{لائحة أروع الكتب العالمية}... تثير جدلاً واسعاً

نشر في 01-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 01-05-2015 | 00:01
وضعها الناشر الأميركي ج. بيدير زان

ضربت الأرقام القياسيّة مختلف الميادين الفنيّة والتجارية والصناعيّة والثقافية، وقد أراد الناشر الأميركي ج. بيدير زان أن يحذو حذو هؤلاء ويميط اللثام عن أهمّ 10 روائع أدبيّة وضعت حتى اليوم باستثناء الكتب الدينيّة والعقائديّة.
لاختيار أروع 10 كتب عالمية صدرت حتى هذا التاريخ، اعتمد ج. بيدير زان العودة إلى آراء الأدباء لأنهم حسب اعتقاده المخوّلون لإبداء الحكم الصائب في هذا الإطار أكثر من غيرهم.

125 لائحة

وضع زان لائحة باسماء 125 أديباً معروفاً من بينهم: نورمان مايلر، آني برولكس، ستيفن كينغ، جوناثن فرانزن، كلير مسّود وميكايل شابون. وطلب من كلّ منهم إيراد 10 أعمال أدبيّة يعتبرها الأهمّ في التاريخ.

وقد شرح زان طريقته بقوله: «يستطيع المشتركون اختيار أيّ عمل، لأيّ كاتب، في أيّ وقت مضى. وعندما تتوافر لدينا جميع اللوائح سنختار من بينها العناوين العشرة الأكثر وروداً حسب ترتيبها العدديّ. وهكذا تصبح لدينا لائحة الأكثر تفضيلاً بين الأفضل».

بعد أشهر عديدة من التواصل مع الأدباء والكتّاب، صدرت اللوائح في كتاب عنوانه :{العشرة الأروع: كتّاب يختارون عناوينهم المفضّلة». وأتت التصفية الأخيرة كما يأتي:

اللائحة الأروع

-1 «آنّا كارينينا»، بقلم الأديب الروسي ليو تولستوي.

-2 {مدام بوفاري}، للأديب الروسيّ غوستاف فلوبير.

-3 {الحرب والسّلم}، للأديب الروسيّ ليو تولستوي.

-4 {لوليتا}، للراوي الرّوسيّ فلاديمير نابوكوف.

-5 {مغامرات هاكليبيري فين}، للأديب الأميركي مارك توين.

-6 {هاملت}، للكاتب المسرحي الانكليزي ويليام شكسبير.

-7 {غاتسبي الكبير}، للراوي الأميركي سكوت فيتزجرالد.

-8 {في البحث عن الزمن الضائع}، للأديب الفرنسي مارسيل بروست.

-9 {قصص قصيرة}، للراوي الروسيّ أنطوان تشيخوف.

-10 {ميدل مارش» للأديبة الانكليزية ذات الاسم المستعار جورج أليوت.

اعتراضات بالجملة

ما إن صدرت هذه اللائحة في الكتاب المذكور سابقاً حتى انهالت الاعتراضات عليها بمختلف الوسائل الإعلامية المكتوبة والمرئية والالكترونية، وقد تناولت البلدان وأسماء الأدباء والعناوين ما أحدث لغطاً واسعاً بين القراء.

تساءل بعضهم كيف يمكن للائحة بهذا القدر من المسؤولية الأدبيّة أن تورد عملين للأديب الروسي ليو تولستوي ولا تذكر أيّ عملٍ للأديب الروسيّ المجدّد دوستويفسكي؟

وقال آخرون: أين تضعون إذاً رواية «دون كيخوته دو لا مانشا»؟ وأين هي أعمال فرانز كافكا، وأعمال ألبرت كامو، وملحمة هوميروس، و{الكوميديا الإلهية لدانته» أو روايات بلزاك؟

بينما اعترض بعضهم الآخر على الجغرافية فسأل: ألا يوجد على الكرة الأرضية سوى قارتين هما أميركا وأوروبا؟ وهل انعدم وجود أُدباء في آسيا وافريقيا؟

لكن الهجوم الثقافي الأشدّ ضراوة كان على ذكر رواية «لوليتا» للأديب الروسي فلاديمير نابوكوف، وأيضاً على ورود قصة «ميدل مارش» للأديبة جورج أليوت في هذه اللائحة التي تتضمّن روائع الأعمال الأدبية على مدى التاريخ الإنساني.

وقال أحد المثقفين: ما هذه اللائحة سوى استعراض شخصي لأُدباء محترمين، وكان من الأنسب أن يقال: إنّ هذه العناوين هي من أفضل الأعمال الأدبيّة وليست أفضلها، ومع ذلك فقد عرّفت الناس بأعمال خالدة.

الكتب الأكثر مبيعاً

تفتحت الأعين على مجال الأرقام القياسية في مبيع الكتب أو العدد المطبوع منها، فانبرت المؤسّسات الإحصائية بالتعاون مع دور النشر ومكاتب التوزيع إلى رصد الأعداد عبر التاريخ لأهمّ الكتب مهما كانت موضوعاتها. وقد نشرت في هذا الميدان لوائح بالعشرات، لكنها وُجهت بالنقد لما كان يعتورها من نقص أو تناقض.

