ليلى العثمان: غرست الحب في أولادي ولا أؤمن بدراسات التربية الحديثة

نشر في 21-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 21-03-2015 | 00:01
كتبت عن الأم الحنون والمثالية وتناولت في رواياتها المرأة القاسية
تقول الأديبة ليلى العثمان إنها أنشأت أولادها على الحب بلا اكتراث بالدراسات التربوية الحديثة أو طرق التربية القديمة، مؤكدة أن الأم إذا وضعت قواعد ثابتة لجسر الحب بينها وبين أطفالها فسيكون الطريق ممهداً لبلوغ النجاح والتفوق وتحقيق التفاهم والانسجام.

وفي حوار «الجريدة» مع ليلى العثمان بمناسبة عيد الأم، تقول إنها قدمت عبر كتاباتها أشكالاً متنوعة للأم، إذ لم تركز على الأم المثالية فحسب، بل تناولت الأم الطيبة والمربية الحريصة على أولادها، كذلك قدمت الأم القاسية، مبينةً أن الكتابة عن الأم لا يصلح معها الترميز أو أي شكل آخر، بل تحتاج إلى مكاشفة وصراحة.

وتشدد العثمان على أن أمهات الأمس أنشأن أولادهن على التحمل والاعتماد على النفس وحسن التصرف، فكانوا يتصرفون كالرجال وهم لم يتجاوزوا الثامنة من عمرهم بعد، ولأن التنشئة كانت ضمن إطار الرجولة ظهرت أجيال مفعمة بالشهامة.

وتلفت إلى أنها استخدمت الضرب في تربية أولادها، لكن الخفيف منه غير المبرح كنوع من العقاب لإيصال رسالة الثواب والعقاب إليهم، مبدية رفضها أن تكون الخادمة بديلة عن الأم في تربية أولادها. وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

للأم حضور خاص في ذاكرة الأدباء، ولكل أديب أو كاتب طريقة في ترجمة مشاعره، أي طريقة تسلكين؟

تأخذ الأم حيزاً كبيراً من مساحة الكتاب والشعراء والموسيقيين والتشكيليين الإبداعية، لذلك من منظوري أن الكتابة عن الأم لا يصلح معها الترميز أو أي شكل آخر، بل تحتاج إلى أسلوب غني بالمكاشفة والصراحة، لأنها علاقة من نوع خاص.

احتلت الأم مساحة كبيرة في أعمالي الروائية وكتاباتي، لكن لم أركز على الأم المثالية فحسب بل قدمت أشكالاً أخرى لها عبر أعمال متنوعة. تناولت الأم الطيبة والمربية الحريصة على أولادها والأم القاسية. أشير هنا إلى أن معطيات العمل السردي تحتم على الكاتب تحديد سمات الشخوص ونفسيتهم بشكل دقيق، وجاءت هذه الكتابات منسجمة مع البناء الروائي للعمل.

كثيرون من الأدباء لم تكن علاقاتهم بأمهاتهم مثالية، منهم يوسف إدريس الذي وصف والدته بأنها كانت شديدة معه ولم تقبله إلا عندما التحق بكلية الطب. وعلى النقيض يأتي حديث الأديب نجيب محفوظ عن والدته التي كان لها دور كبير في حياته. كذلك كتب أدباء من معظم الدول العربية في سيرتهم الذاتية عن عاطفتهم تجاه أمهاتهم، وتفاوتت الكتابات في الأحكام وفي شكل العلاقة.

وفي هذا السياق نماذج أمهات كثيرة مشرفة، في مقدمتهن والدة نابليون التي ربته منذ الصغر على أن يكون هو منقذ فرنسا، كذلك والدة نيرون التي رفضت تصرفاته ومنها حريق روما وغيره من أفعاله المشينة، فيما حرصت أم الإسكندر المقدوني على تعليمه واستزادته من الفكر والفلسفة عن الفيلسوف آرسطو.

