«اليونسكو» تحتفل باختيار عبدالله الجابر شخصية عالمية

نشر في 06-11-2014 | 00:16
آخر تحديث 06-11-2014 | 00:16
• الأمير رعى وحضر الاحتفال بالموقع التاريخي لقصر المغفور له

• الهمامي: الكويت كانت وستبقى مصدر إشعاع للخليج والمنطقة العربية

تحولت احتفالية اختيار الشيخ عبدالله الجابر، من قبل منظمة اليونسكو، شخصية عالمية في مجال الثقافة والتعليم إلى مناسبة لاستحضار إنجازات رائد النهوض التربوي في الكويت وأنحاء واسعة من الخليج.

تحت رعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد أقيمت أمس احتفالية اختيار منظمة اليونسكو المغفور له الشيخ عبدالله الجابر شخصية عالمية في مجال الثقافة والتعليم لعام 2014-2015، في الموقع التاريخي لقصر المغفور له الشيخ عبدالله الجابر بمنطقة دسمان.

ووصل سموه مكان الحفل، حيث استقبل بكل حفاوة وترحيب من قبل الشيخ جابر العبدالله، ورئيس اللجنة العليا المنظمة للاحتفالية الشيخة منى الجابر، ثم قام سموه بجولة في معرض للصور تناول مسيرة التعليم في الكويت، وانجازات المغفور له الشيخ عبدالله الجابر.

وشهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد، ورئيس مجلس الامة مرزوق الغانم، ورئيس مجلس الامة السابق جاسم الخرافي، وكبار الشيوخ، وسمو الشيخ ناصر المحمد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، ووزير شؤون الديوان الاميري الشيخ ناصر صباح الاحمد، والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، وكبار المسؤولين بالدولة.

وبدأ الحفل بالنشيد الوطني وتلاوة آيات من الذكر الحكيم، بعدها القى مدير مكتب منظمة اليونسكو في بيروت د. حمد بن سيف الهمامي كلمة نيابة عن المدير العام للمنظمة، قال فيها إنه «لشرف عظيم ان اكون بينكم ممثلا عن منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وممثلا عن المديرة العامة ايرينا بوكوفا، التي كلفتني بنقل تحياتها وامتنانها وتقديرها لسموكم على رعايتكم وتشريفكم هذه الاحتفالية الكبيرة، وعلى دعم بلدكم الكريم لمنظمات الامم المتحدة عموما ومنظمة اليونسكو خصوصا، والتي احتفلت بسموكم هذا العام قائدا للانسانية والكويت مركزا انسانيا عالميا».

تأثير إنساني

وأضاف الهمامي ان «احتفالية الذكرى الخمسين لتسليم الشيخ عبدالله الجابر امانة التعليم لجيل آخر، بعد ان كان المسؤول الاول عن التعليم في الكويت لثلاثة عقود متتالية، من عام 1936 الى عام 1965 كأول رئيس للمعارف وكأول وزير للتربية والتعليم في عهد الاستقلال، جعلت منه اليوم شخصية كويتية عالمية تستحق التكريم، ولكي تعرف الاجيال ان الانجازات لا تأتي جزافا بل يتم بناؤها على اكتاف الرجال المخلصين في كل بلد، وهذا ما نشاهده في هذا البلد المعطاء».

وتابع ان «اختيار منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الشيخ عبدالله الجابر ضمن الشخصيات العالمية لعام 2014-2015، التي تركت تأثيرا انسانيا اتى بعد دراسة ملف انجازاته وتصويت المجلس التنفيذي له واعتماد المؤتمر العام لهذه الشخصيات».

وزاد: «فحسب معلوماتنا هو اول من اسس المدارس النظامية الحديثة، واول من افتتح مدرسة لتعليم الفتيات، واول من اسس نظاما لتعليم وتدريب المعلمين، وفي عهد وزارته افتتحت مدارس في الخليج، واول من شجع التبادل الثقافي وشجع الندوات والمحاضرات، ولهذه الانجازات اختارته اليونسكو ليكون ضمن الشخصيات المكرمة في ذاكرة التاريخ».

