السموحة يا كويت

نشر في 21-02-2015
آخر تحديث 21-02-2015 | 00:01
 عقيل فيصل تقي تتزين الكويت هذه الأيام بثوب الفرح بمناسبة الأعياد الوطنية المجيدة، والتي دوماً نتخذ منها الدروس والعبر من خلال التجارب التي مرت على الشعب الكويتي في مختلف الأزمنة. ونستذكر ما حققته الكويت من إنجازات منذ انطلاق دولتها الحديثة وصولاً إلى عهد الاستقلال، والذي انطلقت فيه عجلة التنمية الحقيقية من خلال مشاريع ضخمة ومؤسسات دولة حديثة شكلت كويت اليوم.

لا يوجد شعب لا يفتخر بوطنه، ولكن إلى متى سنفتخر بماضٍ قد ذهب؟! فمن يفتخر بالماضي لا يمتلك حاضراً ومستقبلاً وواجبنا اليوم صناعة هذا الحاضر وذلك المستقبل، فكويت الماضي الجميل يجب أن تكون كويت الحاضر والمستقبل المشرق.

في هذه الأيام الوطنية المجيدة لا أمتلك سوى الاعتذار لكِ يا كويت عن كل ما بدر في حقك، ولا أعلم عن أي شيء بالتحديد سأقدم الاعتذار! هل أعتذر عن عدم احترام دستورك يا وطني الذي كفل لنا حقوقاً تتمناها كل دول الجوار، والمحارَب من قبل أعداء الدستور الذين دائماً ما يحاولون تشويه العملية الديمقراطية من خلال لعب سياسية مدروسة منذ عقود.

أأعتذر عن اغتصابك يا وطني من قبل قوات غازية دنست ترابك الطاهر، واليوم بعد مرور أكثر من عقدين من الزمن لا نعرف من هم المسؤولون عن تدنيس ترابك الطاهر واستباحة دماء أبنائك خلال تلك الفترة؟! أعتذر يا وطني عن أننا لم نتعلم من الدرس القاسي في تلك الفترة، فمازال المرض الطائفي والقبلي مستمراً في جسدك بعد خروجك من محنة الغزو، كما أعتذر لك يا وطني عن كل شخص سوَّلت له نفسه الدنيئة سرقة أموالك عندما عاش شعب تحت بطش ذلك الاحتلال ولايزال السارق حراً طليقا.

أعتذر يا وطن عن كل شخص حرّم علو رايتك خفاقة في المحافل الرياضية العالمية وأوصل حال الرياضة الكويتية، التي كانت مهد الرياضة في دول المنطقة إلى الحضيض، أعتذر يا وطني لتدني مستوى التعليم والصحة والخدمات العامة لديك، ليس بسبب عدم امتلاكك للموارد، بل بسبب وجود أناس يشغلون مناصب لا يستحقونها، ولا توجد لديهم أدنى مسؤولية تجاه واجباتهم لك.

أعتذر لك يا وطني عن كل مَن مثّل شعبك في البرلمان ووضع مصلحته الخاصة فوق مصلحتك ودافع عن المفسدين باسم الشعب، وأعتذر كذلك عن كل ناخب ساهم في وصول هؤلاء إلى بيت الشعب عن طريق الاختيار الطائفي أو القبلي، وعن كل من باع ضميره من أجل الأموال السياسية والخدمات الانتخابية، أعتذر يا وطني يا وطن الحريات عن كل سجين رأي موجود خلف القضبان، والسبب أنه أحبك وأطلق كلمات الحق في وجه المفسدين الذين عاثوا فساداً في أراضيك ولم تعجبهم تلك الكلمات لأنهم يريدون أن يستمر بك الحال هكذا.

أتمنى أن تقبلي أعذاري يا عروس الخليج الجميلة، فعلى الرغم من كبر سنك وتدهور حالتك، إلا أن هناك من يراك جميلة بقلبه قبل أن يراك جميلة بعينيه، تفاءلي فأبناؤك الشباب هم من سيرجعونك إلى شبابك وجمالك السابق، فهم لا يزالون يمتلكون أفضل العقول ولا تزال الرغبة موجودة في إعادتك إلى أبهى حلة، ومازال الأمل معقوداً عليك وعليهم، و"السموحة" يا كويت.

back to top