كيف وجدت رد فعل المتلقي، القريب إليك أو القارئ، تجاه كتاباتك عن الأمة لا سيما أنك قدمت نماذجَ متنوعة؟

حضرت ملامح من شخصيتي في كثير من أعمالي الروائية. في رواية {فتحية تختار موتها}، كانت الأم قاسية جداً، وأحد أبرز التعليقات التي وردتني عليها أنني كنت أتطرق إلى شأن أسري خاص جداً. ولمست آراء إيجابية كثيرة عن شخصية الأم في أعمالي الأخرى من المتلقي. إحدى الشخصيات التي أثارت ضجة كبيرة شخصية الأم الباحثة عن نزواتها التي تهمل أمور بيتها، ووجهت إلي انتقادات كثيرة بسبب تناولي هذه الشخصية ضمن هذا الإطار، وتصاعد الأمر بشكل غريب حتى منعت الرقابة الإصدار ورفعت علي دعوى قضائية.

ليس كل الأمهات مثاليات، وواقعنا يؤكد ذلك. تنشغل الأم راهناً عن تربية أولادها في الحفلات وشاي الضحى، وأصبحت الأم التي تلازم أولادها في البيت وتتابع شؤون تربيتهم عملة نادرة، لأننا بتنا نعتمد على الخدم بشكل كبير وهذه مصيبة المصائب بصراحة. يجب ألا ننكر أن الأم راهناً لم تعد كما كانت. الأم بالأمس كانت خيمة يستفيء تحتها أطفالها وتهتم بهم وتربيهم كرجال يعتمد عليهم، وكنساء واعيات يجيدن التصرف في أحلك الظروف.

ما الذي اختلف الآن؟

الأم راهناً، لا سيما مع تطور الزمن، بحثت عن بديل لها يتولى مهمة التربية ويرفع هذا العبء عن كاهلها. صارت الخادمة بديلة الأم، إن لم تكن هي الأم في نظر الطفل، لأنها هي من يربيه ويرعاه. لذلك حينما تقرر الخادمة العودة إلى بلادها يشعر الطفل بالألم والحزن ويبكي بحرقة لفراق مربيته التي هي بمثابة أمه. بينما لو سافرت والدته لن تجده يتأثر كثيراً. صحيح أن الوضع يبدو غير طبيعي، لكنه يحدث في الواقع، لأن اعتماد الأسر الكويتية على الخدم يجلب المشكلات والمصائب.

كانت الأم تربي أولادها على التحمل والاعتماد على النفس وحسن التصرف، فتجدهم لم يتجاوزوا الثامنة من عمرهم بعد ويتصرفون كالرجال، لأن التنشئة كانت ضمن إطار الرجولة، الأمر الذي يفسر الأجيال المفعمة بالرجولة والشهامة التي شهدها المجتمع سابقاً.

ما الطريقة التي تعتمدينها في تربية أولادك؟

عندما كتبت القصة لم أقرأ كتاب {كيف تكتب قصة؟} مثلاً بل كتبت بعفويتي وطبيعتي. ينسحب ذلك على تربيتي أطفالي. لم أقرأ الدراسات الحديثة في تربية الطفل، فأنا لا أؤمن بطرق التربية الحديثة ولا بالطرق القديمة للتربية القاسية. بل أوازن بين الاثنتين معتمدةً على غرس الحب في نفوسهم. وأعتقد أن الأم إذ وضعت قواعد ثابتة لجسر الحب بينها وبين أطفالها، ستكون الطريق ممهدة إلى النجاح والتفوق في تحديد شكل العلاقة بينهما.

سأذكر لك مثالاً بسيطاً. عقب وفاة زوجي وجدت نفسي مسؤولة عن تربية أربعة أطفال لوحدي، فقررت أن ألتزم بخطين متوازيين: عملي وأولادي. إزاء هذه الظروف، كنت صارمة حينما يحتاج الأمر وحنونة في مواقف أخرى. فلم أفرط في الدلال الزائد أو أتمادى بالقسوة الشديدة، وإن جاءت تصرفاتي صارمة أحياناً فذلك كان خوفاً عليهم وحرصاً على مصلحتهم.

وأشكر الخالق على علاقتي بأولادي لأني تعبت بتربيتهم وأنا راضية عنهم وأشعر بالفخر بهم. حرصت على غرس الحب في نفوسهم وأينعت ثمار هذه التربية، فتجد أولادي قبل خروجهم من المنزل يقبلون رأسي وعند العودة كذلك.

