عام مضى

نشر في 03-01-2015
آخر تحديث 03-01-2015 | 00:01
 عبدالرحيم ثابت المازني مضى عام بأفراحه وأحزانه، فمنا من كان عامه عام المال والشهرة، ومنا من كان عامه يعج بالأزمات والمشاكل، ومنا من فقد عزيزا، ومنا من نال ما يحلم به بعد طول غياب، وهناك من عاش بالأمل في هذا العام ومازال يحلم في تحقيق ما يصبو إليه في العام القادم، هذه هي الحياة أفراح وأحزان، خير وشر، ضيق وفرج، صعود وهبوط، فهل الحياة تقاس بما عاشه الفرد لنفسه أم بما صنعه لمن حوله؟

من وجهة نظري أن حياة الشخص ما هي إﻻ ورقة في شجرة، ﻻ قيمة لها إذا سقطت من الشجرة، أحبتي اصنعوا الخير لجميع من حولكم، وﻻ تكونوا مصدر عناء وشقاء، وابذروا الخير أينما حللتم، وﻻ تنتظروا الجزاء من بشر، فليكن كل منا رسول خير للبشر ﻻ رسول شر ودمار، عمروا مجتمعاتكم وأوطانكم بالحب والعطاء ﻻ بالكره والبغضاء، فكلنا راحلون وستبقى بصماتنا في الحياة شاهدة علينا.

 أعمارنا تقاس بمدى إسعادنا للبشر ﻻ بعدد السنين والأيام، وليراجع كل منا نفسه ماذا قدم لمجتمعه وبلده حتى يشعر بقيمة نفسه في الحياة؟ وليراجع صحيفته، وليأخذ عهدا على نفسه بأن يغير كل ما هو سيئ للأفضل، وإن لم يستطع فيكفيه شرف التجربة.

عانى وطننا العربي عدم اﻻستقرار وفقد الأمن والمزيد من الدم في العام الماضي، وهناك شعوب شردت وأطفال يتمت وديار هدمت، فأتمنى أن يحمل العام الجديد في جعبته الخير للشعوب، وأن يضمد جراح من أصابه ألم بالعام الفائت، وأن يتوافر المأوى والأمان لكل من حرم منهما.

أحبائي من الوافدين والكويتيين: عليكم احترام القانون، فلا يدفعكم جهلكم إلى السعي لخلق الفوضى والمشاكل، فالقانون صريح، وﻻ سبيل لحفظ الأمن إﻻ بتطبيقه وبحزم على كل من يخترقه، وكل ما يصدر من قرارات وجب علينا احترامها سفارات وشعوبا.

فالوافد يعلم أن أمن الكويت من أمنه الشخصي والحفاظ عليها حفاظ عليه هو نفسه وعلى لقمة عيشه، والتعايش لا بد منه وتبادل الاحترام من الجميع ضروري، ولا غنى لكويتي عن وافد كما لا غنى لوافد عن الكويتي، فالمعلم الوافد أفنى حياته في تعليم أبناء الكويت وأخذ بأيديهم إلى طريق العلم والتنوير، والطبيب يداوي المرضى والمهندس يشيد ويبني ويعمر، فالمنفعة متبادلة بين الطرفين.  

وقد تكررت كلمة "إبعاد" أكثر من مرة في الصحف الكويتية، وهي كلمة قاسية تشعر الوافد بعدم اﻻستقرار وعدم الأمان، فكيف له أن يعمل ويعطي بإخلاص وهو يشعر بأن الإبعاد يطارده أينما نزل؟ فأتمنى من القيادة الكويتية أن تحنو على الوافدين وتخفف من القوانين التي تشعرهم بالقلق المستمر.

back to top