ألو دكتور

شخص الأطباء أخيراً إصابة حفيدتي (16 سنة) بتراجع عدد كريات الدم البيضاء بعد دخولها قسم الطوارئ في المستشفى لإصابتها بداء الشقيقة، التقيوء، وفقدان البصر المؤقت. فإلامَ يعود تراجع عدد كريات الدم البيضاء في حالة مراهقة؟ أخشى أن تكون مصابة بمرض خطير، وأتساءل عن الفحوص الأخرى التي ينبغي أن تخضع لها.

تؤدي أمراض وحالات كثيرة إلى تراجع عدد كريات الدم البيضاء. من الصعب تحديد حالة حفيدتك من دون أي معلومات إضافية. ومن المستبعد أن يكون هذا التراجع مرتبطاً بصداعها والأعراض الأخرى. لذلك من الأفضل أن تخضع لفحص دم ثانٍ لمعرفة ما إذا كانت هذه المشكلة لا تزال قائمة. ويستطيع طبيبها بعد ذلك تحديد ما إذا كانت تحتاج إلى فحوص إضافية.

يحتوي الدم على مكونات عدة. بالإضافة إلى الكريات البيضاء التي تحارب الأخماج، تحمل كريات الدم الحمراء الأكسجين وتساعد اللويحات الدم على التخثر. وينتج نقي العظم، ذلك الشكل الإسفنجي داخل العظم، كريات الدم.

ثمة أنواع عدة من كريات الدم البيضاء: تحارب الخلايا المتعادلة (Neutrophils) العدوى الفطرية أو البكتيرية، في حين تحمي الخلايا اللمفاوية (Lymphocytes) الجسم من العدوى الفيروسية. وتتخلص الخلايا الوحيدة (Monocytes) من الأنسجة الميتة أو المتضررة وتضبط ردة فعل الجسم المناعي. أما الخلايا الحمضية (Eosinophils)، فهي كريات بيضاء تحارب الأمراض، فيما تؤدي الخلايا القاعدية (Basophils) دوراً في شفاء الجروح، التخلص من العدوى، وردود الفعل الأرجية.

تشمل الأسباب الأكثر شيوعاً لتراجع عدد كريات الدم البيضاء عدوى فيروسية. فتؤدي هذه العدوى إلى خلل مؤقت في إنتاج نقي العظم كريات الدم، ما يؤدي إلى تراجع عددها. ويعاود هذا العدد الارتفاع مع تعافي الجسم من العدوى. وفي معظم الحالات، لا يؤدي هذا التراجع المؤقت في عدد الكريات إلى تأثير طويل الأمد.

بالإضافة إلى ذلك، تسبب بعض الأدوية تراجع عدد كريات الدم البيضاء لأنها تدمر هذه الكريات أو تلحق الأذى بنقي العظم. على سبيل المثال، قد يؤدي تناول المضادات الحيوية إلى انخفاض غير طبيعي في الخلايا المتعادلة، وتُعرف هذه الحالة بقلة الخلايا المتعادلة. نظراً إلى ذلك، قد يكون من الجيد الطلب من طبيب حفيدتك مراجعة أي أدوية تتناولها للتحقق مما إذا كانت المسؤولة عن هذه التبدلات في عدد كرياتها البيضاء.

من الممكن لاضطرابات وحالات أخرى أن تؤدي، أيضاً، إلى قلة الخلايا المتعادلة. للحصول على لمحة شاملة عن هذه الحالة وتفاصيل إضافية حول كيفية تشخيصها وعلاجها، يمكنك الاطلاع على شريط الفيديو الذي أعدته {مايو كلينيك} عنها على الموقع https://www.youtube.com/watch?v=elHk_fcANHs.

تطول لائحة أسباب تراجع عدد كريات الدم البيضاء. فاضطرابات المناعة الذاتية، الاضطرابات الخلقية التي تؤثر في طريقة عمل نقي العظم، اضطرابات الطحال، بعض الأمراض المعدية، السرطان، والأمراض الطفيلية، كلها تؤدي إلى تراجع عدد الكريات البيضاء.

تقتضي الخطوة الجيدة التالية في حالة حفيدتك الخضوع لفحص دم شامل. يقيس هذا الفحص مكوّنات الدم كافة. وقد يسهم تحديد هذا الفحص نوع الكريات البيضاء المنخفضة في حالة حفيدتك، فضلاً عن نتائج مكونات الدم الأخرى، في إلقاء المزيد من الضوء على سبب هذا التراجع.

من الضروري معالجة الأعراض الأخرى التي ذكرتها، مثل الصداع، التقيوء، وفقدان البصر، بالخضوع لمعاينة طبية، مراجعة تاريخ حفيدتك العائلي والطبي، وإجراء أي فحوص أخرى قد ينصح بها الطبيب. صحيح أن هذه الأعراض قد لا تكون مرتبطة بتراجع عدد كريات الدم البيضاء، ولكن من الضروري التوقف عندها والتحقق من أسبابها الكامنة.

د. كارولا أرندت.