هل تعاقبين أولادك؟

كان أبي وأمي يستخدمان الضرب في أسلوب تربيتهما، وأنا استخدمت الضرب أيضاً ولكن الخفيف منه كنوع من العقاب محاولة لإيصال رسالة الثواب والعقاب إلى أولادي ليحسنوا التصرف. حينما أريد معاقبة حفيدي الصغير، أطلب منه أن يحضر العصا وأضربه ضرباً خفيفاً جداً، ليس حباً بالضرب بل للتنبيه وتعريفه أنه قام بسلوك غير صائب، وعليه الإقلاع عنه.

كيف كنت تتعاملين مع أولادك؟

كنت أخشى عليهم كثيراً. نشأ أولادي بالشكل الذي رسمته لهم، وكانوا يلتقون أصدقاءهم في الأندية الرياضية لأني لا أحب التسيب، وألزمتهم بمواعيد صارمة ومحددة لم يتذمروا منها قط، بل أسهمت هذه التعليمات في تشكيل شخصياتهم بشكل إيجابي.

تربية الأولاد ليست سهلة، وتحتاج إلى مجهود كبير من الوالدين، لذلك لا أؤيد تعلم طرق التربية من الدراسات والكتب. التربية حب يصدر من أعماق الأم تجاه أولادها، والأم مليئة بالحنان والحب والمشاعر الجميلة، ومن الضروري أن تؤثر أولادها على نفسها.

أفسحت الرقابة بعض إصداراتك التي تحفَّظت عليها في العام 2014، وامتدحت هذه الخطوة. لكن عاد التشدد الرقابي في الآونة الأخيرة، هل ثمة معايير ثابتة لرقابة وزارة الإعلام؟

الرقابة خاضعة للمزاجية، فهي تتساهل أحياناً وتتشدد أحياناً أخرى. ومن المستغرب أن الكتب التي أوصلتني إلى المحاكم بسبب دعاوى قضائية ضدي تضمنت جرأة أقل من كتب صدرت لي لاحقاً مثل {حكاية صفية} أو {صمت الفراشات}، فقد سُمح لهذين الإصدارين بالتداول في الكويت. ثمة نقطة مهمة لا بد من الإشارة إليها، وهي أن اللجنة الرقابية تضمّ أحياناً أحد الأدباء المعروفين في الكويت فيسعى إلى التأثير على رأي الرقباء الآخرين.

نكتب بجرأة رغبة في تسليط الضوء على نماذج قبيحة وشوائب لا بد من تنقية المجتمع منها، وليس لتشويه المجتمع كما يدعي البعض، وهذا هو دور الأدب.

توسمنا خيراً في وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود لأنه رجل يقدِّر الثقافة والفن، وأصفه بأنه وريث وزير الإعلام الشيخ جابر العلي. فعلاً، تساهلت الرقابة مع الإصدارات، ولكن مع اقتراب موعد معرض الكتاب عاد التشدد الرقابي. ربما جاء هذا التوجه بسبب ضغوط من الجماعات المتشددة. شخصياً، استغربت قرار منع رواية {لا تقصص رؤياك} للكاتب عبدالوهاب الحمادي التي تكشف الكثير من الواقع المسكوت عنه.

حرب عبر وسائل التواصل

من الذي يحتضن الشباب ومن يحاربهم؟

هم أعداء بعضهم بعضاً. ثمة حروب تشنها مجموعة ضد أخرى بسبب الغيرة، وهذا الشعور غير السوي يدفع بالشباب إلى القدح والذم والنقد اللاذع عبر وسائل الاتصال الاجتماعي. أشير هنا إلى أن مؤسساتنا الثقافية تحتضن الشباب، لا سيما في رابطة الأدباء، من خلال منتدى المبدعين، والمجلس الوطني الذي ينظم فعاليات متنوعة للشباب في معرض الكتاب، وفعاليات أخرى ممتدة على مدار العام.

على فئة الشباب التركيز في عملها الأدبي وتشكيل صف واحد، والتنافس في مضمار الأدب بشرف ونزاهة.

اللهجة العامية

كيف ترين الكتابة باللهجة العامية؟

كيف أستطيع الوصول إلى المتلقي العربي شرقاً وغرباً من خلال لهجتي المحلية؟ أعتقد أننا نتطلَّع إلى تسويق الكتاب في الوطن العربي، واللجوء إلى اللهجة العامية سيضرّ الأدب الكويتي. وأعتقد أن اللهجة المحلية ربما تصلح للشعر ولكن الرواية والقصة لا يجب أن تكتبا بالعامية.

