومحطات الشاحنات، مبهمة على المدى الطويل.

يقول بيتر ستون، عالم حواسيب في جامعة تكساس في أوستن: {قبل أن تتضح إمكانية معالجة المشاكل التقنية، كانت هذه المسائل عبارة عن تمارين أكاديمية. لكنها أصبحت حقيقية جداً اليوم}.

back to top