هشام عبد الحميد: «لا» ممنوع من العرض في مصر

نشر في 09-01-2015 | 00:02
آخر تحديث 09-01-2015 | 00:02
No Image Caption
بعد النجاح الذي حققه الفنان هشام عبد الحميد على مستوى التمثيل، رفع أخيراً راياته كمخرج من خلال فيلمه «لا» الذي حقق نجاحاً واسعاً لدرجة أنه حصد شهادة الإشادة من الكونغرس الأميركي، ليكون عبد الحميد العربي الثالث، بعد عمر الشريف ومصطفى العقّاد، الذي يحصل عليها، كذلك إشادة من البرلمان الكندي.
عن خطواته المقبلة وسبب عدم عرض «لا» في مصر حتى الآن كان هذا اللقاء.
لمذا قررت الاتجاه إلى الإخراج رغم أننا عرفناك كممثل لسنوات طويلة؟

أعشق السينما منذ صغري، وبدأت مشاهداتي فيها منذ كان عمري سبع سنوات. كنت آنذاك أهتم باسم المؤلف والمخرج وصانعي العمل، وكان ذلك أمراً مدهشاً بالنسبة إلى المحيطين بي. وعندما التحقت بمعهد الفنون المسرحية، بدأت فعلاً في إخراج عدد من المسرحيات، ثم انشغلت بالتمثيل، إلا أن الإخراج بقي حلماً في داخلي، وكنت أنتظر قضية تطرح نفسها عليَّ بشدة وتحمسني لخوض التجربة، إلى أن جاءت ثورة يناير وفرضت قضية الثورة والحرية نفسها عليَّ بشدة فقدمت فيلم «لا».

يوحي العنوان «لا» بصرخة اعتراض، على أي شيء كنت تعترض من خلال الفيلم؟

 

الفيلم صرخة اعتراض ضد أمور كثيرة، من بينهاالفتنة الطائفية والتمييز بسبب الجنس والدين واللون، كذلك يؤكد على قيم الحرية والكرامة الإنسانية، سواء في مصر أو في البلدان الأخرى، في إشارة إلى أننا نعيش داخل مجتمع إنساني واحد وقادرون على التفاعل معه، إضافة إلى مناقشة الفيلم أسباب قيام الثورات عموماً وحاجات الشعوب إلى الحرية والعدالة والكرامة وتكافؤ الفرص.

قدمت فيلما صامتا مغايرا عن السائد، فما سبب استخدامك هذا الأسلوب في أول أفلامك؟

لا أحب أن أكون تقليدياً، وقد وجدت أن هذا الأسلوب هو الأنسب للتعبير عن فكرتي، لأن الصورة هي اللغة السينمائية التي تصل إلى الجميع من دون عوائق، وهو فيلم ديكودراما، لأن فيه بعض المشاهد التسجيلية إضافة إلى المشاهد التمثيلية وهو محاولة «لأفلمة المسرح أو مسرحة السينما».

هل ترى أنك تمكَّنت من خلال الفيلم من توصيل رسالتك فعلاً إلى الجمهور الذي شاهد الفيلم؟

كانت ردود الفعل مدهشة بالنسبة إلي، فالجمهور من الجنسيات كافة وصلت إليه الرسالة واضحة، وكان يعبر عن ذلك بعد كل عرض مما أسعدني بشدة. كذلك كانت شهادتا الكونغرس والبرلمان الكندي دليلاً على ذلك، وكتب عنه أحد النقاد الكبار في أميركا أنه مثل التوابل التي تضغط على الجروح لتكشفها. ولكنني أتمنى عرضه في مصر لأنها بلدي، ومهما حققت من نجاحات في الخارج سيظل عرضه في بلدي هو الأهم بالنسبة إلي.

لماذا لم يعرض الفيلم في مصر حتى الآن؟

لأنه عبارة عن عدد من اللوحات، التي تستعرض تاريخ ثورة يناير منذ اندلاعها وصولا إلى الوقت الحالي. حتى إنه تنبأ ببراءة مبارك قبل الحكم، ويحتوي على بعض اللوحات الصادمة التي قد لا يرحب بها في هذا التوقيت.

ماذا عن هذه اللوحات؟

ثمة مثلاً لوحة عن المطالبة بسقوط حكم العسكر التي كان ينادي بها الشباب أثناء حكم المجلس العسكري بعد سقوط مبارك، ولوحة أخرى تتناول الدور الإيجابي الذي أدته قناة «الجزيرة» في توعية الشعوب العربية، ما أسهم في اندلاع الثورات، وهي أمور تتعلق بوقتها، فرغم الدور المشبوه لـ «الجزيرة» الآن، لا يمكن أن نتجاهل دورها مع بداية اشتعال الأحداث، ولكن البعض لا يستوعب ذلك ويخشى عرض الفيلم.

هل يعني ذلك أن الفيلم لن يعرض في مصر أبداً؟

عُرض الفيلم مرة فقط في المركز الكاثوليكي المصري، ولاقى رد فعل إيجابياً جداً، وكتب عنه كبار النقاد مرحبين به أمثال الناقد أمير العمري ورفيق الصبان والدكتور جابر عصفور، وأتمنى عرضه مرات أخرى حتى تُتاح للجمهور مشاهدته.

هل حصلت على موافقة جهاز الرقابة على المصنفات الفنية؟

لم أحاول ذلك، لأنني أعرف أن الرقابة لن توافق عليه في هذه المرحلة، فعقلية الموظفين مسيطرة عليها وليس عقلية الإبداع، وسأدخل في متاهات غير منطقية.

ماذا عن تكريمك في مهرجان مالمو؟

كان «لا» قد حصل العام الماضي على جائزة أحسن فيلم مناصفة مع «عن يهود مصر» للمخرج أمير رمسيس، ثم كنت عضو لجنة تحكيم، وكُرمت عن مجمل أعمالي.

هل ستكرر تجربة الإخراج؟

أصور راهناً فيلماً تسجيلياً في المغرب بعنوان «تحت الغرض»، كذلك أنوي إخراج فيلم تسجيلي عن الملحن والثائر العظيم الشيخ إمام.

قُدمت عن الشيخ إمام أفلام تسجيلية كثيرة تناولت تفاصيل حياته، فما هو الجديد الذي تنوي عرضه؟

مع احترامي للتجارب كافة، إلا أنني سأقدم العمل بطريقة غير تقليدية وببعد أكثر إنسانية في تناولي لحياته. عموماً، أي عمل فني يحتمل تقديمه بأكثر من رؤية.

ماذا عن التمثيل؟

التمثيل في دمي بالطبع وأديت دوراً في «لا»، ولن أتوانى عن تقديم أي دور جيد ومختلف أشعر أنه سيضيف إلى تاريخي الفني.

back to top