عجب لـ الجريدة•: عدت مع جيلي بالكرة الكويتية من النسيان

نشر في 23-04-2015 | 00:09
آخر تحديث 23-04-2015 | 00:09
«القادسية بيتي وعشقي... والساحل المستفيد الوحيد من صفقتي كأغلى لاعب في الكويت»
يسدل نجم منتخب الكويت السابق ونادي القادسية لكرة القدم أحمد عجب الستار على مسيرته في الملاعب غدا، في مواجهة القادسية والكويت، ليبدأ رحلة أخرى خارج المستطيل الأخضر، يأمل الجميع أن تكون بالقدر ذاته من النجاح الذي حققه في الملاعب كأحد أبرز الهدافين الموهوبين في تاريخ الكرة الكويتية.

«الجريدة» حرصت على أن تكون لها وقفة مع اللاعب الذي أعطى الكثير للكرة الكويتية، ونجح في ترك بصمة لا تنسى، وحقق خلال مسيرته مع القادسية ومنتخب الكويت 23 بطولة، وأحرز 88 هدفا في البطولات المحلية، كما سجل بالزي الرسمي للمنتخب 22 هدفا، بخلاف ما أحرزه في المباريات الودية، وأعاد مع زملائه في الجيل الحالي الكرة الكويتية إلى منصات التتويج بعد سنوات من النسيان.

وعلى صعيد الألقاب الشخصية نال عجب «هداف الدوري» أكثر من مرة، وكان قريبا من نيل لقب هداف العالم موسم 2008-2009، وتنافس مع الكاميروني صامويل إيتو على اللقب، كما كان مرشحا بقوة في استفتاء أفضل لاعب آسيوي في المواسم من 2006 إلى 2010، التي شهدت نجوميته بدرجة كبيرة، قبل أن تداهمه لعنة الإصابات التي عطلت مسيرته كثيرا نحو مزيد من التألق، وفي ما يلي التفاصيل:

• حدثنا عن بدايتك مع كرة القدم؟

- ذهبت إلى نادي الساحل وعمري لا يتجاوز 6 سنوات، وكنت بصحبة اخوتي الذين سبقوني إلى النادي، واستمر بقائي في الساحل، وتدرجت في المراحل السنية، ونجحت خلال مسابقات الناشئين في الحصول على لقب الهداف، ما لفت الانتباه إلي بشدة، لأصعد إلى الفريق الأول وأواصل هوايتي في هز الشباك.

• كيف انتهت علاقتك بالساحل؟

- في عام 2007 انتقلت إلى القادسية في صفقة قياسية، حيث كنت أغلى لاعب بالكويت، وتكفل بها الرئيس السابق لنادي القادسية فواز الحساوي وبلغت 160 ألف دينار.

ورغم الرقم الكبير للصفقة وقتها فإنني لم أستفد منه كما كان متوقعا، حيث أصر بعض الأعضاء في إدارة الساحل على نيل نصيب الأسد منها، لأحصل وبالكاد على 30 ألف دينار في عقد طويل الأمد مع القادسية.

• هل كان الاتفاق أن تحصل على هذه النسبة؟

- الاتفاق كان حصولي على نسبة تصل إلى 40 في المئة، لكن إدارة الساحل لم تلتزم، وهو ما أحدث شرخا كبيرا في العلاقة بيننا بعد ذلك، لأنهم لم يقدروا ما قدمته واخوتي للنادي على مدار سنوات طويلة.

لكن أفضل ما في انتقالي للقادسية، بالنسبة لزملائي في الساحل، أنني كنت سببا في فتح الباب بعد ذلك أمام لاعبين كثر للخروج من بوابة الساحل إلى الأندية الأخرى، حيث كانت إدارة النادي وقبل انتقالي ترفض ذلك بشكل نهائي.

