أحمد عاطف: {قبل الربيع} دراما توثيقية تدافع عن ثورة 25 يناير

نشر في 13-03-2015 | 00:02
آخر تحديث 13-03-2015 | 00:02
تتعرض ثورة 25 يناير لهجمة شرسة من بعض الأبواق الإعلامية والسياسية التي تصفها بالنكسة والمؤامرة، إلا أن فيلم {قبل الربيع} من تأليف أحمد عاطف وإخراجه وبطولة كل من أحمد وفيق وحنان مطاوع وهنا شيحة، يحاول إعادة الاعتبار لهذه الثورة المجيدة وتأكيد أنها قامت ضد الفساد والظلم.
حصد الفيلم جوائز عدة من بينها جائزة الاتحاد الأوروبي في مهرجان {فيسباكو للسينما الإفريقية} في جنوب إفريقيا، وجائزة من مهرجان {وهران}، إضافة إلى مشاركته في عدد من المهرجانات.
عن الجوائز والفيلم والانتقادات التي وُجهت إليه كان هذا اللقاء مع أحمد عاطف.
من أين جاءتك فكرة صناعة فيلم عن دور المدونين في ثورة 25 يناير؟

الفكرة ليست جديدة، بل كانت تدور في ذهني منذ عام 2007، بعدما انتهيت من فيلم {الغابة}، حيث رصدت نمو حركة المدونين بشكل قوي ولاحظت من خلال سفرياتي المتعددة أن المصريين أكثر شعب في العالم تربطه علاقة قوية جداً بشبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً الـ}فيسبوك}، لذا اتفقت مع الناشطة السياسية والكاتبة الصحافية نوارة نجم على أن تشاركني في كتابة سيناريو حول تجربة التدوين وأهميتها في نشر الوعي.

وقع اختياري عليها لأنها كاتبة متميزة، ومتبحرة في عالم المدونين، وكانت قد بدأت في دراسة السيناريو للتدريب على الكتابة. وفعلاً كتبت المعالجة للفيلم وكان اسمه {أرض التراب}، ثم كتبنا نسخة أخرى بعنوان {21 ساعة}، حيث جاء التركيز على قمع الشرطة للمدونين، ولكن الرقابة رفضت السيناريو، ونحن لم ندخل في معركة آنذاك لأننا كنا ننوي تعديل السيناريو. لكن المشروع توقف، ثم كانت ثورة 25 يناير، وظهر دور المدونين القوي في التمهيد لها، ولاحظت ذلك بنفسي لأني كنت موجوداً في التجربة.

تحدثت إلى نوارة لكتابة فيلم عن المدونين ودورهم، إلا أن انشغالها بالثورة وبالأحداث السياسية حال دون ذلك فقررت كتابته بنفسي.

لكن في السيناريو بعض مناطق الضعف.

أعترف بذلك، وأنا منذ البداية كنت لا أريد كتابته بمفردي، لأنني مقتنع بأنني لست كاتباً جيداً للسيناريو، فأنا في الأساس مخرج، ربما تتوافر لدي الفكرة والخطوط الرئيسة ولكني أفضل أن يكتبها شخص آخر حتى أستمتع بإبداع مختلف، رغم أن الكتابة مع شخص آخر ليست سهلة ولا بد من وجود توافق في وجهات النظر. لذلك فكرت في نوارة نجم أول مرة، كذلك كان يمكن إسناد كتابة السيناريو إلى ناصر عبد الرحمن ولكن الظروف أيضاً حالت دون ذلك، فاضطررت إلى كتابته بنفسي.

أحد أعضاء اللجنة التي منحت جائزة الدعم من وزارة الثقافة أكد أن السيناريو الذي وافقت عليه اللجنة كان أكثر شاعرية وليس مباشراً، فلماذا غيرته؟

كلام صحيح. ولكنني بمتابعة الأفلام المقدمة عن الثورة، وهي بالمناسبة لها خصوصيتها، إلا أنها لم تؤد دوراً مهماً وهو الشحن العاطفي والتعريف بأسباب الثورة الحقيقية. وأنا كأحد المشاركين في الثورة والمؤمنين بمبادئها، قررت التضحية بالأسلوبية والشاعرية وتقديم فيلم مباشر وبسيط حتى يصل إلى مختلف الأنماط من الجمهور، كذلك يؤدي الدور المطلوب منه للتأريخ للثورة، فهو ينتمي إلى الدراما التوثيقية ولا بد من أن يكون مباشراً، وهو نوع موجود في العالم كله.

لكن الدراما فيه لم تكن متماسكة وقصص الحب غير مكتملة.

كما قلت سابقاً، ينتمي الفيلم إلى الدراما التوثيقية، وكان من السهل تقديم قصص حب مكتملة ولكنني فضلت ذلك كي لا يخرح الفيلم عن سياقه، كذلك أفضل أن تكون مدة العمل ساعة ونصف الساعة ليظهر مكثفاً في رسالته ومتماسكاً، خصوصاً في ظل الإمكانات الضعيفة التي أعمل بها.

وهل ترى أن الفيلم حقق الغرض المطلوب منه عند استقباله في المهرجانات تحديداً؟

كان هدف الفيلم تثمين الثورة ومن قاموا بها في مواجهة محاولات تشويهها، وقد وجدت تأثير ذلك على كثيرين ممن شاهدوا الفيلم، خصوصاً الشباب والأطفال، وقد بكى البعض تأثراً بالأحداث، وهذا يعني أن الفيلم حقق هدفه والمطلوب منه.

لكن البعض اتهم الفيلم باختزال الثورة في أربع شخصيات فقط.

قدمنا هذه الشخصيات كنماذج للمدونين، وأكَّدنا في أكثر من موضع في الفيلم عن وجود مجموعات مشابهة، كذلك أشرنا إلى أن صفحة خالد سعيد هي التي دعت إلى الثورة، ولم نغفل دور جبهة 6 أبريل أيضاً رغم اختلافنا السياسي معها بعد ذلك.

 

بماذا تفسر حصول الفيلم على جوائز والاحتفاء به عند عرضه في المهرجانات في الخارج، بينما لم يلق تجاوباً عند مشاركته بمثل هذه التظاهرات في مصر؟

أعتقد أن السبب خلط البعض بين عملي كسينمائي وبين عملي كصحافي، خصوصاً أن الحياة الفنية والإعلامية في مصر يحكمها منطق الشللية التي تعلي من شأن أصحابها من دون موضوعية.

 

هل سيعرض تجارياً قريباً؟

كنت قد اتفقت مع المنتج والموزع محمد حسن رمزي على أن يتولى توزيعه وطرحه في دور العرض، ولكن بعد وفاته سننتظر خطوات  القيمين على شركته راهناً.

back to top