واشار الى ان «منظمة اليونسكو تعمل جاهدة لتكريم رواد العلم والثقافة منذ عام 1956 احتفاء بشخصيات ساهمت في نهضة الانسانية، وان انجازات الشيخ عبدالله تنسجم تماما مع المعايير التي وضعتها اليونسكو في هذا المجال، علاوة على ذلك فإن اعمال المحتفى به ومنجزاته تدخل ضمن صميم مهام واعمال اليونسكو في مجالات التعليم للجميع والعلوم والثقافة والمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة وحرية التعبير».

واردف: «اننا واثقون من ان الكويت كانت ومازالت وستبقى مصدر اشعاع ليس للكويت فحسب بل لمنطقة الخليج والمنطقة العربية، كون الكويت سباقة ورائدة في مجال التعليم والثقافة».

إنجاز للكويت

من جانبه، القى الشيخ جابر العبدالله كلمة جاء فيها: «ان اجتماعنا اليوم وبحضور كريم من صاحب السمو امير البلاد وقائد الانسانية باحتفالية اختيار والدنا الشيخ عبدالله الجابر من قبل منظمة اليونسكو كرائد في مجال الثقافة والتعليم لهو انجاز يحسب لدولة الكويت».

واضاف العبدالله: «لقد كان والدنا رحمه الله بعيد النظر، سابقا لعصره الكثير، مما جعله يحقق الكثير مما يطمح اليه لوطنه وبمساندة حكام دعموه لتحقيق اهدافه، وبتعاون رجالات الكويت المخلصين الذين عملوا معه في المجالس ومواقع العمل المختلفة، ولا ننسى من استقدمهم للعمل معه من الخبراء من مختلف الدول وفي التخصصات المتعددة الذين لم يدخروا وسعا في اداء المهام التي وجههم الى القيام بها».

واستدرك: «ان هذا المكان الذي تقام فيه الاحتفالية اليوم هو مكان اقام فيه ومارس الحياة مدبرا لامورها وصانعا لاحداثها، فهو مكان غني بالذكريات التي اصبحت جزءا من التاريخ».

ثم تم عرض فيلم وثائقي بعنوان «عبدالله الجابر رائد الثقافة والتعليم».

مسيرة علم

والقى وزير التربية وزير التعليم العالي رئيس اللجنة الوطنية الكويتية للتربية والعلوم والثقافة د. بدر العيسى كلمة جاء فيها: «نحتفل اليوم بمرور خمسين عاما على استكمال المسيرة التربوية للرجل الذي سبق عصره، ويعد رائدا من رواد الثقافة والتعليم والانفتاح في الكويت ومنطقة الخليج العربي».

وقال د. العيسى: «بدأ الشيخ عبدالله الجابر بتسليم امانة التربية والتعليم والثقافة بالكويت عام 1965 الى جيل تشرب من ثقافته وحمل مسؤولية التنوير، حيث اشرف هو ومن عمل معه من رجالات الدولة المخلصين على تعليم هذا الجيل وتأهيله لتولي المسؤوليات في الدولة، بعد ان نهض بأعباء هذه الامانة لثلاثة عقود متتالية ابتداء من 1936، حيث نجح خلالها في تحديث وتطوير التعليم ونشر الثقافة على كل ارجاء المنطقة، ولامس كل اشكال الحياة المجتمعية، وترك تأثيرا محفورا على نواحي التعليم وتكوين اجيال متعاقبة ليس في الكويت وحدها بل شمل ايضا العديد من الدارسين في دول آسيا وافريقيا واوروبا».

واضاف: «لقد استطاع الشيخ عبدالله الجابر ان يجسد المبادئ التي نذرت الكويت نفسها لتحقيقها منذ نشأتها، والمستندة الى اسس التسامح والانفتاح على الثقافات، واتاح فرصة العلم لكل مواطن ووافد ومقيم، والعطاء بسخاء لكل من يسعى وراء المعرفة لكل الاجناس والجنسيات. وهو بذلك جسد قيم ومبادئ منظمة اليونسكو في اتاحة التعليم للجميع حتى قبل ان يعرف العالم منظمة اليونسكو».

ولفت الى انه تخليدا لاسهامات وانجازات الراحل الكبير فقد حرصت الكويت ممثلة في الامانة العامة للجنة الوطنية الكويتية للتربية والعلوم والثقافة، بالتعاون مع مركز الوثائق التاريخية ومكتبات الديوان الاميري، والتنسيق مع مكتب وفد الكويت الدائم لدى اليونسكو، على ترشيح شخصية المغفور له الشيخ عبدالله الجابر، لدوره الرائد في مسيرة الثقافة والتعليم بالكويت.

