«حرب النعل» ترصد الفساد بحكاية تراثية موسومة بالكوميديا

نشر في 13-12-2014 | 00:01
آخر تحديث 13-12-2014 | 00:01
No Image Caption
«الخليج» دشّنت عروض مهرجان الكويت المسرحي
دشنت فرقة مسرح الخليج العربي أول عروض مهرجان الكويت المسرحي، الذي يحاكي الحياة الخليجية وبيئتها البحرية قبل اكتشاف النفط، عبر ثلاثة منافسين لكل منهم أهدافه للحصول على خيرات البحر.

أقيم مساء أمس الأول على خشبة مسرح الدسمة مسرحية «حرب النعل»، ضمن مهرجان الكويت المسرحي في دورته الخامسة عشرة، وسط حضور كوكبة من الإعلاميين من مختلف أقطار الوطن العربي، من تأليف الكاتب الإماراتي اسماعيل عبدالله، وإخراج عبدالله البدر، وبطولة الفنان القدير سليمان الياسين، والفنانة أحلام حسن، وبمشاركة الفنان حمد العماني.

ويتحدث العمل عن قصة فتاة «حور»، تعيش مع جدها الأعمى «غيث» الذي كان نوخذة قديرا يشق البحار ويأتي بخيراتها لكل الناس، ثم تغير حال المدينة بعدما سيطر على البحر وخيراته «الحوت»، ذلك الفاسد الذي سلب الناس حقوقهم، وتحكم في خيرات ورزق البحر بكل ما فيه، ولا يعطي الناس الا الفتات من السمك والرزق.

وتشتد الأمور ويكبر الخلاف بينه وبين الناس فيحاولون جاهدين التخلص منه، في نفس الوقت الذي تسللت جماعات كبيرة من القطط «رمز لها الكاتب للمستفيدين من الفتن» ليتغلغلوا بين الناس في الظلام ويعبثوا بما يحلو لهم من خيرات البحر، ويأكلوا السمك الطازج ويعبثوا بالبقية.

وعندما استشعر «الحوت» الخطر حاول كسب الجميع بإعطائهم الطعام حتى يدافعوا عن مصالحه، لكن بعد أن سيطرت القطط على كل شيء وسببت خسائر كبيرة وذهبت الكثير من الأرواح.

من هذا المنطلق أخذت المسرحية اسمها «حرب النعل» في دلالة على الأسلحة التي استخدمها الناس لمحاربة القطط.

آراء نقدية

في الندوة التطبيقية التي تلت العرض، وقدمها الناقد العماني أحمد البلوشي، تحدث فيها عدد من النقاد والمتابعين من الوطن العربي، وبدأها الناقد العماني طالب البلوشي الذي أشاد بالسينوغرافيا الخاصة بالعمل، والمكياج الذي استخدم للفنانين.

واوضح البلوشي أنه شاهد هذا العرض سابقا لكن بمعالجة أخرى، مضيفا: «رغم جمالية العرض فإنه غرق كثيرا في صورة البحر حتى أن المخرج منذ الوهلة الأولى أقحمنا على الفور في البحر، مع العلم أن الرسالة الحقيقية في السيناريو لا تتعلق بالبحر، لكنه استطاع بنحكته وذكائه أن يسرد لنا قصة أخرى من خلال النص».

من جانبه، أكد الناقد المصري عادل المقوسي أنه توقع تماما أن يكون النص الذي كتبه إسماعيل عبدالله غير عادي، وفيه الكثير من الجمل التي تستحق أن تستخدم حكما معبرة وجملا شعرية راقية.

وأضاف المقوسي: «مدخل العرض المسرحي كان في البداية مأساوياً، لكنه فجأة قلب هذا الأمر إلى الكوميدي، فما هو المبرر؟ وهناك أمور كثيرة في العرض تمثلت في بعض المواقف منها دخول وخروج الرجل الأعمى بسهولة مطلقة، فكان من المفترض أن نشعر بأنه أعمى فعلا».

كوميديا هزلية

بدوره، أوضح الناقد حسام عبدالهادي أن الكوميديا التي استخدمت مع «الصنقل» الرجل السكير لم تكن كوميديا كاملة، بل هزلية ومن منطلق «شر البلية ما يضحك»، مشيدا بسرعة الإيقاع.

وزاد عبدالهادي ان العمل يعتبر طقسيا، ويحمل الكثير من التراث، متسائلا عن الأسباب التي تدفع المخرجين إلى استخدام الراوي أو الحكيم واظهاره كرجل ضرير.

يشار إلى أن المسرحية من تأليف الكاتب الاماراتي اسماعيل عبدالله، واخراج عبدالله البدر، وقام بأداء الادوار الفنان سليمان الياسين «غيث»، والفنانة احلام حسن «حور»، والفنان حمد العماني «الصنقل»، والفنان نواف القريشي «الحوت»، والفنان حسين المهنا «الوكيل».

وشارك في المسرحية ايضا فهد الأحمد، ابراهيم القلاف، أحمد الناصر، محمد الصحاف، ابراهيم الشيخلي، ومصمم الديكور محمد الربيعان، ومصمم الأزياء عمر الظفيري، والإضاءة أيمن عبدالسلام، ومؤثرات موسيقية عبدالله المطيري، ميكب عبدالعزيز الجريب، مساعد مخرج عبدالله البصيري، مخرج منفذ يوسف البغلي، ادارة مسرحية فاطمة القلاف، مدير الانتاج ماهر رويشد.

back to top