أثر الغضب السامّ في القلب

نشر في 30-12-2014 | 00:02
آخر تحديث 30-12-2014 | 00:02
صحيحٌ أنّ هذا الأثر صغيرٌ وقصير الأجل، لكن يمكن أن يؤدّي الغضب إلى نوبة قلبية، أو سكتةٍ دماغية، أو سوء انتظام دقّات القلب إلى حدّ خطير.
هل سبق أن اعتراك غضبٌ عارمٌ «حتى فار دمك»؟ قد يتسبّب الغضب في الواقع بتغييرات فيزيولوجية تؤثّر في دمك، فتزيد موقّتاً من خطر تعرّضك لنوبة قلبية أو مشاكل متعلّقة بها. وقد أظهرت البحوث أنّ المرء، في خلال الساعتين اللتين تلتا فورة الغضب، يتعرّض لخطرٍ أكبر بعض الشيء أن يصاب بألمٍ في الصدر (ذبحة صدرية)، أو بنوبة قلبية، أو بسكتة دماغية، أو بسوء انتظام دقّات القلب إلى حدّ خطير.

ويشرح الطبيب موراي ميتلمان، أستاذٌ مشارك في كلية الطبّ في جامعة هارفارد: «يتسبّب الغضب بتدفّق هرمونات التوتّر كالأدرينالين، التي تجعل دمك أكثر عرضةً للتجلّط، وهو أمرٌ خطير خصوصاً إذا كانت طبقةٌ محمّلةٌ بالكوليسترول قد ضيّقت مجرى شرايينك». يُشار إلى أنّ د. ميتلمان وضع مقياساً مقبولاً على نطاقٍ واسع لتقييم الغضب، وهو مقياسٌ يستخدم عالمياً في البحوث المتعلّقة بالغضب.

خفّض القابليّة

يعتبر احتمال مواجهة مشكلة في القلب والأوعية الدموية ناتجةٍ من الغضب ضئيلاً للغاية، لكن يشكّل أيّ خطرٍ مرتفعٍ مدعاةً للقلق بالنسبة إلى الأشخاص المعرّضين لمخاطر أخرى من أن يصابوا بأمراضٍ في القلب. وتقضي الاستراتيجية الأنجع بتخفيض القابلية الأساسية لديك. وينصح د. ميتلمان: «لا تدخّن، مارس التمارين الرياضية بانتظام، وتحقّق من ضغط الدم ومعدّلات الكولسترول».

لكن في حال سجّلت معدّلات غضبٍ معتدلة أو مرتفعة، عليك بالتصدّي لهذه المشكلة أيضاً. وتشير الأدلّة المحدودة إلى أنّ حاصرات بيتا، المسؤولة عن إبطاء معدّل ضربات القلب وضبط ضغط الدم، قد تخفّف من أثر الغضب في القلب. وقد تخفّف أدوية الباروكسيتين المضادة للاكتئاب (باكسيل) وتلك المشابهة (المعروفة باسم أس أس أر آي) من تواتر فورات الغضب وتساعد الناس على ضبط نبضات القلب بطريقةٍ أفضل.

إدارة الغضب

جرّب، ضمن مقاربة لا تتضمّن الأدوية، برنامج إدارة الغضب، فقد اكتشف تحليلٌ لـ 50 دراسةٍ تضمّنت نحو ألفي متطوّع أنّ هذا النوع من البرامج يساعد الناس على تخفيف غضبهم، والاستجابة للحالات التي تتهدّدهم بطريقةٍ أقلّ عدوانية، واعتماد سلكوياتٍ إيجابية كتقنيات الاسترخاء أو مهاراتِ تواصلٍ أفضل. لكن تبقى الحاجة إلى التحقّق من حقيقة أنّ إدارة الغضب تسهم في الحدّ من النوبات القلبية، والسكتات الدماغية والمشاكل الأخرى التي تصيب القلب.

وتقدّم جمعية علم النفس الأميركية عدداً من الاستراتيجيات لدرء خطر الغضب، ومن بينها:

• الاسترخاء. حاول، في غمرة المشكلة، أن تعود خطوةً إلى الوراء وتأخذ نفساً عميقاً لتساعد نفسك حتى تهدأ.

• إعادة تشكيل تفكيرك. يميل الناس متى اعتراهم الغضب إلى المبالغة أو إلى التصرّف بدراماتيكية مفرطة. عوض كيل الشتائم، عليك أن تقرّ بأنّك ساخطٌ، لكن أبقِ الوضع في نصابه الصحيح واعترف بأنّ الغضب لن يجديك نفعاً.

• التواصل مع الآخرين بعناية. لا تتسرّع في خضمّ جدلٍ ما. استمع بعناية إلى ما يودّ الآخر قوله وتوقّف لبرهة حتى تفكّر قبل أن تفتح فاك.

• تغيير المحيط. عندما يطلق محيطك الضيّق العنان لشعورٍ بالغضب لديك، ابتعد عنه إذا أمكن. خصّص لنفسك وقتاً هادئاً تمضيه منفرداً في خلال الأوقات العصيبة للغاية أثناء يومك.

وينبّه الدكتور مايكل ميلر، أستاذ مشارك في الطب النفسي في كلية الطب في هارفارد إلى أنّ التعبير عن الغضب يصعّد من حدة الخلاف، ويوضح: “يمكن أن يؤدّي ذلك إلى مزيدٍ من الغضب. عُد إذاً خطوةً إلى الوراء، ولا تسرع إلى التصرّف فوراً إلّا إذا اضطررت إلى ذلك. فبالحفاظ على هدوئك، تشعر بمزيدٍ من الارتياح، فتتجنّب ربّما مشكلة خطيرةً تصيب قلبك”.

قياس الغضب

يُستخدم هذا المقياس عادةً لتحديد مستوى الغضب لدى شخصٍ ما. وكي تتحقّق من مستواه لديك، ضع لكلٍّ من المعلومات التالية علامة 1 (أبداً تقريباً)، أو 2 (أحياناً)، أو 3 (غالباً)، أو 4 (دائماً تقريباً).

اجمع بعدئذٍ الأرقام. تشير النتيجة بين 10 و14 إلى غضبٍ قليل، والنتيجة بين 15 و21 إلى غضبٍ معتدل، فيما تشير النتيجة بين 22 و40 إلى غضبٍ عارمٍ.

- أنا حادّ الطبع.

- أنا سريع الغضب.

- أنا شخصٌ متهوّر.

- أغضب عندما تبطئني أخطاء الآخرين.

- أشعر بالضيق عندما لا يتمّ تقدير عملي الجيّد.

- أستشيط غضباً عندما أؤدّي عملاً جيّداً وأنال تقييماً سيّئاً.

- أفقد صوابي.

- أتفوّه بعباراتٍ سيّئة عندما يعتريني الغضب.

- أستشيط غضباً عندما تُوجّه إلي الانتقادات أمام الآخرين.

- عندما أشعر بالإحباط، أودّ ضرب أحدهم.

النتيجة  

back to top