بين التشاؤم وبصيص الأمل
توني بلير في ٢٠١٠: عجز حقيقي في ميزانية الكويت للعقد المقبل!! واقترح في التقرير الذي أعده "ضرورة الإصلاحات بجميع السياسات من شأنها، إذا ما طبقت على نحو فعال، أن تغير اتجاه البلد". وتذكر تقارير اقتصادية أن الكويت إذا استمرت بسياستها الحالية نفسها فسيبلغ العجز التراكمي في الميزانية العامة للدولة ١٠٠ مليار دينار كويتي بحلول عام ٢٠٣٠، وهذا ما سيتآكل مع مبلغ الاحتياطي العام ومحفظة الأجيال القادمة والفوائض المالية، وقد تطلب الكويت مساعدات مالية في ذاك الوقت أو بعده لتسديد هذه التراكمات، وهناك افتراضات أخرى جميعها تؤكد أن العجز قادم لا محالة مع اختلاف الوقت.ولكني مع هذه التقارير متشائم مع بصيص من الأمل، متشائم بطبيعة الحال لأني أعتقد أن هذه المشكلة تفوق طاقة حكومتنا الحالية، فلا يوجد إلى الآن على الرغم من الفوائض المالية وحجم الإنفاق على الوزارات والقطاعات وزارة ولا قطاع ولا أي جهاز تابع لها إلا ويعاني الفساد وسوء الإدارة، ورغم أن الفوائض تقف عاجزة عن حل قضايا تخص معيشة المواطن ومسكنه فإن حجم الفساد أصبح لا يحتاج إلى دليل يؤكده ولا سند يثبته، كل ما يحتاجه هو أن يتجول المرء بين قطاعات الدولة ليرى فوائضها التي تصل سنوياً منذ ٦ سنوات إلى ما لا يقل عن١٠ مليارات دينار كويتي.لا يوجد بلد ينفق على الصحة كما تنفق الكويت، ورغم هذا تجد المريض يشتكي من تردي الخدمات، والطبيب يشتكي من تردي المستشفى، وكذلك في التعليم، وفي المقابل تجد الجميع يشتكي بدءا بعمال النظافة صعوداً إلى الطالب والإدارة، فالبلد ينفق ولا ينتج، وهنا يكمن الخلل، البلد المعطاء فعلاً معطاء وبلا مقابل، وهو يعلم أن العجز قادم لا محالة ومع هذا يعطي منحاً لدول يعلم أنها لن ترد له بالمثل في محنته الاقتصادية القادمة. على الحكومة أن تعترف بأخطائها أولاً ثم فساد قطاعاتها، وأن توضح للشعب من هم رموز الفساد وما قواعدهم، فلا مجال لتتلون بالرمادي بعد اليوم، فهي بررت أن العجز أتى من جراء أخطاء وقعت فيها حكومات سابقة، وهذا لا يكفي، فعليها الإفصاح عن هذه الأخطاء وعن متسببيها، فبخطوة شجاعة كهذه ستكسب الغالبية البرلمانية وأيضاً القوى الشعبية المتعطشة لخطوة شجاعة كهذه، على الأقل لتشعرها بأنها ولأول مرة في صفها في محاربة الفساد والمحسوببة الطاغية التي خلقت بسبب نهجها، فأهل الكويت ورجالها دائماً في المقدمة لمواجهة المحن، والتاريخ خير شاهد.الزبدة:على الحكومة المصارحة أولاً ثم التوجه أو "الخطة المدعومة شعبياً" ثانياً، حينها حتماً ستلاقي التفافاً شعبياً لا برلمانيا حولها (للمرة الثانية أذكرها)، وهو كفيل أن يتغلب على أي محنة وأن يعوض أي عجز قادم، تذكروا قبل أن تندموا "الكرة في ملعبكم اليوم".