هل تم فعلاً إنجاز 56% من خطة التنمية السابقة؟!

نشر في 27-09-2014
آخر تحديث 27-09-2014 | 00:01
 أحمد الفقم العازمي استغربت كثيراً عندما قرأت تصريحاً لوزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية هند الصبيح بأنه تم إنجاز 56% من خطة التنمية السابقة التي بدأت في 2010 وانتهت في أبريل 2014، وكان أول سؤال تبادر إلى ذهني وأنا أقرأ هذا التصريح هو: ما هذه الإنجازات، وأين هي على أرض الواقع؟!

صحيح أن هناك كثير من المشاريع الضخمة التي كانت تحتويها خطة التنمية السابقة، لكن كثيراً منها لم ينجز على أرض الواقع، وما تم عمله من مشاريع ما زال إلى يومنا هذا على الهيكل الأسود، ولم يتم الانتهاء منه تماماً، ولذلك لا يمكن اعتبار تلك المشاريع ضمن إنجازات خطة التنمية، فمستشفى جابر، واستاد جابر والمدينة الجامعية في الشدادية، وتطوير الدائري الأول، وتطوير المطار وغيرها من المشاريع لا يمكن أن نضمها إلى إنجازات خطة التنمية لأنها ما زالت تحت الإنشاء، ولم يستفد منها المواطنون والمقيمون إلى الآن.

إن المشاريع التي يمكن أن نعتبرها إنجازاً حقيقياً لخطة التنمية هي تلك التي يتم الانتهاء منها بالكامل وتدخل حيز التنفيذ حسب الجدول الزمني المحدد لها مسبقاً في عقود التنفيذ، وهي خلال السنوات الخمس السابقة (2010-2014) قليلة جداً أو تكاد تكون معدومة، وإن المتأمل لواقعنا في الكويت يجد أن المشاكل الرئيسة التي كان يعانيها المواطنون في بداية خطة التنمية السابقة كالإسكان والصحة والتعليم وغلاء المعيشة والتضخم والازدحام المروري ما زالت موجودة إلى الآن، بل إنها ازدادت سوءاً عما كانت عليه في 2010.

وهذه كلها مؤشرات قوية على عدم نجاح خطة التنمية السابقة، وقد سبق لي أن كتبت في مقال سابق أنه من الخطأ أن نحصر خطة التنمية في خمس سنوات فقط؛ لأن ذلك لا يتناسب وطول الدورة المستندية عندنا في الكويت؛ مما يجعل السنوات الخمس تمر سريعاً، وما زالت المشاريع الضخمة تدور في أروقة الوزارات كأوراق تأخذ نصيبها من التواقيع.

إن الحل برأيي هو في جعل خطة التنمية خطة بعيدة المدى كأن نطلق عليها مثلاً (رؤية الكويت 2030) مع ضرورة تسريع الدورات المستندية واتخاذ القرارات السريعة التي تعالج أهم مشاكل المواطنين.

back to top