المكسيك.. القوات الفدرالية تنتشر في مدينة فقد فيها 43 طالباً

نشر في 07-10-2014 | 11:40
آخر تحديث 07-10-2014 | 11:40
No Image Caption
سيطرت القوات الفدرالية المكسيكية من الجيش والدرك الأثنين على مدينة ايغوالا بولاية غيريرو (جنوب) التي فقد فيها 43 طالباً بعدما هاجمهم عناصر من الشرطة البلدية ومهربو مخدرات.

وتنفيذاً لأوامر الرئيس انريكي بينيا نييتو، انتشر الجيش في المدينة ونزع سلاح الشرطة البلدية تمهيداً لإجراء تحقيق في حادثة اختفاء الطلاب الذين يعتقد أنهم قتلوا بعدما عثر في نهاية الأسبوع على مقابر جماعية فيها جثث يعتقد أنها جثثهم.

وقال مفوض الأمن مونتي اليخاندرو روبيدو للصحافيين أن "أمانة الدفاع الوطني نزعت أسلحة عناصر الشرطة البلدية الذين ما زالوا ناشطين".

وأوضح أن هؤلاء العناصر سينقلون إلى قاعدة عسكرية في وسط البلاد فيما يتم تفحص أسلحتهم للتحقق مما إذا كانت استخدمت لارتكاب جرائم.

وأضاف أن جهاز الدرك الجديد الخاص مدعوماً من الجيش أصبح منذ الأثنين مسؤولاً عن "مهام حفظ الأمن العام" في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 140 ألفاً.

وكان الرئيس المكسيكي أكد في وقت سابق بعد الظهر أن المسؤولين عن خطف الطلاب سينالون عقابهم.

وقال في رسالة بثها التلفزيون مباشرة من القصر الرئاسي "لا مكان على الإطلاق في دولة القانون.. للافلات من العقاب".

وأضاف بينيا نييتو أن ما جرى "مثير للسخط وأليم وغير مقبول" مؤكداً التزامه الكامل بكشف ملابسات القضية.

وأضاف "أنني آسف بصورة خاصة للعنف الذي استخدم ويؤسفني خصوصاً أن تكون القضية تتعلق بطلاب شبان".

وفي المجموع أعتقلت السلطات 22 شرطياً من ايغوالا وهم متهمون بالتعاون مع عصابة إجرامية محلية معروفة باسم "غيريروس اونيدوس" بعد عملية اطلاق النار التي جرت في 26 سبتمبر ضد حافلات تقل طلاباً، وذلك لأسباب لا تزال مجهولة.

ومساء الأحد بدأت الشكوك المحيطة بمصير 43 طالباً مكسيكياً فقدوا في 29 سبتمبر في ايغوالا تتبدد بشكل مأسوي مع اعتراف شخصين يعتقد أنهما عضوان في عصابة "غيريروس اونيدوس" بقتل 17 منهم.

وأعلن ايناكي بلانكو مدعي عام ولاية غيريرو خلال مؤتمر صحافي أن السلطات انتشلت 28 جثة حتى الآن من المقبرة الجماعية التي اكتشفت السبت خارج مدينة ايغوالا حيث اختفى الطلاب، محذراً في الوقت نفسه من أن الأمر سيستغرق أسبوعين على الأقل لتحديد ما إذا كانت هذه الجثث تعود للطلاب المفقودين.

والشبان الـ 43 طلاب في مدرسة ايوتزينابا قرب شيلباسينغو عاصمة ولاية غيريرو، وهي مدرسة معروفة بأنها بؤرة احتجاجات، وتوجهوا في 29 سبتمبر مع عشرات طلاب آخرين من المدرسة نفسها إلى ايغوالا التي تبعد حوالي مئة كيلومتر عن مدرستهم لجمع تبرعات والتظاهر.

واستولوا بعد ذلك على ثلاث حافلات للنقل العام للعودة إلى مدينتهم.

وأطلق عناصر من الشرطة البلدية ومسلحون لم تعرف هوياتهم النار على تلك الحافلات مما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى، بينما قتل ثلاثة آخرون في حوادث اطلاق نار وقعت في مساء اليوم نفسه، ولم تعرف بعدها أية أخبار عن الطلاب الـ 43.

وأكد شهود أنهم رأوا عشرات الطلاب يتم اقتيادهم في سيارات الشرطة بعد ذلك إلى وجهة غير معروفة.

وبحسب السلطات المحلية فقد اعترف اثنان من الموقوفين يشتبه بأنهم من عناصر عصابة "غيريروس اونيدوس" بأنهما قتلا 17 من الطلاب المفقودين.

وعثر على 28 جثة في مقبرة جماعية قرب ايغوالا.

وقال المدعي العام اينياكي بلانكو أن القاتلين اعترفا بأنهما أنزلا الطلاب من إحدى الحافلات "واقتادا 17 منهم إلى أعلى هضبة بويبلو فييخو (تابعة لمنطقة ايغوالا) حيث لديهما حفر سرية وهناك قاما بقتلهم بحسب ما قالا".

وأوضح أنه "في الحفر التي تم رصدها في بويبلو فييخو وضعت طبقة من الأغصان والجذوع صفت عليها جثث الضحايا التي رشوها بمادة قابلة للاشتعال".

وسيشارك اخصائيون أرجنتينيون في أعمال التعرف على هويات الجثث، ووافق ممثلون عن المدرسة أيضاً على المشاركة في الأعمال.

لكن المدعي العام حذر بأن هذه الأعمال قد تستغرق وقتاً وقال أن "الاختصاصيين يرجحون أن تتراوح العملية بين 15 يوماً وشهرين".

ولا يزال أقرباء المفقودين يعتبرون أنهم على قيد الحياة وقال مانويل مارتينيز المتحدث باسم لجنة الأهالي معلقاً على العثور على الجثث في الحفر "لن نصدق بأنهم أطفالنا"، متحدثاً خلال مؤتمر صحافي عقد داخل المدرسة.

من جهتها قالت والدة أحد الطلاب المفقودين أن مشاركة الحكومة الفدرالية في التحقيق "ليست خدمة تسديها لنا، بل من واجبها أن تعيد لنا أطفالنا على قيد الحياة بأسرع وقت ممكن".

وفي حال تأكد أن الجثث التي عثر عليها هي للطلاب المفقودين فسيشكل ذلك أحد اسوأ المجازر في المكسيك منذ بدء الحرب التي أطلقت عام 2006 على مهربي المخدرات وأوقعت أكثر من 80 ألف قتيل.

back to top