أدعو الشباب إلى عدم استعجال النشر والتركيز جيداً في ما يكتبون والتدقيق بعناية. كذلك تقع على عاتق دور النشر الكبيرة مسؤولية كبيرة، من ضمنها تأسيس لجنة قراءة في كل دار، تنتقي الكتب التي تستحق النشر، وهذا ما يقوم به معظم دور النشر العربية المرموقة.

استحقاق

حصل أدباء شباب من الكويت في الآونة الأخيرة على جوائز عربية مرموقة، كيف ترين هذا الاحتفاء بالأدب الكويتي؟

الأدباء الشباب هم امتداد للأجيال الأدبية السابقة، وحصولهم على الجوائز جاء عن استحقاق، وعقب مراحل التأسيس والانتشار التي تجشمتها الأجيال الأدبية السابقة تحققت مكانة مرموقة للأدب الكويتي في الدول العربية، والأدباء الشباب تفوقوا على الكبار في تحقيق الجوائز.

بماذا تردين على الانتقادات التي توجه إلى بعض المؤسسات الثقافية التي تمنح جوائزها لبعض الخليجيين لأن ثمة جهات خليجية تدعم هذه المؤسسات؟

تفوقت الأعمال الأدبية الفائزة على الروايات العربية الأخرى، وهو فوز مستحق. والراصد للحاصلين على الجوائز في بعض المؤسسات الثقافية التي تمول من جهات خليجية يرى أنها لم تفرض الخليجيين. وثمة دورات كثيرة لم يفز فيها أي أديب خليجي. أسأل: لماذا لا يكون للمبدع الخليجي تميزه؟ يرى البعض أن أهل الخليج تربوا على الترف ولا ينتجون إبداعاً! حتى إن الحركة النقدية العربية لا تركز على الإبداع الخليجي، وثمة أمر يثير الدهشة هو أن بعض النقاد في الخليج يكتب عن الإبداع العربي ولا يركِّز على الأدباء والكتَّاب في الخليج.

ما رأيك بكثرة الملتقيات الثقافية في الساحة المحلية؟

للأسف، أصبحت موضة. ثمة أفراد لا علاقة لهم بالأدب شكَّلوا تجمعات ثقافية حباً بالشهرة وكنوع من {البرستيج}. ضمن هذا السياق، اقترحت على الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، تخصيص إحدى قاعات مكتبة الكويت الوطنية لاحتضان الملتقيات والفعاليات الثقافية، كي لا تُقام في أماكن لا تليق بالفعل الثقافي. وسيشكل هذا الاحتواء حراكاً ثقافياً على مدار الأسبوع، نظراً إلى كثرة هذه الملتقيات والتجمعات الأدبية. وعقب فترة محددة يجري تقييم الفعاليات وفرزها وانتقاء الأكثر تميزاً دعماً للمشهد الثقافي المحلي، وللتخلص من المجاميع المغلقة على أفراد محددين.

ما رأيك في ارتفاع أسعار بعض الكتب؟

يفتقر تسعير الكتب إلى العدالة لأنه لا يراعي أهمية الكاتب وأقدميته وشهرته وقيمة المضمون. نرى كاتباً جديداً مثلاً لا يملك أي رصيد في مجال الأدب ولكنه يضع تسعيرة تفوق سنه وإبداعه. وسمعت قبل فترة إحدى الكاتبات تقول إن كتابها الأعلى مبيعاً في معرض الكتاب، علماً أنها تنتمي إلى جماعة تزورها في المعرض وتقتني كتبها لتضعها في المخازن لا لتقرأها. أعتقد أن الأدب الجيد سيفرض نفسه بعيداً، وهذا الأمر ينسحب على الأعمال التشكيلية، والتي شهدت في الآونة الأخيرة أسعاراً مبالغاً فيها وصلت إلى خمسة آلاف، والمشكلة أن هذه الأعمال تباع ليس لقيمتها الفنية بل لعلاقات الفنانة أو الفنان الإنسانية أو العائلية.

