إجراءات أمنية غير مسبوقة في ألبانيا استعدادا لزيارة البابا

نشر في 20-09-2014 | 18:11
آخر تحديث 20-09-2014 | 18:11
No Image Caption
أنجزت السلطات الألبانية السبت الاستعدادات لاستقبال البابا فرنسيس الذي يصل الأحد في أول زيارة يقوم بها إلى أوروبا وسط اجراءات أمنية غير مسبوقة في هذا البلد البلقاني حيث يشكل الكاثوليك أقلية.

وتمت تعبئة حوالي 2500 شرطي لضمان حسن سير الزيارة التي أحيطت بإجراءات أمنية مشددة جداً وخصوصاً بعد الحديث عن هجوم محتمل ضد البابا قد يكون يخطط له تنظيم "الدولة الإسلامية" في هذا البلد حيث الغالبية مسلمة.

وفي كل أنحاء وسط تيرانا، ما بين ساحات سكندربرغ والشهداء والأم تيريزا، حيث ستجري معظم أنشطة البابا، أقامت الشرطة 29 مركز مراقبة، ومنعت دخول السيارات فيما سيخضع المشاركون في القداس الاحتفالي لتفتيش دقيق جدا، كما افاد مصدر في الشرطة.

وفيما وردت مخاوف في الصحف الإيطالية أو لدى أوساط عراقية من احتمال أن يكون البابا هدفاً لإسلاميين الأحد في ألبانيا، حاول وزير الداخلية الألباني سيمير طاهري طمأنة الأمور.

وقال لوكالة فرانس برس "ليس هناك أي دليل يتيح لنا القول أن حياة البابا مهددة، لكننا اتخذنا إجراءات أمنية غير مسبوقة بهدف ضمان الأمن والسلام بمناسبة الزيارة".

وأضاف الوزير الألباني أن "مستوى تأهب قوات الشرطة هو الأعلى، وسيقوم عدد كبير من الشرطيين بمراقبة كل الأنشطة، كما جرت تعبئة القوات الخاصة بقوة على كافة أراضي ألبانيا".

وبحسب مصدر في الشرطة رفض الكشف عن اسمه فانه سيتم نشر قناصة على سطوح المباني المحيطة بوسط المدينة.

من جهته رفض الفاتيكان الحديث عن أي قلق مؤكداً على أنه لم يغيّر أي من إجراءاته المعتادة، ونفى الناطق بإسمه بشدة اعتباراً من الأثنين وجود تهديدات يمكن أن يشكلها إسلاميون مقربون من تنظيم "الدولة الإسلامية" قد يختلطوا بين الحشود.

وقال الأب فيديريكو لومباردي آنذاك "ليس لدي علم بأي شيس، وليس هناك أي داعٍ لإجراء تعديلات لا في البرنامج ولا في الطريقة التي اعتاد فيها الحبر الأعظم السفر".

وكانت صحيفة ايل ميساجيرو أفادت السبت أن جهاز استخبارات أجنبية أبلغ ايطاليا هذا الأسبوع بأنه رصد محادثة بين شخصين يتحدثان اللغة العربية وتطرقا فيها إلى "عمل كبير الأربعاء في الفاتيكان"، والأربعاء هو اليوم الذي يعقد فيه البابا لقاء عاماً في ساحة القديس بطرس، أمام الكاتدرائية.

وأوضحت الصحيفة أن وحدة ايطالية لمكافحة الإرهاب، أكدت على أن أحد هذين الشخصين جاء إلى ايطاليا قبل ثمانية أشهر.

وتمت الاستعانة بكلاب الشرطة للبحث عن متفجرات، ووضعت الفنادق القريبة من حاضرة الفاتيكان تحت المراقبة، كما ذكرت صحيفة لا ريبيبليكا.

من جهته، قال سفير العراق لدى الكرسي الرسولي حبيب الصدر في مقابلة هذا الأسبوع مع صحيفة لا ناسيوني، أن "ما أعلنه +تنظيم الدولة الإسلامية+ واضح، فهم يريدون قتل البابا، ويجب التعامل بجدية مع التهديدات الموجهة إلى الحبر الأعظم".

وفي تيرانا، زينت الطريق التي يبلغ طولها عشرة كيلومترات من مطار الأم تيريزا إلى وسط تيرانا بأعلام الفاتيكان والبانيا.

وانصرف عمال الطرق السبت إلى تنظيف الشوارع وزرع الزهور على الطريق التي سيسلكها الحبر الأعظم.

وفي أنحاء المدينة، رفعت صور البابا الذي بدأ مبتسماً ورافعاً يده على لوحات عملاقة كتبت عليها عبارة "أقول لجميع الشعوب: نستطيع العمل معاً".

وفي مناسبة هذه الزيارة، تعرض متاجر تذكارات للبيع وأصدرت مصلحة البريد الألبانية طابعاً رسمت عليه صورة البابا.

وعلى طول الجادات الكبرى في تيرانا، وضعت لوحات علقت عليها صور 40 شهيداً للكنيسة الكاثوليكية الألبانية الذين يواصل الفاتيكان العملية التي بدأها في 2002 لتطويبهم.

ويشكل الكاثوليك 15% والأرثوذكس 11% من حوالي ثلاثة ملايين ألباني في بلد يشكل فيه المسلمون 56% من عدد السكان، كما تفيد التقديرات الأخيرة،

وتتعايش الديانات في هذا البلد بهدوء.

وقد اختار البابا لزيارته الأولى إلى أوروبا، ألبانيا بدلاً من عاصمة كبرى لأنه أراد توجيه تحية إلى كنيسة في طور التقدم بعد ديكتاتورية رهيبة وتشجيع حوار وطني هادىء بين الأديان.

back to top