لكلّ يوم نصيحة كيف تبنون شخصيّة أولادكم وتنمون مهاراتهم؟

نشر في 03-01-2015 | 00:01
آخر تحديث 03-01-2015 | 00:01
تربية الأولاد ميدان واسع يقوم على أسس أخلاقية وتعليمية وقد أضافت إليه دراسات الاختصاصيين وخبرات الأهل معلومات هامّة جديرة بأن يطّلع عليها مختلف الآباء لتحسين أدائهم التربوي. وأصدرت دار «الفراشة» في هذا المجال كتاب «أهمّ 365 نصيحة في تربية الأولاد».
أفضل موضوع يفرح قلوب الأهل عندما يتعلق الأمر بتربية أولادهم ومعرفة المفاتيح التي يستطيعون بها تلقينهم المعرفة وتنمية مهاراتهم وجعلهم يحبون الدراسة وكيفية التعامل مع أترابهم. وقد أكبّت مجموعة من المختصين في دار «الفراشة» على هذا الموضوع، واستخلصت لكل يوم من أيام السنة نصيحة في تربية الأولاد، وصنّفت هذه النصائح في سبعة أبواب انطلاقاً من طرائق تربية الأولاد بذكاء والمرور بالمكافأة والعقاب وصولاً إلى المشاجرة مع الرفاق.

التربية بذكاء

لا شك أن الفطرة تلهم الأهل أحياناً كيف يجب أن يتعاملوا مع أولادهم، ولكن لا بأس أن نربيهم بذكاء وفطنة فلا نسمح للطفل مثلاً أن يفعل ما يريده بدون قيد أو شرط، وأن نكون صبورين لا يعني أن نتساهل ليتصرف الولد كما يحلو له. وعلينا أن نعرف أن الطفل إذا اتّبع المنطق فإنما بدون فهم لأن الفهم إنما يأتي مع النضج، وقرارات الأطفال تقوم على رغبات آنية لا على حكم عقلي. وفي ما يأتي بعض النصائح في هذا المجال:

إن شعوركم بالذنب تجاه أولادكم يمنعكم من اتخاذ القرار الصائب بحزم.

لا تتخلوا عن مسؤولياتكم كأهل خوفاً من الظهور بمظهر الأهل المتسلطين. فحين يخاف الأهل من الفشل في التربية يصابون بشلل الإدارة.

لا تسمحوا لأطفالكم باتخاذ القرارات التي لا قدرة لهم على اتخاذها.

ليس علينا أن نحطّ من قدر ولد لنرفع قدر ولد آخر. علينا بدل المقارنة أن نمدح تلك الفروقات التي تجعل أولادنا فريدين.

عندما نريد تصحيح أخطاء الولد ينبغي أن نفصل أو نفرّق بينه وبين سلوكه. انبذوا السلوك السلبي لطفلكم وليس الطفل بحد ذاته.

ضعوا معايير واقعية لأولادكم. لا تبالغوا في طلب الكمال منهم. لا تعطوا أولادكم مثلاً لا يستطيعون أن يحذوا حذوه.

بناء الشخصية

إن معاملة الأطفال كراشدين تشوّه وتقصّر عمر الطفولة لديهم. فالطفل قبل سن الثامنة أو التاسعة يردّد كالببغاء مفاهيم لا يستوعبها، فإن شرحنا له شيئاً، مهما كان ذكاؤه، فهذا لا يعني بالضرورة أنه سيفهمه. وإذا أخرجناه من عالمه السحري سيصبح عاجزاً وقاسي الفؤاد، وبذلك يفقد براءة عالمه وتتمزق روحه أمام مواجهة العالم الحقيقي. وإليكم بعض النصائح:

عندما تكتشفون أن طفلكم مدلل فذلك يعني أنكم فشلتم في التربية كأهل.

عندما نتخم طفلنا بالمعلومات لنتمكن من التباهي بذكائه فهذا يعوق نموّه، لأن الإفراط في المعرفة إن لم يقابله نضج عاطفي موازن يضرّ بالطفل.

الولد المدلل متطلب وأناني ولا يراعي مشاعر الآخرين وإن عارضتموه يصاب بنوبات غضب إلى أن تشبعوا رغباته.

على الولد أن يتعلم التفكير في حل مشاكله بدل أن نفكر نيابةً عنه. وتذكروا أن أعظم هدية تقدمونها له هي قدرته على حل مشاكله بنفسه.

إذا أخطأ ولدكم لا تطلقوا عليه صفات سيئة بل اكتفوا بوصف سلوكه فقط وقولوا له: {نحن نحبك لكننا لا نحب ما تفعله}.

التواصل مع الأولاد

الطفل يرضى بأهله كما هم عليه فاجعلوا حب أولادكم لكم حبًّا قائماً على الاحترام والمسؤولية. المهم أيضاً أن تتذكروا أن مرحلة الطفولة لن تعود أبداً لذا استمتعوا بصحبة أطفالكم ولا تضيّعوا الوقت بعيداً عن عائلتكم فالوقت يمضي بالنسبة لكم جميعاً، ومن الأفضل في بعض الأحيان أن تسألوا ذاتكم: ما هي لائحة أولوياتي؟ وهل أولادي على رأسها؟ وإليكم بعض النصائح:

حين يسألكم طفلكم سؤالاً لا تجيبوه بسؤالٍ آخر وليكن جوابكم مختصراً بدون إسهاب في الشرح.

التدخل بعلاقات الولد الشخصية قد يحرمه من فرصة تعلم التواصل مع الغير.

عندما يريد طفلكم التحدث إليكم انظروا إليه مباشرة واصغوا إلى ما يقوله.

