فحص الإجهاد بالتصوير: صورة واضحة عن صحة قلبك
قد تشمل اختبارات الإجهاد بالتمرن عمليات مسح خاصة تقيّم تدفق الدم إلى القلب.
إن كنت تعاني انزعاجاً في الصدر، ضيق نفس، أو عوارض أخرى تشير إلى مرض القلب، فقد ينصحك الطبيب بالخضوع لاختبار جهد. قد يحدّ تراكم الصفيحات تدفق الدم إلى القلب، ما يتجلى بوضوح أكبر عندما يتعرض القلب للإجهاد. وفي حالات كثيرة، تشكل التمارين مصدر «الإجهاد»: تسير أو تركض على آلة المشي أو تركب دراجة ثابتة. ولكن إن كنت تعجز عن التمرن، يشكل اختبار الجهد الدوائي بديلاً جيداً.من الممكن أيضاً الجمع بين اختبار الجهد بالتمرن والتصوير. وهكذا يحصل الطبيب على صور عن كيفية انقباض القلب وتدفق الدم إلى عضلته خلال الراحة وبعد التمرن مباشرة.
يذكر الدكتور ورن بلانكشتاين، خبير متخصص في التصوير القلبي الوعائي وطبيب قلب وقائي في مستشفى Brigham and Women's التابع لجامعة هارفارد: {تساعدنا اختبارات التصوير في تحديد درجة الإقفار أو تراجع تدفق الدم إلى عضلة القلب خلال التمرن}. وتسهم هذه المعلومات في توجيه القرار بشأن الخطوات التالية، في الحاجة إلى رأب الوعاء بغية فتح الشريان مع استخدام دعامة، وهي عبارة عن شبكة معدنية صغيرة تُستخدم لدعم الشريان الذي فُتح. إليك اختبار التصوير الأكثر استخداماً: تصوير إرواء عضل القلب النووي وتخطيط صدى القلب.تصوير إرواء عضل القلب النوويتعتمد دراسة إرواء عضل القلب النووي على مادة مشعة (مقتف) تُحقن في الوريد، فتنتقل إلى القلب. تدور كاميرا خاصة تسجل الجسيمات المشعة الصادرة عن تلك المادة حول القلب، ملتقطة الصور من زوايا مختلفة. يعمل جهاز كمبيوتر بعد ذلك على دمج هذه الصور لإعداد صورة مفصلة عن تدفق الدم إلى القلب. تتركز المواد المشعة في المناطق التي تتمتع بتدفق دم جيد، في حين أن الأجزاء التي تعاني ضعف تدفق الدم لا تحظى بعدد كبير من الجسيمات المشعة.يقلق البعض بشأن التعرض للأشعة نتيجة هذا الاختبار. ولكن عند استخدامه بطريقة ملائمة (في حالة شخص يعاني عوارض مرض القلب)، تفوق فوائد هذا الاختبار الارتفاع النظري البسيط في خطر الإصابة بالسرطان، وخصوصاً أن أنواع السرطان الناجمة عن الأشعة لا تظهر إلا بعد عقود من التعرض لها. ولا شك في أن من يكونون في عقدهم السابع أو الثامن يُرجح أن يموتوا لأسباب أخرى (بما فيها مرض القلب) قبل إصابتهم بالسرطان نتيجة اختبار التصوير، وفق الدكتور بلانكشتاين.تخطيط صدى القلبمواد مشعة خلال تخطيط صدى القلب الإجهادي، يصدر مسبار يوضع على الصدر موجات ما فوق صوتية. فترتد هذه على القلب وتنتج صوراً متحركة للقلب النابض وصماماته. عندما يتراجع تدفق الدم عبر الشرايين التاجية، يتحرك جزء من جدار القلب بطريقة مختلفة: تبدل يستطيع الخبير في عملية التصوير هذه أن يلاحظه. لا يشمل هذا الاختبار أي مواد مشعة، فضلاً عن أن مقدار الطاقة البسيط الناجم عن الاختبار لا يسبب أي أذى للأنسجة. لكن تخطيط صدى القلب الإجهادي يُعتبر أقل حساسية من تصوير إرواء عضل القلب النووي. كذلك من الصعب إجراؤه إن كان المريض يعاني وزناً زائداً.أي اختبار ملائم لك؟تؤثر عوامل عدة (مثل نوع الاختبار المتوافر محلياً والخبرات) في الاختبار الذي تختاره. كذلك قد يستشير طبيبك خبير تصوير ليحدد الاختبار الملائم لك. ويوضح الدكتور بلانكشتاين أن ما من اختبار واحد مناسب لحالة المريض. كذلك خذ في الاعتبار أن الاختبارات التي تُجرى لمن لا يعانون أي أعراض قد تؤدي إلى خطوات غازية من دون دليل واضح على فوائدها. لذلك قبل الخضوع لأي اختبار، اطرح الأسئلة التالية:• لمَ أحتاج هذا الاختبار؟• هل من بدائل؟• ما تأثير النتائج في علاجك؟إن كنت تعاني ألماً في الركبتين، التهاب المفاصل، مرض الرئة، أو مشاكل أخرى، فقد لا تتمكن من التمرن كفاية لتجهد قلبك. في هذه الحالة، يُعتبر اختبار الجهد الدوائي خياراً جيداً. عبر الوريد في ذراعك، تتلقى دواء إما يجعل قلبك يعمل بقوة أكبر لمحاكاة تأثيرات التمرن أو يزيد تدفق الدم إلى عضلة القلب.