أوكرانيا.. مفاوضات السلام في مأزق

نشر في 24-09-2014 | 14:55
آخر تحديث 24-09-2014 | 14:55
No Image Caption
وصلت مفاوضات السلام حول مستقبل شرق أوكرانيا إلى طريق مسدود بعد إعلان الانفصاليين عن إجراء انتخابات فينوفمبر في معقلهم فيما يسود الهدوء على خط الجبهة.

والإعلان عن انتخابات رئاسية وتشريعية في 2 نوفمبر في منطقتي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين حيث أوقعت المعارك بين المتمردين والعسكريين أكثر من 3200 قتيل منذ أبريل، يشكل ضربة قاسية لرئيس الدولة الأوكراني بترو بوروشنكو الذي عرض على الانفصاليين مبدأ الحصول على "وضع خاص" لمدة ثلاث سنوات.

وخطة بوروشنكو الهادفة إلى منح الانفصاليين حكماً ذاتياً أوسع كانت تنص على إجراء انتخابات محلية في السابع من ديسمبر واصدار عفو مشروط عن المقاتلين.

ومنذ إقرار البرلمان الأوكراني في السادس عشر من سبتمبر قوانين تتيح تطبيق هذه الاقتراحات كانت السلطات الأوكرانية تنتظر جواب الانفصاليين عليها، مع قيام مفاوضات لإقرار هدنة طويلة الأمد بين الطرفين.

والثلاثاء أعلن الانفصاليون في منطقتي دونيتسك ولوغانسك عن انتخابات في الثاني من نوفمبر.

وقال "رئيس الوزراء" في "جمهورية دونيتسك الشعبية" الكسندر زخارتشنكو لوكالة انترفاكس "نعتزم تنظيم انتخابات المجلس الأعلى (البرلمان) ورئيس الجمهورية في الثاني من نوفمبر"، مؤكداً على أنه من غير الوارد تنظيم الانتخابات التشريعية الأوكرانية المحدد موعدها في 26 أكتوبر.

وهذا الإعلان يدل على أن عملية السلام التي أطلقت في الأسابيع الماضية لا تزال هشة، وإذا كانت الهدنة في المعارك تحترم عموماً فإن الشق السياسي المتعلق بمستقبل المناطق الناطقة بالروسية في الشرق يبدو أكثر تعقيداً.

وتخشى كييف أن تقوم بموسكو والانفصاليون بابقاء الوضع على حاله أو أن تصبح منطقة دونباس الصناعية مثل ترانسدنيستريا، إحدى الدول الصغيرة في الاتحاد السوفياتي السابق غير المعترف بها.

وسيعبر رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك عن هذه المخاوف خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك التي يتحدث أمامها الأربعاء.

وعلى الصعيد العسكري، يواصل الجيش والمتمردون سحب مدافعهم من خط الجبهة، وعبر سحب قطع المدفعية تدريجياً، سيمكن إقامة منطقة عازلة بعرض 30 كلم على طول خط الجبهة، لكن وقف اطلاق النار لم يكن محترماً تماماً.

فقد قتل أحد سكان دونيتسك في معارك خلال الساعات الـ 24 الماضية ليكون أول قتيل مدني منذ التوقيع السبت في مينسك على خطة سلام من قبل كييف وموسكو والانفصاليين، كما سجل مراسلو فرانس برس إطلاق العديد من صواريخ غراد بعد ظهر الثلاثاء في شرق دونيتسك.

من جهة ثانية أسفر النزاع في أوكرانيا عن 3245 قتيلاً بحسب حصيلة جديدة للأمم المتحدة وضعت في 21 سبتمبر وعرضها مساعد الامين العام المكلف حقوق الإنسان ايفان سيمونوفيتش، الثلاثاء في جنيف أمام مجلس حقوق الإنسان.

وفي موازاة ذلك يخشى الأوروبيون اقتراب فصل الشتاء بسبب احتمال أن تترك حرب الغاز بين موسكو وكييف تداعيات عليهم، وسيعقد الأوكرانيون والروس والأوروبيون محادثات جديدة الجمعة في برلين حول موضوع الغاز.

وعلقت موسكو في يونيو امدادات الغاز إلى أوكرانيا بعدما رفضت كييف رفع الأسعار إلى 485,5 دولاراً لكل ألف متر مكعب وهو ما فرضته روسيا إثر إقالة الرئيس الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش.

وتحاول بروكسل التوصل إلى حل مؤقت تدفع خلاله أوكرانيا سعر 385 دولاراً في الشتاء و325 في الصيف.

وتزود روسيا دول الاتحاد الأوروبي بحوالي ثلث احتياجاتها من الغاز ونصف هذه الإمدادات يمر عبر أوكرانيا.

back to top