رابطة الأدباء

تؤكد الأديبة ليلى العثمان أن رابطة الأدباء تحتاج إلى تدخل الكبار خلال الفترة المقبلة، ذلك لتحديد المسار وعودته إلى الجادة الصحيحة، لا سيما أن الانتخابات على الأبواب في منتصف أبريل المقبل، مشددةً على ضرورة تمكين الشباب لتسلّم زمام الأمور حرصاً على مكتسبات الرابطة وأولوياتها، والتي للأسف بدأت تنحرف عن مسارها ويتغير جلدها.

في ما يتعلق بعضوية رابطة الأدباء، تلفت إلى أن أي أمين عام في رابطة الأدباء يحرص على قبول عضوية أي متقدم للانتساب إلى الرابطة حتى ولو كان رصيده متواضعاً أو يكتب باللهجة العامية، فيما نحن في الرابطة حريصون على اللغة العربية. لهذا الاحتواء للمنتسبين الجدد أهدافً انتخابية، لذلك نشاهد في يوم الاقتراع أعضاء لا نعرفهم ووجوهاً نلتقيها لأول مرة. وهذه القضية خطيرة على توجهات رابطة الأدباء». وتابعت: «من منظوري، تحتاج الفترة الراهنة إلى رؤية من كبار الرابطة لتصحيح المسار وتدارك الأمور قبل تضاعفها. ومن الضروري أن يتسلم الرابطة بعض الأدباء الكبار لتأسيس مجموعة من الشباب القادر على الحفاظ على أولويات الرابطة وتوجهاتها، لا سيما أن تجربة الشباب في المجالس السابقة كانت مريرة جداً وتمت معاملتهم بشكل مجحف في ما يتعلق بتمثيل الرابطة في الخارج، إذ اقتصرت المشاركات الخارجية على أفراد معيّنين.

«الكل يعرف أن الليبرالية هي توجه الرابطة»، قالت العثمان، «لكن في الأعوام السابقة بدأ التوجه يتحوَّل في اتجاه آخر، وهذا المسار الجديد يشكل خطورة على رابطة الأدباء ونخشى أن يأتي يوم تغلق فيها الرابطة أو تتحول إلى جزء من جمعية دينية متشددة».

داعش

{أصبت بملل من الكتابة مع بداية ما يسمى بالربيع العربي، إذ انتابتني حالة نفسية سيئة جداً، وإحباط وخوف ورعب مما أراه وأسمعه عبر وسائل الإعلام المختلفة. لم يقتصر هذا الشعور على الكتابة بل طاول القراءة أيضاً، وأنا المواظبة عليها. أصبّ جل اهتمامي لمتابعة ما يشهده العالم العربي من تدهور عام، مركزةً على نشرات الأخبار والتقارير الإعلامية، لا سيما عقب سيطرة {جماعة مرسي} على مصر. وحينما رأيت أن الوطن العربي بأسره لم يعد بمأمن، سيطرت المخاوف والتصورات القبيحة على أفكاري وكرهت القراءة والكتابة، وبدأت أفكر في جدوى الأخيرة ما دامت الأمور آلت إلى ما آلت إليه}.

{كلما نويت الكتابة، جلست في مكاني المعتاد حيث أكتب دائماً وأمسكت بالقلم، فقفزت في رأسي مليون فكرة مرعبة، منها التقسيم الحاصل ومشاهد العنف والقتل الجماعي والدم العربي الذي بات رخيصاً، كذلك الثروات العربية التي تذهب سدى لشراء أسلحة أو تدمير الأوطان. تثنيني هذه الأمور كافة عن الكتابة. وإزاء مصيبة {داعش} وجرائمها في الإنسانية، كيف لي أن أكتب ويأتيني خيال وهذه المشاهد المرعبة تقض مضجع العالم بأسره؟!}.

الأديبات والتجميل

ترفض الأديبة ليلى العثمان لجوء الأديبات إلى جراحات التجميل لأنهن لسن ممثلات يبحثن عن أداء أدوار فتيات أو نساء في مقتبل العمر، كما تقول، مشيرةً إلى أن الأدب لا يحتاج إلى تجميل بل يتطلب المكاشفة والصراحة. وتذكر ضمن هذا السياق: {أحب أن أحتفظ بشيخوختي وأرفض جراحات التجميل. خضعت قبل فترة لجراحة في العين لأسباب مرضية لا تجميلية. ولمَّا كان لكل عمر تاريخه الخاص، فلندع آثار الحياة والتعب والشقاء تظهر علينا}.

back to top