تمييز بين الخامات الصوتية

نشر في 18-10-2014 | 00:01
آخر تحديث 18-10-2014 | 00:01
 طارق ميامي

{لكل ملحن القدرة على التميز وتغيير النمط الموسيقي المعتاد إذا أراد»، يوضح الفنان طارق ميامي لافتاً إلى أن أغلب الملحنين، اليوم، يقدمون ألحاناً متشابهة من دون تغيير في مقامات اللحن، مع العلم أن الملحن يستطيع تجنب التكرار إذا أدرك الطريقة الصحيحة في التعامل مع الخامة الصوتية أمامه.

يضيف: «على الملحن التميز والتفريق بين الخامات الصوتية، لأن طريقة الألحان تختلف من فنان إلى آخر، ويستحيل أن يؤدي الفنانون كافة ألحاناً صعبة تحمل تحولات كثيرة».

يتابع: «الملحن المتمرس يعي طريقة تقديم الألحان، خصوصاً إذا تعامل مع فنانين كبار، إذ من الصعب تقديم لحن حديث وإيقاع سريع إلى فنانين كبار يؤدون الألوان الطربية والصعبة، كذلك من المصعب إعطاء فنان شاب إيقاعات صعبة قد تضعه في موقف محرج أمام الجماهير، ومن الأفضل أن يؤدي إيقاعات سهلة وبسيطة، بذلك يستطيع الملحن الحد من التكرار وتجنب الوقوع في الخطأ».

يعتقد طارق أن أغلب الملحنين الذين يقعون في التكرار هم أنفسهم الذين يأخذون أفكاراً وإيقاعات غنائية ليست ملكهم، وبالتالي كل ما ابتعد الملحن عن تقليد الآخرين استطاع التقدم والنجاح.

علي كمال

«على الشاعر التنويع في أفكاره وعدم حصرها في فكرة معينة، فالكلمة راهناً تحتاج إلى العودة إلى هويتها القديمة»، يؤكد الفنان علي كمال، مشيراً إلى حرصه التام على تقديم أعمال تتمتع بكلمة راقية بعيدة عن التكرار، ومشيداً ببعض الفنانين الذين يركزون على غناء كلمات كويتية لها وزن ومعنى واضح.

يضيف: «إذا قدم الفنان أغاني جميلة تزخر بكلمات راقية ومميزة، عليه أن يحذر من تقليد الآخرين حتى لا يسقط أمام الجميع، من الصعب الآن التفريق بين الكلمات بسبب تكرار الموضوع وتكرار الفكرة لدى أكثر من شاعر، نظراً إلى استنساخ الأفكار، مع أن هذه الأمور تضر بالشاعر والفنان على السواء». يرى كمال أن مهمة الشعراء إعلاء مستوى الفن في الكويت، وأن بعضهم يسبب أزمة للفنانين الشباب، نظراً إلى الأجر المرتفع الذي يطلبونه  ويفوق قدرة الفنانين الشباب أحياناً.

يتابع: «الشعراء الكبار يعرفهم أغلب الفنانين، ولكن يحتاج الحصول على أشعارهم إلى بذل مجهود كبير، وثمة عقبات، تدفع  الفنان إلى البحث عن طرق سهلة، فيأخذ ألحاناً وكلمات من الخارج، هكذا تضيع هوية الأغنية الكويتية ويبقى الفنان معرضاً للفشل في كل وقت، لا سيما أن الأفكار التي تأتي من الخارج مكررة ولا تتغيرً. من هنا يجب أن يبادر الشعراء إلى تقديم كلمات قيّمة إلى الخامات الصوتية التي تستحق، وأنا على استعداد تام لتقديم كلمات لأي فنان من دون مقابل».

قتيبة أسد

على الملحن أن يكون مستمعاً جيداً في البداية ومهتماً بالألحان التي تقدم في السوق الغنائية»، يؤكد المطرب والملحن قتيبة أسد موضحاً أن تقديم الألحان يحتاج مشقة كبيرة، فالملحن هو المحرك الأساسي للأغنية، والمتحكم الأول بطريقة أدائها، لذلك يجب أن ينتبه إلى بعض الإيقاعات الدارجة التي أصبحت مملة وشوهت الأغنية الكويتية.

يضيف: «من المهم الرجوع إلى أصل الأغنية الكويتية، وأن يقدم الملحن ألحاناً قديمة ويغير بعض تحولاتها، ويضيف إليها نكهة موسيقية حديثة»، مبدياً استغرابه من عدم وجود هذه المحاولات، رغم أنها تقدم خدمة إلى المطرب وإلى الأغنية الكويتية عموماً، «للأسف الألحان الدارجة في الوقت الراهن هزيلة وضعيفة ولا تستحق من المستمع أي اهتمام». يشير إلى أن إحساس الملحن ضروري في تكوين الإيقاعات ووضع لمسة شخصية مميزة فيها، ويتابع: «على الملحن التفريق بين خامة صوتية راقية وأخرى بسيطة، وتقديم ألحان مناسبة ومتناسقة تليق بالصوت الذي أمامه، فهذه الأمور مهمة لتجنب التكرار، ثمة ملحنون يضعون ألحاناً صعبة ويركبونها على أصوات بسيطة، فيضعون المطرب في موقف لا يحسد عليه».

يشير إلى أن التعامل مع الأصوات ليس سهلاً، ولكن الملحن المتمرس يفرّق بين الأصوات الجيدة والألحان التي تليق بها، وبين الألحان الأخرى التي يجب منحها إلى فنانين شباب لتقديم أصواتهم بشكل مبسط إلى المستمعين».

back to top