• كيف كان الاستقبال في القادسية؟

- كان استقبال جماهير القادسية لي أسطوريا، وشعرت بأن القادسية بيتي الأول، لاسيما أن زملائي في النادي كانوا يتعاملون معي بروح الأسرة الواحدة، وهو ما ظل حتى نهاية مشواري مع النادي، وقبل انتقالي على سبيل الإعارة إلى السالمية ثم النصر. وشهدت المواسم التي قضيتها مع القادسية مزيدا من التوهج لي على الساحتين المحلية والدولية مع المنتخب.

• هل تذكر المباراة الأولى لك بالقميص الأصفر؟

- أتذكر أول مباراة له مع القادسية، وكانت موسم 2007، أمام التضامن، وحصلت في هذا الموسم على لقب هداف الدوري، واستمر التألق مع القادسية وحصد الكثير من البطولات مع زملائي في النادي حتى 2010، كما حصلت على لقب الهداف في العديد من المناسبات خلال تلك الفترة أيضا.

• نافست في تلك الفترة على لقب هداف العالم، كيف كان ذلك؟

- رغم ان المنافسات الخارجية في هذه الفترة توقفت في موسم 2009 - 2010، فإنني تمكنت من المنافسة على لقب هداف العالم، وكنت قاب قوسين أو أدنى من حصد اللقب على حساب الكاميروني صامويل إيتو، الذي ظفر باللقب في النهاية، لكنني سعيد بأنني دخلت هذه المنافسة وهذا الشرف في وقت من الأوقات.

• شهدت تلك الفترة أيضا وبعد كأس الخليج احترافك في الشباب السعودي، كيف تقيم التجربة؟

- بعد مشاركتي مع منتخب الكويت في كأس الخليج 2010، تلقيت عرضا من الشباب السعودي، رغم إصابتي في الركبة وعلم إدارة الشباب السعودي، لكنهم أصروا على انتقالي وقدرتهم على علاجي.

لكن لسوء حظي، وبعد مرور شهر واحد، ساعدت فيه الشباب في الكثير من المباريات المهمة والمؤثرة على حصد البطولات، تعرضت لإصابة أخرى في القدم السليمة لتزيد معاناتي وتنتهي فترة احترافي سريعا في السعودية.

• ماذا عن المكاسب التي حققتها في فترة احترافك؟

- رغم قصر المدة فإنني لمست الفارق بين الاحتراف في السعودية والإمكانات التي يتم توفيرها للاعبين مقارنة بالكويت، حيث إن الوضع هنا يتطلب جهدا كبيرا وعملا شاقا للوصول لمستوى السعودية، لاسيما ان نظام الاحتراف هناك مطبق بكل ما تعنيه الكلمة من تفرغ، ونظام معيشة اللاعب، ما يساعده على التألق والإبداع.

• ماذا عن رحلتك مع الأزرق وهل انت راض عنها؟

- سعيد بما أنجزته مع المنتخب، والذي بدأ مشواري معه رغم وجودي في الساحل، حيث نجحت في لفت الانتباه وتواجدت في صفوف الأزرق مع عناصر متميزة.

وكان المدرب الروماني ميهاي أول من أعطاني الفرصة مع المنتخب، وشاركت بصفة أساسية، وقدمت مع زملائي مستويات جيدة، ليستمر تواجدي بعد الانتقال إلى القادسية.

وبكل أمانة أنا فخور بما قدمته مع المنتخب، ولا ابالغ إن قلت إنني مع زملائي في الجيل الحالي عدنا بالكرة الكويتية إلى منصات التتويج بعد سنوات كثيرة من النسيان، حيث إن الأزرق تعرض لسنوات طويلة لتراجع كبير في المستوى، لدرجة ان بعض المنتخبات كعمان والبحرين اصبحت عقدة للأزرق، لنتمكن وزملائي في الجيل الحالي من فك هذه العقدة.

• كنت عرضة للإصابات على الدوام، كيف تفسر ذلك؟

- لا يمكن إغفال جانب المنشآت وأرضيات الملاعب الكويتية المتواضعة في التسبب في كثرة تعرض اللاعبين للإصابات، لاسيما الخطرة منها، وللأسف يدفع اللاعب فاتورة الإصابة في الكويت بمفرده.

