Foxcatcher... صحة ورياضة وجريمة

نشر في 16-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 16-11-2014 | 00:01
يقدم هذا الفيلم أحداثاً جديدة لتورط دو بون مع المصارعين الأخوين ديف ومارك شولتز فضلاً عن جريمة مروعة.
يشكل Foxcatcher آخر أعمال المخرج بينيت ميلر، وهو من بطولة ستيف كاريل، تشانينغ تاتوم، ومارك روفالو. يحمل الفيلم الاسم الذي أطلقه دو بون على منزل عائلته قرب منطقة فالي فورج في بنسيلفانيا. وفي ذلك المنزل يقدم ميلر أحداث تورط دو بون مع المصارعين الأولمبيين الأخوين ديف ومارك شولتز، فضلاً عن جريمة مروعة. يذكر ميلر (Capote وMoneyball) أن أحد الألغاز في هذه القصة لماذا لم تحظَ هذه التطورات بالاهتمام الكبير عندما قُتل ديف شولتز عام 1996. لكن هذا يعني أيضاً أن حبكة الفيلم ستقدم كثيراً من المعلومات الجديدة للمشاهد.

أعلن ميلر أخيراً في فيلادلفيا، حيث بدأ عرض الفيلم: {مرت هذه القصة مرور الكرام. شغلت الرأي العام لبضعة أيام ومن ثم اختفت. هنا في فيلادلفيا يعرف الناس تفاصيلها. ولكن في غرب الميسيسيبي مثلاً، لم يسمع بها معظم الناس، وكل مَن سمع بها لا يعرف أي تفاصيل عنها}.

معاناة

تشمل تعقيدات Foxcatcher الطبقية، الإنسانية، الهرمية، الكوكايين، الأميركية الباهتة، الفساد الأخلاقي، والامتيازات. ترعرع دو بون في جو من الرخاء. وكما يصوره كاريل، كان ينظر إلى كل عقبة نظرة حيرة. فما كان يصدق أن الأمور تسير على عكس ما يشاء.

في مستهل Foxcatcher، يُضطر مارك شولتز (تاتوم)، رياضي أولمبي حائز ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية في لوس أنجليس عام 1984، إلى الإدلاء بخطابات تشجيع زائفة إلى مراهقين لامبالين مقابل 20 دولاراً لكل خطاب، علماً أنه لا ينفك ينفق ماله هذا على المأكولات السريعة. أما أخوه الأكبر ديف (روفالو)، فمتزوج وأكثر تماسكاً ويجني قوته من التدريب. تستمر معاناة مارك إلى أن يبدل اتصال من دو بون حياته: يريد دو بون من مارك أن يدرب فريق الولايات المتحدة، يعيد العظمة الأميركية، يفوز بمزيد من الميداليات الذهبية الأولمبية، ويحول من خلال ذلك كله دو بون إلى محسن مثالي في عالم الرياضة.

كان التفاعل الحقيقي بين هذين الرجلين ما جذب ميلر إلى هذه القصة. يوضح: {شعرت بانجذاب فوري وعميق إلى هذه العلاقة. أردت أن أكتشف ماهيتها: علاقة بين أغنى رجل في الولايات المتحدة وبين مصارع. ما أمكنني نسيانها. شملت العلاقة وجهاً شدني إليها وأثار فضولي، حتى إنها أضحكتني}.

المهمة الأخيرة

يرتكز الجزء الأكبر من تأثير الفيلم على ما لا يُقال والطريقة التي يقدم بها الممثلون شخصياتهم فعلياً، متنقلين في مختلف مراحل الفيلم كما لو أنهم حيوانات مجروحة.

يخبر ميلر: {استطاع تشانينغ دراسة مارك شولتز من بعض الأفلام وتمضية الوقت معه، فضلاً عن أن سلوكه معبر إلى أبعد حد. ينطبق الأمر عينه على كاريل الذي اكتفى بأشرطة الفيديو. فيحاول هذان الممثلان نقل الضرر الذي لحق بهما نفسياً وما كانت تأثيراته فيهما جسدياً}.

بدأ ميلر العمل على الفيلم عام 2006. {واستغرق وقتاً طويلاً لأننا بدأنا من الصفر. فما كنا نملك سوى أخبار الصحف وأحد يمكنه مساعدتنا على الاتصال بمارك شولتز}، وفق ميلر. لذلك كان عليهم القيام بكثير من البحث ووضع سيناريو وبالتأكيد جمع المال، علماً أن هذه المهمة الأخيرة بدت أصعب مما توقع المخرج.

يذكر، متحدثاً عن فيلمه الحائز جائزة أوسكار (لفيليب سيمور هوفمان) عام 2005: {كان هذا أول ما قررت القيام به بعد Capote. وبما أن الأخير نال كثيراً من الاستحسان، ظننت أن من الممكن إعداد الفيلم بسهولة. لكن خطتي تعثرت كثيراً، حتى إن معظم الناس اعتقد أنه لن يبصر النور. واضطررت في النهاية إلى الرضوخ والإقرار أنني لن أفلح. فوضعته جانبي ونفذت Moneyball}.

لكن خطتي تحققت في النهاية. وبات Foxcatcher اليوم أحد الأفلام التي يدرجها كثيرون على لائحتهم للأفلام التي عليهم مشاهدتها في نهاية هذه السنة. يقول ميلر: {أخبرني أحد أخيراً: يشبه هذا أفلامك الأخرى. فسألته عما يقصد، وأجاب: وضعت الشخصيات في عوالم لا ينتمون إليها. فرددت: أنت محق على الأرجح}.

يتابع ميلر موضحاً: {في هذه الحالة، أمامنا أشخاص في عوالم لا ينتمون إليها، وهم يحاولون التأقلم مع عالم أحدهم الآخر. يسعون إلى إقناع أنفسهم بأن هذا منطقي رغم كثرة المؤشرات إلى أن هذا ليس جيداً. فهذا في الواقع بالغ الخطورة}.

back to top