«مجازر الأرمن» تثير أزمة بين الفاتيكان وتركيا
البابا يصفها بـ «الإبادة» وأنقرة تستدعي السفير
اندلعت أزمة بين الفاتيكان وتركيا، بعد أن استخدم البابا فرنسيس في قداس احتفالي أمس في كاتدرائية القديس بطرس في روما كلمة «إبادة» لوصف مجازر الأرمن قبل مئة عام في ظل السلطنة العثمانية.وقال البابا فرنسيس، في كلمته: «في القرن الماضي اجتازت عائلتنا البشرية ثلاث مآسٍ جماعية وغير مسبوقة، الأولى اعتُبِرت بشكل كبير أول إبادة في القرن العشرين ضربت شعبكم الأرمني»، مضيفاً أن «الأُخريَين ارتُكِبتا من قبل النازية والستالينية».
وأشار إلى مقتل آلاف الأرمن في «حملة تصفية رهيبة وجنونية»، مشدداً على أن «تذكرهم ضروري» لأن «إخفاء الشر أو إنكاره مثل ترك جرح نازف ولم يندمل».من جهتها، استدعت تركيا مبعوث الفاتيكان إلى أنقرة لطلب تفسير حول استعمال البابا كلمة «إبادة»، وتحدثت عن «أزمة ثقة» بعد تلك التصريحات. ويقول الأرمن إن 1.5 مليون أرمني قُتِلوا بشكل منهجي في نهاية عهد الإمبراطورية العثمانية بين عامي 1915 و1917، بينما تقول تركيا إن الأمر يتعلق بحرب أهلية رافقتها مجاعة قُتِل فيها نصف مليون أرمني ومثلهم من الأتراك.وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قدم في 2014 للمرة الأولى تعازيه للأرمن، وتحدث حينذاك عن «آلام مشتركة»، لكن أرمينيا رفضت تعازيه مطالبة بالاعتراف بـ»إبادة» والتعبير عن «الندم» عليها.يذكر أن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني وقّع عام 2000 بياناً مشتركاً مع البطريرك الأرمني يدين «الإبادة الأرمنية»، لكن لم يستخدم أي حبر أعظم كلمة «إبادة» في الحديث العلني عن مجازر الأرمن.(روما، أنقرة ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)