بمعنى ان النادي يريد لاعبا سليما، وخلال مسيرتي في الملاعب تحاملت على نفسي كثيرا وتعاطيت مسكنات وأدوية مختلفة، لأتمكن من اللحاق بالمباريات وخدمة الفرق والمنتخبات، لكني تعرضت للنقد في أوقات كثيرة، لعدم عطائي بالشكل المطلوب.

كما أن فترة استمراري في الملاعب كان من الممكن أن تمتد لولا تسرعي في العودة في أوقات كثيرة، رغم عدم اكتمال فترة علاجي، رغبة مني في مساعدة زملائي والمنتخب والنادي، إلى جانب حبي الزائد عن الحد لكرة القدم، وأعترف بتقصيري في حق نفسي، ولو عاد بي الزمن لما تحاملت عليها، بل كنت سأنتظر حتى التعافي بشكل كامل لمباشرة المباريات.

• حظيت في مشوارك بتقدير كبير من المدربين رغم تراجع مستواك في بعض الأوقات؟

- تميزت علاقتي بالمدربين أثناء فترة تواجدي في الملاعب بالاحترام والحب، لدرجة أن المدرب قبل الأخير لمنتخب الكويت البرتغالي جورفان فييرا اختارني وأنا حبيس دكة البدلاء في القادسية لفترة طويلة للانضمام إلى صفوف الأزرق، وكان يعتزم الاعتماد علي في بعض الأوقات في بطولة الخليج الأخيرة.

ومن دون غرور كنت الخيار المفضل لجميع المدربين، ومنهم من تحمل النقد لإصراره على إشراكي في المباريات، حيث كانت قناعاتهم كبيرة بي وقدرتي على صنع الفارق في أي لحظة من لحظات المباريات.

• هل هناك مدرب ترك بصمة لديك؟

- المدرب محمد الذروة كان صاحب الفضل الأول في صقل موهبتي، حيث أتذكر انه كان يخصص تدريبات منفردة للارتقاء بمستواي.

ومن المدربين ايضا المدرب الروماني ميهاي، ثم الكرواتي رادان، وكلاهما من أهم المدربين الذين تركوا بصمة على مستواي، وربطتهم بي علاقة ود كبيرة، لدرجة جعلت رادان يصر على تواجدي في النصر بمجرد استلامه المهمة.

وللأمانة، فإن المدرب البرتغالي جورفان فييرا حاول كثيرا اقناعي بالتواجد مع المنتخب في فترة توليه المسؤولية، لكن رغبتي لم تكن كبيرة في التواجد في ظل ابتعادي عن المشاركة في المباريات في ذلك الوقت مع القادسية.

• عاصرت العديد من اللاعبين طوال مشوارك، من منهم تفضل؟

- الجيل الذي عاصرته في الملاعب، بداية من خلف السلامة ونهير الشمري في القادسية، ومرورا ببدر المطوع ومحمد جراغ في منتخب الكويت والقادسية، وغيرهم من اللاعبين، كانوا أكثر من رائعين، وأهم ما ميز هذا الجيل الروح الواحدة، والتفاني من اجل الفريق.

وعن نفسي استمتعت كثيرا باللعب إلى جوار بدر المطوع، كما كان للمسات محمد جراغ سحر خاص أثناء تواجدي معه في المنتخب.

• هل بات الهداف عملة نادرة في الكويت؟

- اللاعب الهداف بات عملة نادرة في العالم كله وليس في الكويت فقط، كما ان صانع الألعاب المميز بات هو الآخر عملة نادرة.

• هل تعتقد أن القادسية سيعاني مستقبلا في ظل تراجع المستوى مؤخرا؟

- أختلف كثيرا مع من يقول إن القادسية تراجع في الموسم الحالي، فالأصفر حصد بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، إلى جانب لقب السوبر، ووصل إلى نهائي كأس سمو امير البلاد، ما يعتبر انجازا لأي فريق، لكن الجميع تعود على القادسية بطلا لكل الالقاب.