أرقام قياسيّة

اعتمدنا في إطار الأرقام القياسيّة للنسخ المطبوعة أو المبيعة على اللائحة العالمية المتوافق عليها راهناً، ولو أنها قد نالت أيضا بعض النقد، إلى أن يأتي تصويبها من مراجع تتمتّع بثقة أكبر، وخصوصاً أنها تحتوي على كتب دينيّة أو عقائديّة عديدة، وقد جاءت العناوين وأعدادها كما يأتي:

-1 {الكتاب المقدّس» جمعه مؤلفون كثر، وبلغت مبيعاته ما يفوق المليارين وخمسمئة مليون نسخة، ويعتقد أن تاريخ نشره يعود إلى ما بين العام 100 ق.م إلى العام 100 ب. م. أمّا لغته الأصلية فهي العبريّة واليونانيّة والأراميّة.

-2 {القرآن الكريم}، أنزل على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) باللغة العربية، بدءًا من السنة 12-610 ب. م وحتى السنة 632 ب. م. وقد فاق عدد إهداءاته ثمانمائة مليون نسخة، ولا تزال المطابع تصدر عشرات الألوف منه يومياً في مختلف أرجاء العالم الإسلامي، وفي سائر اللغات تلبيةً لاحتياجات المؤمنين.

-3 {أقوال المعلم ماو}، تأليف الرئيس ماو تزيدونغ باللغة الصينية، يعود تاريخ نشره إلى سنة 1966، وبيع منه أكثر من ثمانمائة مليون نسخة، لكنّ إصداراته قد تراجعت نسبياً، بعد وفاته وبعد التغيير السياسيّ الذي حصل. ومن المعروف أنّ حيازة هذا الكتاب الذي يجمع بين دفتيه أفكار الرئيس السياسية والوطنية، كان مفروضاً على الشعب الصينيّ.

-4 {قاموس Xinhua}، أعدّه واي جيانغونغ، نُشِرت أُولى طبعاته باللغة الصينية في العام 1957، وبيع منه أكثر من أربعمئة مليون نسخة، ويعتبر أعلى رقم لأيّ قاموس للجيب في العالم ويستعمله الطلاب في المدارس الصينية.

-5 {قصائد المعلّم ماو}، دوّنها ماو تزيدونغ باللغة الصينية وتعتبر من الأعمال الرومنطيقية الشعريّة التي يدرسها طلاب كليّات الآداب في الصين. صدر الكتاب في العام 1966 وبيع منه أربعمائة مليون نسخة.

-6 {مختارات ماو تزيدونغ}، وهي مقتطفات من أعمال الرئيس ماو وخطبه، وتَبيّن من خلالها مقدرته الأدبية ذات التأثير الفعّال على محيطه الثقافي. تمّ نشر الكتاب في العام 1966، وبيع منه مئتان وخمسون مليون نسخة.

-7 {حكاية مدينتين}، وضعها الكاتب الانكليزي تشارلز ديكنز، وهي قصة تاريخية تروي حياة شابين يقعان في غرام الفتاة نفسها خلال الثورة، نشرت بالانكليزية في العام 1859 وبيع منها ما يزيد على مئتي مليون نسخة.

-8 {الكشافة للفتيان}، كتاب صغير أعدّه بالانكليزية اللورد روبرت بادت باول الذي غدا فيما بعد ليوتنان جنرال في الجيش الانكليزي، وقد ترجم إلى أكثر اللغات العالمية، هذا الكتاب رفيق الحركة الكشفية في أرجاء العالم، وهو الدليل إلى المواطنية الصحيحة، صدر في العام 1908، وبيع منه ما يفوق المئة وخمسون مليون نسخة في الوقت الذي تتجدّد طبعاته وتنتشر بين أيدي الكشافة.

-9 {سيّد الخواتم}، تأليف الأديب الانكليزي ج.ر.ر. تولكيان، قصّة مغامرات خياليّة رائعة أمست من أهم أعمال الأدب الشعبي. صدر باللغة الانكليزيّة في العام 1954 وبيع منه ما يفوق المئة وخمسين مليون نسخة.

-10 {كتاب المورمون}، لمؤلّفين كثر باللغة الانكليزية، الكتاب الديني لطائفة المورمون في أميركا ويحتوي نصوصاً مقدّسة. نشره جوزف سميث الأصغر في العام 1830، وتتالت طبعاته حتى بلغ عدد النسخ مئة وأربعين مليون نسخة.

أرقام ليست أوهاماً

لا شك في أن عالم الأرقام القياسية في مختلف الميادين يدعو أحياناً إلى الارتياب بصحتها، لكنّها تعطينا فكرة، ولو غير كاملة، عمّا يحدث في العالم، وخصوصاً في مجال الكتاب.

وكما ورد في عرض اللائحة الأخيرة فإن 4 عناوين من أصل 10 حازتها الصين، نظراً لأنها البلد الأعلى عدد سكاناً. والصين التي كانت تفرض ثقافتها فرضاً على شعبها من منظور سياسيّ خاصّ.

وانطلاقاً من هذا الوضع، ينبغي أن تطول اللائحة لتشمل عدداً أكبر من العناوين يتوازن فيها قيمة العمل بحدّ ذاته مع عدد نسخه المطبوعة.

back to top