بلا سقف : قبل الضربة القاضية
لم أصدق عيني وأنا أرى بطل كأس الاتحاد الآسيوي ثلاث مرات وهو يُضرب بالستة، ويودع بطولته المفضلة بطريقة مُهينة أمام فريق إندونيسي أكاد لا أحفظ اسمه، أحقاً هذا هو "الأبيض" الذي اعتدنا منه بياض الوجه؟! أشك في ذلك.لم تكن مباراة للنسيان فحسب، بل إنها كانت "بهذلة" و"مرمطة" يصعب نسيانها، مع ذلك حاولت أن أتقبل الأمر، وأن أبتلع الخسارة الثقيلة، لأنها لم تأتِ من فراغ أو من سوء حظ، بل أتت نتيجة لجملة أخطاء متراكمة، إدارية وفنية، تركت "مسيَّبة" ولم يتم التعامل معها بالشكل المطلوب من طرف الإدارة الكويتاوية، فكان لا بدّ من إنذار مبكر وصدمة موجعة، تُوجِّه أنظار أصحاب القرار نحو تصحيح المسار، وتتيح لهم فرصة قبل فوات الأوان لمراجعة الحسابات الخاطئة التي أدت إلى إغراق مركب "العميد" في بحور الشرق الآسيوي.انتظرنا بياناً صريحاً من مجلس الإدارة يفسر لنا أسباب الخروج المخجل، أو على الأقل خطاب اعتذار مختصراً يخفف عنّا أثر الصدمة الثقيلة، ولكنّ شيئاً من هذا لم يحدث، وطال الانتظار دون جدوى، لأن مسؤولي النادي كانوا في إجازة، وربما حتى إحساسهم بالمسؤولية كان كذلك، فلم يكلف أحد منهم نفسه عناء قطع الإجازة والسفر على عجل إلى إندونيسيا لمرافقة وفد الفريق الذي ترأسه مدير جهاز كرة القدم على غير العادة!أخيراً، وبعد 11 يوماً من الصمت، نطق رئيس مجلس إدارة نادي الكويت مُجدِّداً الثقة بالجهازين الفني والإداري للفريق، ومُلقياً بالجزء الأكبر من المسؤولية على عاتق اللاعبين، مع تبرئة ساحة الإدارة، في حين كنّا نأمل من الرئيس أن يعلن تحمُّل إدارته المسؤولية، والبدء بالتحرك العاجل لمعالجة السلبيات الإدارية، من أجل إنقاذ موسم "الأبيض" المتعثر منذ بدايته.عموماً، ومع عدم الاقتناع بما جاء على لسان الرئيس، فإن تصريحه يمكن اعتباره مؤشراً غير مباشر على أنه دعوة إلى تجاوز النكسة المؤقتة والدخول في مرحلة جديدة عنوانها "الغربلة"، وهذا ما سوف نرتقبه في الفترة القادمة، فحالة "العميد" توجب تدخلاً إدارياً سريعاً يتخطى حدود المستطيل الأخضر، ليشمل أيضاً سياسة التعاقدات مع المحترفين الأجانب، ويضع حداً لمجاملة "مدرب الفزعة" على حساب الفريق التائه فنياً وبدنياً وتكتيكياً.كما أنه حري بالإدارة الكويتاوية أن تفكر جيداً في دواعي العثرة أساساً، وأن تلملم أوراقها "الملخبطة" عاجلاً، قبل أن يأتي ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه علاج ولا تؤثر مسكنات... ولتكن الخسارة بالستة بمثابة "الضارة النافعة" للجواد الأبيض الأصيل الذي يكبو ولا يخرج من مضمار المنافسة. قفّال:إصلاح الخطأ بخطأ قد يأتي بـ "ضربة قاضية"...!لا