• كيف ترى منافسة الدوري هذا الموسم؟

- عودة العربي والسالمية إلى واجهة المنافسة اعطى الدوري حلاوة، وأعتقد ان المنافسة بين العربي والكويت ستكون غاية في الصعوبة في ما تبقى من مباريات في الموسم الحالي.

• كيف كان تأثير الأسرة عليك؟

- ترعرعت في أسرة رياضية، تقدر الرياضة وتشجع على ممارستها، وأغلب أسرتي يشجعون القادسية وبحماس كبير، رغم أن شقيقي خالد ينتمي لنادي الكويت، ويحصل على دعم العائلة في المباريات التي يشارك فيها، وربما أكون مع خالد، وفيصل المهاجم، الصاعد في القادسية، محظوظين بالظهور وأخذ نصيب من الشهرة، التي ينال منها بقية أشقائنا الكبار نفس القدر رغم موهبتهم الكبيرة.

• من يلفت نظرك من اللاعبين المحترفين حاليا؟

- يبقى الإيفواري جمعة سعيد افضل الموجودين، فهو لاعب مهاري، وممتع في أدائه، ونجح في صنع الفارق مع السالمية.

• ما أقرب الالقاب إلى قلبك؟

- لقب القناص، وأكبر ثناء تحصلت عليه كان من المرعب جاسم يعقوب، الذي كرر مرارا وتكرارا أنني وبدر المطوع من الهدافين المميزين، والذين يرتقون لمستواه في تسجيل الأهداف، ولا شك في أن شهادة المرعب، وأفضل من لعب كرة قدم في الكويت على مر العصور، وسام على صدري.

• هل حددت طريقك بعد الاعتزال؟

- تحصلت مؤخرا على الماجستير، وفي طريقي لتحضير الدكتوراه، وأنا أعشق مهنة التدريس التي أقوم بها حاليا، لاسيما انني أتمكن من خلالها من إفادة أجيال صغيرة، يشعرون بأنهم يقدرون ما أقوم به من أجلهم.

أما عودتي للرياضة فربما تكون بعد الحصول على الدكتوراه، حيث إن التحصيل العلمي تأخر عني كثيرا بسبب كرة القدم.

 الوالدة اختارت شريكة الحياة

أشاد عجب بدور والديه في حياته ومسيرته الرياضية وعائلته بشكل عام، ويقول إن أبويه كانا على الدوام الدافع له للاستمرار في الملاعب، وكان يجد فيهما الملاذ بعد التعرض لأي انتكاسة.

واعترف أنه ارتضى أن تختار والدته شريكة حياته، ويقول إنه متيم بوالدته ويعتبرها أفضل ما أنعم الله به عليه.

وأضاف أنه على الرغم من صعوبة قرار الزواج في حياته لأنه لاعب كرة ويحظى بقدر من الشهرة، فإنه كان واثقا باختيار والدته وقدرتها على اختيار الأفضل له.

ويشيد عجب بدور زوجته في حياته، ويعتبرها أجمل هدية من ست الحبايب.

ويعول عجب على نجليه سعد وسالم في أن يكونا امتداده في الملاعب، ويقول إن اهتمامه معهما ينصب في المرتبة الأولى على التحصيل العلمي، وتأتي الرياضة في المرتبة الثانية، في حال أراد وكانت عندهما الموهبة لخوض تجربة الكرة أو الرياضة.

دعوة خاصة للجمهور

تمنى عجب حضور الجمهور القدساوي غدا في مباراة اعتزاله ليكون خير ختام لمسيرته في الملاعب، وقدم دعوة خاصة لجمهور العربي الذي وصفه بأنه أضفى حلاوة وجمالا على مسابقة الدوري في الموسم الحالي.

وشكر عجب كل من ساهم في مهرجان تكريمه، لاسيما راعي المهرجان خالد السويلم.

back to top