يجب أن تكون القواعد المنزلية التي تضعونها قصيرة وواضحة.

عندما يغضب طفلكم تذكروا أنكم تتعاملون مع ولد وليس مع وحش يثير أعصابكم.

تنمية المهارات

يتصف الكثير من الأولاد بعدم القدرة على التركيز لإنجاز مهماتهم والسبب هو قلّة انتباه الأهل لهم. فعندما تريدون تعليم ولدكم مهارة ما عليكم أن تعرفوا أنه يتعلم من مراقبة الأفعال أكثر من سماع الشروحات والتفسيرات، وعلى كل نشاط تعلّمونه لطفلكم أن يتمّ خطوة خطوة بشكل كامل وبصبر لأنه سيرتكب الأغلاط.

وإليكم بعض النصائح:

• اعترافنا بجهود طفلنا يمنحه شعوراً بأهمية نجاحاته والاستمتاع بها.

• كونوا ودودين واظهروا لأولادكم أن التعاون ينجح أكثر من التنافس.

• الألعاب التي يمكن تفكيكها وإعادة جمعها تعزّز مهارة التخطيط عند طفلكم.

• علّموا ولدكم أن مشاركة ما لديه مع الآخرين هي أحد مفاتيح النجاح.

• ساعدوا ولدكم على تعلم فن الحوار مع الآخرين، سيفتح له هذا كل الأبواب.

في أحضان المدرسة

تأخذ المدرسة حيزاً كبيراً من عمر الولد، ففيها يربى ويتعلّم ويعقد الصداقات وتتفتّح عيناه على حقول العلم المختلفة. ومن المفيد أن نعلم أن بذل الجهد المدرسي ليس للمكافأة ونيل علامة جيدة بل للتعلم الذي يكسبه الولد. وفي هذا الإطار ينبغي على الأهل التعرّف بإدارة المدرسة وبأساتذة الولد فإنهم يمضون الوقت معه بقدر ما تمضونه أنتم. وفي ما يأتي بعض النصائح المفيدة:

• إذا كان أصدقاء ولدكم يستقوون عليه في المدرسة، فمن المهمّ أن يحلّ مشكلته بنفسه، أنصحوه في التعامل ولكن لا تتدخلوا فإن تدخلكم سيجرح شعوره ويجعل الأمر أشدّ سوءاً.

• لا تقوموا بحماية أولادكم إذا قلّلوا من احترام أساتذتهم في المدرسة لأنكم إذا قلّلتم من سلطة المعلم فسيتقوّض بشكل عام احترام الولد للسلطة.

• إذا كانت المشاكل تلاحق ولدكم في المدرسة فالأغلب أنه هو المخطئ.

• إذا اشتكى الولد بأن مصروف الآخرين أكبر فلا تتنازلوا وتوافقوا على طلباته.

• إذا تراجعت علامات الولد أجبروه على الدرس أمامكم على طاولة المطبخ، فستتحسن علاماته بشكل مدهش. وتذكروا أنها دروسه هو. تفحصوا إذا أنجزها ولكن لا تنجزوها له.

المكافأة والعقاب

ينبغي أن يتعرف الطفل منذ صغره على نتائج أعماله وأن يتعلّم مفهوم المكافأة والعقاب بشكل سليم ومباشر وإيجابي. ومن المهمّ أيضاً أن يتناسب العقاب مع سلوكه وأن المقصود هو ما صدر عنه وليس هو بالذات. ومن الضروري تنفيذ ما تعلنون فلا تهددوا طفلكم إذا كنتم عاجزين عن التنفيذ وإلا فستفقدون مصداقيتكم واحترامكم. وهذه بعض النصائح:

إذا اضطررتم لفرض عقاب لا تدخلوا في جدال مع الطفل.

• استعملوا زاوية الاحتجاز كعقاب للطفل الذي يذهب إليها بدون مقاومة. حدّدوا زاوية في المنزل لا متعة فيها وسمّوها زاوية الاحتجاز والعقاب.

• إذا عجزتم عن تهدئة طفلكم الغاضب غادروا الغرفة واتركوه ليهدأ.

• اشكروا وشجعوا أولادكم على صدقهم واعترافهم بالحقيقة أمامكم.

• شجعوا واسمحوا لأولادكم أن يصححوا خطأهم إذا ما أرادوا ذلك.

المشاجرات

عندما يتشاجر أولادكم، وهذا واقع قد يحدث يومياً، حددّوا واشرحوا لهم المشكلة، ثم اطلبوا منهم الحلّ. ولا تسمحوا بوقوع خلافات حادة ومؤلمة ضمن العائلة، وعبّروا عن رفضكم السريع لها. إنّ هرمونات النموّ تدفع أولادكم للتشاجر معكم بدافع النموّ الطبيعي فكونوا حريصين في طريقة معاملتهم. وخذوا النصائح الآتية بعيد الاعتبار:

• علّموا أولادكم متى ينبغي عليهم الدفاع عن حقوقهم والتمسك بها.

• قوموا باجتماعات عائلية لتناقشوا همومكم وحاجاتكم واهتماماتكم سوياً.

• إذا حصل خلاف أو شجار بين أولادكم صادروا الغرض موضوع الخلاف.

• اختاروا كلمة تحذير خاصة بالعائلة لالتزام الهدوء ووقف المواجهة.

• إن اختلف أولادكم ورأيتم من بدأ الخلاف اعطوا الضحية تعويضاً خاصًّا.

هذا الكتاب دليل لكل أب وأمّ ويحوّل التربية إلى لعبة أطفال، ولا تنسوا أن صحبة أطفالكم هي الأهمّ لتكوين شخصيتهم.

back to top