في زمن العوائد السالبة... المستثمرون العاديون يتفوقون على نظرائهم من المحترفين

نشر في 04-04-2015 | 00:02
آخر تحديث 04-04-2015 | 00:02
No Image Caption
تتوافر للأفراد ميزة كبيرة على المحترفين في مثل هذه الأوقات، إذ ليس عليهم تقبّل معدلات الفائدة السالبة، لأنهم لا يملكون ملايين الدولارات التي يحتاجون إلى مكان آمن لحفظها على الأجل القصير. وليس عليهم أن يبلغوا عن نتائجهم بصورة فصلية، لذلك فإنهم ينسقون وتيرة النصائح المتضاربة ويركزون على الأجل الطويل.

لا تزال الحيوانات البرية غير قادرة على الطيران والجحيم لم يتجمد بعد، لكن معدلات الفائدة تحولت إلى السلبية – وفي هذا ما يكفي من الغرابة.

في مطلع شهر مارس الماضي، تم تداول ما يقارب ربع الديون التي صدرت عن الحكومات في منطقة اليورو بعوائد سالبة. وفي التاسع من شهر مارس الماضي، عرضت أذونات الخزانة الألمانية ذات الستة شهور عند معدل عوائد سنوية تبلغ -0.22 في المئة. وهذا يعني أنك إذا اشتريت أذونات خزانة ألمانية واحتفظت بها حتى تاريخ استحقاقها لن تتمكن من استعادة مبالغك كلها. ولا تجد ألمانيا مشكلة في العثور على مستثمرين يرغبون في قبول تلك الشروط.

يتعين عليك التفكير في تلك الأذونات الألمانية ذات الستة شهور عندما تبحث عن طرق من أجل تحقيق المال. وسواء كانت أسعار النفط الآجلة أو اللوحات، فإن كل فرصة استثمارية تنافس الفرص الأخرى. وعندما تتمكن الحكومة الألمانية من الإفلات بدفع فائدة سالبة، فهي إشارة على أن المستثمرين لا يفكرون في أن لديهم خيارات أفضل. ولو توافرت تلك الخيارات لعمدوا إلى إيداع أموالهم فيها. وبعد تحسن طويل وقوي في الأسواق العالمية الكبرى، حان الوقت لخفض توقعاتك المتعلقة بالنمو.

وفي الجانب المشرق، تتوافر للأفراد ميزة كبيرة على المحترفين في مثل هذه الأوقات، إذ ليس عليهم تقبّل معدلات الفائدة السالبة، لأنهم لا يملكون ملايين الدولارات ويحتاجون إلى مكان آمن لحفظها على الأجل القصير. وليس عليهم أن يبلغوا عن نتائجهم بصورة فصلية، لذلك فإنهم ينسقون وتيرة النصائح المتضاربة ويركزون على الأجل الطويل. وفي حين يقلق المحترفون من احتمال أن يلحق النمو الاقتصادي السليم الضرر بالأسهم في الأجل القصير من خلال تشجيع مجلس الاحتياط الفدرالي لرفع معدلات الفائدة، فإن المستثمرين العاديين يمكن أن يأملوا في أن يفضي النمو إلى مزيد من فرص العمل وزيادة الإنفاق وأرباح مؤسساتية أعلى – وأسعار أسهم أعلى.

وأسهمت الأموال السهلة المنال من مجلس الاحتياط الفدرالي، وغيره من البنوك المركزية في إذكاء وتيرة الأسهم والسندات. وحقق الاستثمار في مؤشر ستاندرد and بورز 500 للأسهم عوائد بحوالي 23 في المئة سنوياً منذ انخفاض التاسع من مارس عام 2009 بما في ذلك أرباح إعادة الاستثمار. ويقول مايكل هارتنت، وهو كبير استراتيجيي الاستثمار لدى غلوبال ريسيرتش أميركا ميريل لينش»، ذلك مذهل ولا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية «.

وتشعر الأسواق بقلق مع بحث صناع السياسة في مجلس الاحتياطي الفدرالي موعد الشروع في رفع فوائد الأموال الفدرالية التي ظلت عند الصفر إلى 0.25 في المئة منذ شهر ديسمبر عام 2008. ويقول جيمس بولسن وهو كبير استراتيجيي الاستثمار لدى ويلز كابيتال مانجمنت» أنا مازلتُ من أنصار الأجل الطويل، ولكن هذه السنة سوف تكون متقلبة. وقد نشهد معدل تصحيح من 10 في المئة إلى 15 في المئة في الأسهم الأميركية». وبالنسبة إلى بولسن، تكمن إشارة التحذير البسيطة في كون معدلات أرباح السعر المتوسطة في الأسهم الأميركية قد سجلت رقماً قياسياً في السنة الماضية – وربما تكون أعلى الآن. وهو يرى أن متوسط أرباح السعر مقياس أفضل للتقييم من سعر السهم للرسملة الأكثر شيوعاً الذي يتأثر بقوة بحركة السعر في كبريات الشركات.

وقد تتمكن الأسهم من تحمل معدلات فائدة أعلى إذا عزز النمو الاقتصادي السريع الأرباح. ويقول شارمن موسافار – رحماني وهو كبير مديري الاستثمار لدى مجموعة استراتيجية الاستثمار في غولدمان ساكس، إن تشديد مجلس الاحتياطي الفدرالي لا يفضي دائماً إلى ركود، وحتى عندما يؤدي إلى ذلك، فإن الأسهم ترتفع بمعدل وسطي يبلغ 18 شهراً بعد بدء ذلك التشديد. ويكون أداء الأسهم جيداً حقاً قبل الشروع في ذلك (كما هو الحال الآن). وكتب سكوت مينرد وهو كبير مديري الاستثمارات العالمية في غاغرنهايم بارتنرز Guggernheim Partners  في شهر فبراير الماضي قائلا: «خلال فترات التشديد الست الماضية منذ سنة 1980 حقق مؤشر إس and بي 500 بشكل وسطي 23.5 في المئة خلال الشهور التسعة التي سبقت أول زيادة في معدلات الفائدة».

ويوافقه الرأي رس كويستيرخ كبير استراتيجيي الاستثمار في بلاك روك Black Rock وهي أكبر مدير للأصول في العالم الذي يقول، «نحن نظن أن الدورة في حاجة إلى بعض الوقت للعمل». ويضيف، أن الأجزاء الأكثر تعرضاً في السوق هي القطاعات النشطة مثل التقنية الحيوية ووسائل التواصل الاجتماعي، و»بدائل السندات» الآمنة مثل شركات المنشآت والمرافق وصناديق الاستثمار العقاري. والشيئ الأكثر منطقية هو ما يكمن في الوسط – أي القطاعات التي تستفيد من النمو الاقتصادي الأقوى مثل بضائع المستهلكين والتمويل.

قد تكون تلك الـ 23 في المئة من العوائد السنوية مثل أشياء من الماضي، لكن لا تزال هناك درجة من التحسن متبقية في الأسواق. ويتعين أن نشعر بسرور لأن ثروتنا الصغيرة ليست ضمن أذونات الخزانة الألمانية ذات الستة شهور.    

(بزنس ويك)

back to top