لبنان: ترقُّب لـ «مهلة النصرة» ومبادرة «العلماء»

نشر في 08-12-2014 | 00:07
آخر تحديث 08-12-2014 | 00:07
No Image Caption
ضغوط أهالي المختطفين تصيب سلام... ودعوات التنسيق مع دمشق تتعالى
عاش لبنان يوماً جديداً من التوتر بعد إعدام الجندي علي البزال على يد «جبهة النصرة»، الفرع السوري لتنظيم «القاعدة»، والتي هددت مساء أمس الأول بإعدام جنديين إضافيين، على عكس تنظيم «داعش» الذي هدد بقتل جميع العسكريين المختطفين. وأفادت تقارير مساء أمس الأول بأن «جبهة «النصرة» أمهلت الحكومة اللبنانية 24 ساعة لإطلاق سراح المعتقلات وإلا أعدمت جنديين».

مبادرة «العلماء»

وتسود أيضاً حالة من الترقب بعد إعلان «هيئة العلماء المسلمين» مبادرة لتهدئة الأجواء أطلقت عليها اسم «مبادرة الكرامة والسلامة»، وتدعو فيها إلى إطلاق النساء والأطفال المحتجزين فوراً، كما طالبت الجهات الخاطفة بـ«الكف عن ترويع الأهالي وتهديدهم بقتل أبنائهم، لما له من أثر بالغ ومرير على ذويهم وعلى سائر المواطنين، والإفراج عنهم». وانتقدت الهيئة ضمنياً إلقاء القبض على زوجة زعيم تنظيم «داعش» أبوبكر البغدادي وزوجة مسؤول في «النصرة»، وأكدت أن «توقيف النساء مع أطفالهن في سياق عمليات أمنية يعتبر سابقة خطيرة ومعيبة بحق دولة ينبغي أن تقوم على قيم العدل وتطبيق العدالة».

الأهالي

وتوجهت عشرات الوفود الرسمية والشعبية أمس إلى قرية البزالية في البقاع للتعزية في الجندي البزال. ورأى أهالي العسكريين المخطوفين خلال تقديمهم التعازي لعائلة البزال أن «الدولة لاتزال تدور الزوايا في هذا الملف حتى يقتل كل العسكريين المخطوفين»، وتوجهوا إلى الحكومة ورئيسها تمام سلام بالقول: «لا نريد بعد الآن أن نفجع بأي عسكري من أبنائنا. اتخذ الموقف الشجاع وحرر أبناءنا، وأنت قادر أن ترجع أبناءنا بأيام قليلة، ولن يكون ثأرنا في عرسال إنما في السراي الحكومي».

وتحدثت والدة البزال، داعية إلى «المقايضة في ملف العسكريين المخطوفين»، وتوجهت إلى مدير الأمن العام إلى اللواء عباس إبراهيم قائلة: «أنت وعدتني بأن تعدم إرهابيين في حال قتل علي ولكن لمَ لمْ تنفذ وعدك حتى الآن».

من ناحيتها، قالت عشيرة آل البزال إنها لن تمسّ أي شخص من عرسال بسوء إنما «العدو الأساس لها هو من يحمي النصرة في عرسال أو في أي بلدة حدودية أخرى». وكانت العشيرة أعلنت أمس الأول قطع الطريق على بلدة عرسال، ومنع المساعدات المتوجهة إلى هناك، معتبرة أنه ليس هناك نازحون سوريون في عرسال بل مجرد إرهابيين.

إحراق مخيم

وأفادت التقارير من مدينة طرابلس بأن «الجيش أوقف عدداً من النازحين السوريين في مداهمة لأماكن تجمعهم في ساحة التل في طرابلس»، كما عمد مجهولون لليوم الثاني على إحراق عدد من الخيم المشغولة من قبل عائلات سورية لاجئة في بلدة مشحة في عكار. وقالت مصادر أمنية إن مسلحين لبنانيين فتحوا النار على خيام اللاجئين وأحرقوها فأصابوا لاجئين اثنين.

هل يستقيل سلام؟

وعلى هامش هذا الملف يبدو أن الساحة اللبنانية تشهد سباقاً بين الضغوط المتصاعدة على رئيس الحكومة الائتلافية تمام سلام العاجز لعدة أسباب وتعقيدات عن المضي في حل فاعل ومقنع لأزمة العسكريين المختطفين، وبين الحوار المفترض والمرتقب بين «حزب الله» وتيار «المستقبل».

وإذا كان سلام جاء إلى منصبه بعد تفاهم محدود حصل بين «حزب الله» و«المستقبل» وأسفر عن دخول الطرفين في حكومة ائتلافية، فإن رحيله قبل انطلاق الحوار سيشكل مزيداً من الضغوط على زعيم «المستقبل» رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، كما سيؤدي إلى مزيد من الاستنزاف لمؤسسات الدولة، مع استمرار شغور منصب رئيس الجمهورية.

التنسيق

في المقابل، واصلت قوى سياسية متحالفة مع «حزب الله» التسويق لضرورة التنسيق مع دمشق، والتنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد، لحل أزمة العسكريين المختطفين.

في هذا السياق، اعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم (حركة أمل) في تصريح أن «ما يتعرض له لبنان اليوم من ضغوط وابتزاز من قبل المجموعات الإرهابية في ما يتعلق بملف العسكريين الأسرى يضع الجميع أمام مسؤولياتهم»، داعياً إلى «اتخاذ القرار الذي يحفظ الكرامة ولا يضعنا أمام الابتزاز المستمر من قبل هذه العصابات، التي تحاول التلاعب بعواطف أهالي العسكريين المخطوفين الذين نقدر مشاعرهم». وأضاف هاشم: «بعد أن وصلت الأمور إلى ما هي عليه بعيداً عن الحسابات سنرى إذا كان هنالك جدية في إنهاء الملف بشكل سريع، ولابد من وضع خطة متكاملة والبدء بالاتصال المباشر مع الحكومة السورية، لمعالجة القضايا المشتركة ومنها قضية النازحين وقضية العسكريين».

back to top