لطفي بوشناق: مصر ستظل الأغلى وواجبنا مساندتها بالفن

نشر في 06-11-2014 | 00:02
آخر تحديث 06-11-2014 | 00:02
No Image Caption
لطفي بو شناق أحد الفنانين الذين يؤمنون بأهمية مصر على صعيد الحركة الفنية العربية، لأنها لولبها وصانعة مجدها ومجد العرب. وقد زار مصر أخيراً، وشارك في ختام «مهرجان الإسكندرية الدولي للأغنية» الذي كرمه عن مشواره الغنائي، وغنى فيه أغنيته الجديدة «يا أبي شو معنى السياسة».
حول التكريم ومجمل مشواره الفني وسبب عدم انتشار أغنيات كثيرة له كان اللقاء التالي معه.
ماذا تعني لك زيارة مصر والتكريم فيها؟

مصر هي أم الدنيا وأصل العروبة، ومجدها يعني مجد العرب جميعاً، عندما أكون في ربوعها، أشعر بأنني أحتضن الوطن العربي كله، والتكريم  فرصة لزيارة مصر الغالية على قلبي.

و{مهرجان الإسكندرية الدولي للأغنية»؟

يجب دعمه ودعم المهرجانات الغنائية على اختلاف مستوياتها، فلا يمكن بناء الأمم إلا من خلال الثقافة والفنون، لأنها ترهف الإحساس وتصقل الروح وتهيء الإنسان للحرية والحب، ونحن بأمس الحاجة، في هذه الظروف، إلى الحب والتسامح والعمل والانضباط. أتمنى على المسؤولين العرب دعم مهرجانات الموسيقى في بلدانهم، لأنها تساعد على نهضة الموسيقى العربية وخروجها من كبوتها التي تواجهها في السنوات الأخيرة.

ثمة من يؤكد أن مصر فقدت ريادتها الفنية في السنوات الأخيرة، ما ردّك؟

 من يقول ذلك لا يعرف قيمة مصر ولا يدرك تاريخها وحضارتها، فمصر هي صاحبة 8 آلاف سنة حضارة وثقافة وفن، وستظل قاطرة الوطن العربي بتاريخها وفنونها وشعبها.

تردد أنك تنازلت عن أجرك مقابل إحياء حفلة الختام، ما صحة ذلك؟

هذا أقل ما يمكن تقديمه لمصر، فأنا مديون لها بالكثير، وخيرها على الوطن العربي بأسره، تعلمت فيها وتأثرت بفنانيها الذين ساهموا في تشكيلي الفني والموسيقي، مثل سيد درويش وعبده الحامولي ومحمد عبد المطلب ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم وسيد  مكاوي وأحمد صدقي... نحن نعلم أن مصر تمر بظروف صعبة، وعلينا انتهاز هذه الفرصة لرد الجميل لها ومساعدتها على تجاوز هذه الأزمة، ليس من أجل مصر فحسب، بل من أجل العرب،  لو سقطت فسيذهبون بلا رجعة، لذا يستحيل حصولي على مقابل مادي لغنائي في حفلة يذهب دخلها لصالح «صندوق تحيا مصر»، أو أي حفلة أخرى فيها، يكفيني أن أغني للجمهور المصري الذي أعشقه.

علمنا أنك أهديت المهرجان مجموعة من الأغاني.

صحيح وهو أقل ما يمكنني تقديمه لهذا البلد، لذا أدعو مطربي الوطن العربي للوقوف إلى جانب مصر لتتجاوز أزمتها، وإهدائها أغنياتهم لدعمها، بتعبير أدق على كل عربي المساهمة بما يستطيع.

 هل سبق أن غنيت باللهجة المصرية؟

لدي مجموعة من الأغاني باللهجة المصرية، لكنها لم تنتشر بشكل جيد، للأسف، من بينها «دلال حبيبي» و{أيه جرى للناس»، كذلك غنيت من ألحان سيد مكاوي «كل مرة لما أوعدك».

هل ستكرر الغناء باللهجة المصرية؟

سجلت أغاني للمهن المختلفة باللهجة المصرية  مثل الحلاق والحلواني والنجار والخباز، وهي من ألحاني وكلمات الشاعر المصري ماجد يوسف، كذلك اتفقت مع الشاعر المصري عماد حسن على أغنية «بيتنا القديم» وبدأت تلحينها.

هل تفكر في تصوير أغاني المهن على شكل أوبريت؟

بالطبع، وقد التقيت المخرج عمر عبد العزيز، وكيل اتحاد النقابات الفنية، أثناء وجودي في مهرجان الإسكندرية وتحمس للفكرة، مؤكداً  أن هذا الأوبريت قد يشكل باكورة الإنتاج الفني لاتحاد النقابات الفنية، ومن جانبي أتمنى أن يتحقق ذلك.

 أغانيك تعبر عن مواقف وطنية ولا تنافق الحكام، مثل «يا أبي شو معنى السياسة»، ألا تخشى عداء هذه الأنظمة؟

لا أخشى سوى ربي، ولا يهمني سوى إرضاء ضميري الأخلاقي والوطني، لا أعادي أحداً بشكل شخصي ولا أنتقد أحداً لمجرد الانتقاد، بل أعبر عن مواقفي من القضايا العامة، وأؤكد أن الأنظمة، حتى لو كانت مستبدة، تحترم المطرب والإنسان صاحب الموقف، حتى لو ضايقها موقفه. يهمني أن أصنع تاريخاً من خلال فني ومواقفي، ولا يهمني إرضاء الحكام، فالفنان لا بد من أن يؤدي دوراً في نهضة أمته.

كيف يكون هذا الدور؟

باختيار الفن الملتزم بقضايا وطنه وعدم نفاق الحكام، لا سيما أن للفن دوراً كبيراً،  نتذكر هنا الدور الذي أدته أم كلثوم لحشد العالم إلى جوار مصر في حفلاتها التي قدمتها في الدول المختلفة. تعيش الأمة العربية الآن أسوأ حالاتها، ونحن لا نملك سلاحا وتكنولوجيا تضاهي الغرب، وحدهما الثقافة والفن سلاحنا لإثبات الهوية، ثم على مر تاريخها حملت الأغنية  هموم الشعوب المضطهدة ودعمت الثورات من أجل الحرية والعدالة والاستقلال.

هل عرضتك أغانيك لمواقف سيئة أو منعت من الغناء في أماكن معينة؟

لم أتعرض لذلك بشكل مباشر، لكن أغنياتي لا تعرض كثيراً على الفضائيات العربية، ولا أدري هل هو موقف الفضائيات إرضاء للأنظمة، أم لأن هذا اللون من الغناء لم يعد سائداً؟

 لك عشرات الأغاني التي لا يعلم الجمهور العربي عنها شيئا فما سبب عدم انتشارها؟

لا يعرف الجمهور إلا 20% من الأغاني التي قدمتها أو أقل، وربما السبب أن معظمها غير مصور، ونحن نعيش عصر الصوت والصورة، هذا ليس تقصيراً مني، لكن خياراتي الفنية لا تتماشى مع تلك التي تفرضها شركات الإنتاج، فأنا أرفض تصوير الكليبات التي تقترحها الشركات.

شاهدنا لك أدواراً صغيرة في بعض الأفلام التونسية القديمة، لماذا لم تستمر في هذا المجال؟

لست ممثلا، إنما اخترت أدواراً شبيهة بشخصيتي لذا أديتها بشكل جيد، أما مشروعي الرئيس فهو الغناء والتلحين.

back to top