سنغافورة... «التحوط» لإعادة تنظيم المؤسسات أم السيطرة عليها؟
عمد رولاند ثنغ الى إقامة صندوق تحوط جديد يركز بشكل حصري على التأثير على طريقة إدارة الشركات المدرجة محليا، سعيا منه إلى إعادة تنظيم المؤسسات الرصينة في سنغافورة.وأسس ثنغ، 33 عاما، "اي في اي كابيتال اسبي" بخمسة ملايين دولار، ويخطط بشكل مبدئي للحصول على أسهم في شركات بناء وهندسة صغيرة ومتوسطة الحجم بغية دفعها الى تحسين أدائها.
وقال ثنغ، وهو الرئيس التنفيذي لشركة ادارة الأموال "دكتوس انفستمنت"، التي تتخذ من سنغافورة مقراً لها، في مقابلة، "إنه أسلوب جديد وسيحتاج السوق الى بعض الوقت من أجل الاعتياد عليه. ويعتبر الاستثمار الفعال غير مقبول الى حد ما ضمن مفهوم سنغافورة وآسيا"، مضيفا: "إنه القانون الثقافي وهو أكثر تقبلا في آسيا وأقل مواجهة، وقد أنجزت الأعمال بصورة أكثر هدوءا وخلف أبواب مغلقة".الشركات العمرانية والهندسيةوذكر ثنغ انه يخطط لاستهداف شركات البناء والهندسة الأصغر في سنغافورة، التي لديها في أغلب الأحيان الكثير من المبالغ النقدية بسبب طفرة البناء الأخيرة.وقد تعمد "دكتوس" الى شراء أسهم في بعض تلك الشركات بغية دفع إدارتها الى استخدام المال من اجل توزيعات خاصة أو استعادة أسهم، وهو ما يحتمل أن يحسن أسهم الشركات، كما قد يدفع أيضا شركات الى تحويل ديونها الى سندات أرخص قابلة للتحويل.وكان الصندوق اشترى في وقت سابق حصة تبلغ 2 في المئة في الشركة الهندسية القابضة هو كليان سنغ ليمتد، التي لديها رسملة سوق تبلغ 181 مليون دولار، وأرباح تصل الى 5.1 في المئة، وتداولات تقدر بـ9.6 مرات من أرباحها، بحسب معلومات جمعتها "بلومبرغ".وتتوقع "دكتوس" أن تستمر هذه الشركة في دفع أرباح جذابة، وستعمد الى أسلوب نشط إذا لم يتحقق ذلك، كما يقول ثنغ. ومن بين حوالي 60 شركة في صناعة مواد البناء بسنغافورة لدى 42 منها رسملة سوق تبلغ 150 مليون دولار أو أقل، وفقا لمعلومات جمعتها "بلومبرغ".الضغط على الشركات ويحفل سجل كبار المستثمرين، في سنغافورة، بجهودهم الرامية إلى الضغط على الشركات. ففي السنة الماضية اشترى بول سنغر حصة في بنك ونغ هانغ ضمن ما قيل انه محاولة لدفع الشركة المصرفية الخارجية – الصينية لرفع عرض السيطرة في هونغ كونغ.ويتمتع سنغر بسمعة مرعبة كمستثمر نشط، بعد نجاحه في مقاضاة الأرجنتين أمام المحاكم الأميركية لاعادة الدفع، إثر تخلف ذلك البلد عن تسديد 95 مليار دولار. وفي سنغافورة لم ترد الشركة المصرفية الخارجية – الصينية على سنغر النشط الذي عمد في نهاية المطاف الى بيع حصته في ونغ هانغ من دون أن يحصل على عرض أعلى.وضغطت "مدي ووترز" على شركة السلع اولام انترناشونال ليمتد المدرجة في سنغافورة عن طريق التشكيك في قدرتها المالية في تقرير نشر عام 2012، والذي دفع سهم اولام الى الهبوط. وبعد ذلك اشترت شركة تماسك القابضة للاستثمار، المملوكة للدولة في سنغافورة، حصة مسيطرة في اولام في السنة الماضية، ما عزز أسهم الشركة.استراتيجيات ضخمةوكان ثنغ أسس "دكتوس" عام 2010، مع التركيز على استراتيجيات ضخمة. وفي عام 2014 قامت هذه الشركة الاستثمارية بتعيين ونستدت تشونغ رئيسا لمجلس الإدارة في شركة هارتاوان القابضة التي اشترت شركة مناجم الذهب الاندونيسية ولتون ريسورسز القابضة مقابل 300 مليون دولار في ديسمبر 2013.وزاد ثنغ ان دور تشونغ كمدير تنفيذي لشركة دكتوس حظي بموافقة من جانب السلطة النقدية في سنغافورة بعد أكثر من عقد على ادانته وتغريمه في إحدى محاكم سنغافورة بتهمة التلاعب بأسعار الأسهم، مؤكدا أن "ذلك الحكم لن يؤثر على استثماراتنا".ورفض تشونغ التعليق على الحكم الذي صدر بحقه عندما تم الاتصال به عبر شركة دكتوس، ولا تعلق السلطة النقدية في سنغافورة على تعاملاتها مع مؤسسات مالية معينة او مع أفراد.وتابع ثنغ: "إذا سارت حملة سنغافورة بشكل جيد فإن دكتوس ستدفع مستثمريها الحاليين الى رفع المبلغ الاجمالي لصندوق ايفا كابيتال الى 30 مليون دولار مع السعي الى الاستثمار في صناعات اخرى".وذكر ديفيد جيرالد، وهو رئيس جمعية مستثمري الأسهم في سنغافورة، التي تضم مجموعة صناعية تمثل المساهمين، "إذا تمت معالجة الضغط بصورة ملائمة على شركات سنغافورة فإن ذلك سيخدم أسواق رأس المال في البلاد، خاصة بين الشركات الأصغر المدرجة، حيث توجد امكانية لتحقيق تحسن في ذلك الميدان".(بلومبرغ)