واستطرد ان «تكريم هذا الرجل من قبل منظمة اليونسكو هو محل فخر واعتزاز لجميع ابناء وطننا، وهو تتويج لمسيرة طويلة لانسان كرس حياته لحب العلم والانجاز، فعمل واخلص لوطنه وشعبه، مؤكدين على استمرار تعاون الكويت مع منظمة اليونسكو، وهو النهج الذي بدأه الشيخ عبدالله الجابر اكثر من نصف قرن ولايزال ينمو ويزدهر».

الوجه الحضاري

والقى وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان الحمود كلمة اعتبر فيها ان انجازات عبدالله الجابر اسهمت في تقدم الوطن وتنوير فكر شبابه منذ ترأس أول ناد ادبي في الكويت عام 1924، وتشييده العديد من المؤسسات الثقافية والتربوية وتطويرها، الى جانب دوره المؤثر في ابراز وجه الكويت الحضاري كأول وزير للتربية والتعليم في اول حكومة كويتية تم تشكيلها عام 1962.

وقال الحمود: «إلى جانب اهتمامه بالتعليم حرص الشيخ عبدالله الجابر على اكتشاف تاريخ الكويت وارتباطه بالتراث الانساني العالمي، من خلال دعوته لاول بعثة للتنقيب عن الآثار في الكويت عام 1957، كما قام عام 1958 بطلب المساعدة من منظمة اليونسكو لايفاد خبراء لوضع قانون لحماية الآثار في البلاد».

وزاد: «وكان من ثمار هذا التعاون صدور المرسوم الاميري رقم 11 لعام 1960 المعروف (بقانون الآثار) الذي يعتبر الاول من نوعه في المنطقة، كما قام طيب الله ثراه عام 1957 بافتتاح اول متحف وطني في الكويت والخليج العربي في هذا المكان الذي يشهد احتفالنا اليوم».

واضاف: «نحتفل اليوم في موقع يحتل اهمية تاريخية في مسيرة تطور الكويت الحضارية والثقافية، والذي يعود انشاؤه الى نحو مئة عام، وتم تصنيفه من قبل اليونسكو ضمن المباني ذات القيمة التاريخية، بناه في اوائل القرن العشرين الشيخ خزعل بن مرداو حاكم المحمرة على ارض اهديت اليه من حاكم الكويت السابع الشيخ مبارك الصباح، طيب الله ثراه، لبناء ديوانه عليها، ثم انتقلت ملكيته الى الشيخ عبدالله الجابر الذي سكنه مدة تجاوزت عقدا من الزمان».

واردف: «من منطلق المحافظة على منجزات الكويت الحضارية حق علينا اليوم ان ننتهز مناسبة اختيار المغفور له الشيخ عبدالله الجابر شخصية عالمية في مجال الثقافة والتعليم في التركيز على الجهود بإعادة تأهيل هذا المعلم التاريخي والمحافظة عليه، لتسجيله ضمن القائمة التمهيدية للتراث العالمي، مع تعزيزه بمتحف يوثق تاريخ الثقافة والتعليم، ويرصد ارتباط الكويت بالتراث الانساني العالمي من خلال شخصية كويتية عالمية».

بعد ذلك قامت فرقة شعبية بأداء رقصة العرضة، وغادر سموه رعاه الله الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب.

«الكويت» أعدت ملفاً عن الجابر

تضمن عدد نوفمبر من مجلة «الكويت»، التي تصدرها وزارة الاعلام، ملفاً بمناسبة تكريم «اليونسكو» للراحل الشيخ عبدالله الجابر بوصفه رائدا من رواد التعليم في البلاد.

وقالت المجلة، في افتتاحيتها، إن «تكريم الأمم المتحدة ومنظماتها قبل ذلك لسمو الأمير بوصفه قائدا للعمل الإنساني، ومن بعده تكريم الشيخ عبدالله الجابر، ما هما الا تأكيد عالمي على أن الكويت كانت ومازالت تنظر إلى المدنية والحضارة والسلام كقيم معنوية لها في مسيرتها».

back to top