في وداع والدي أحمد الحوطي
انتقل إلى رحمة الله تعالى والدي أحمد عبداللطيف الحوطي في 12 سبتمبر 2014ملقد كان رجل دولة في المجال الأمني الكويتي، سطر بحروف من نور أداء متميزا منذ عام 1952م وحتى منتصف الثمانينيات. تدرج في المناصب الأمنية بإخلاص وتفان، وتميز بالخبرة الغزيرة والتجربة العميقة والأداء الإنساني.
يذكره جبل عريض عمل معه، وتبعه جبل آخر من منتسبي وزارة الداخلية من مدنيين وعسكريين. ورغم مآثره الواسعة، هناك إضافة الى ما لا يعرفه إلا قليل من الناس، ذلك أن والدي كان ضليعا باللغة العربية، فقد كان أول من قرأ أشعاري وصححها، حيث وصل ببلاغته وسعة قراءاته وحفظه للشعر العربي الفصيح مبلغا يكاد يكون فيه مراجعا لغويا للغة العربية.أنت الوفاءشجر جنيت الموت من ثمراتهوجمعت ما جمّعت من حسراتهلا عود أحمد منك إلا ذاهبما قربها الأقدار من أنفاسهمَن هلّ يقرأ في سطور كتابهظن الكلام كما الجمال بآيهتلك القلوب الصابرات على النوىلا تملك الأعذار عن آجالهفحملت ما للفقد من أقواتهأتجرع الزفرات وقت حصادهأبكي فصرت لما سكبت بمدمعيأثر حفرت أمرّ من عبراتهأنت الوفاء وجامع صناعهأنت الوداع وتابع رحّالهأحمد: هو اسم والدي، رحمه الله وغفر لهوكلما عنت الذاكرة وحنت أوتار القلب متذكرة شيئا جميلا وفعلا خيرا قام به والدي، الذي ترك الدنيا ببصمات ليديه ظلت محفورة في رأسي، وجعلتني أحمل قيمة الأشياء النبيلة بين أضلعي. مازلت أذكر كلمات الحب وذكريات الود التي كبرت معي وتوالت على مراحل عمري وأنا معه. فمكانك في القلب يا والدي، ولك الدعوات كثيرا وأبدا.لم أجن من فرح عليك فلا تمتروحي فداك، ذهبت أم لم تذهبعطفا على وجعي وما أبقيت ليثمر الأسى، عارضت نزع المولدوبما جرى من موقف الخسران منألم الردى، عانيت هول المشهد لم أسع فيه أسى وقلبي من يعييا وحشة المسعى إذا لم يُسعدما لي سوى حزني ومالك جفنهيا سار في روح المنام وشاهديإثمي وكيف يلام من لم ينطقما لي سوى صبري ووجدي المجهدرحم الله أبا لي علّمني كيف أحبو وكيف أخطو. رحم الله أبا لي علمني كيف أنطق وأنفق وأتصدق.رحم الله أبا لي علمني كيف آكل وأتوكل. وعلمني كيف أقرأ وأبرأ. وكيف أسجد وأتهجد، رحم الله أبي أحمد.اللهم أسألك لوالدي رحمة لكل بر أصاب به موقع. وأسألك تعالى ألا تجعل له سبيلا إلى نورك إلا وشملته فيه بين كرام خلقك.المجد في رجليا صاحب اللحد كم للروح من أسفأمرّ من حسرات الشاعر الوجللاح الممات وما أدركت من أجلوكم تمثّل روح المجد في رجلسعى إليك به التوديع فاحتسبيجوامع الدار من فارقت فامتثلييا معقد اليوم والأمس الذي عرفوارمزا من الحب أو ذكرى من الأملأغنى الشمائل من ميراث جوهرهلا ينتهي ذكره يوما إلى مثلباقٍ جميل النهى واللب والسّيرجلال ملتحف الأكفان مرتجلهذا نزيلك للّحد الذي سلكتمواكب السّحُب البيضاء في النزلذكراك في القلب أحناء مضرَّمةلا يعصم الحزن منه معصم الأجل(شعر: عواطف أحمد الحوطي)