الإمارات تضرب «داعش»... والأسد يتلقّى رسائل من الائتلاف

نشر في 11-02-2015 | 00:11
آخر تحديث 11-02-2015 | 00:11
No Image Caption
● أوباما يؤكد مقتل الرهينة الأميركية في الرقة

● غزالي: الخليج يدعم 10 آلاف مقاتل لإعلان «إمارة درعا»
هاجم سرب من المقاتلات الإماراتية المتمركزة في الأردن أمس، مواقع لتنظيم «داعش»، بالتزامن مع إقرار الرئيس السوري بتلقيه معلومات عبر أطراف ثالثة منها العراق عن موعد الطلعات الجوية التي ينفذها الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

بعد تعليق مشاركتها العسكرية في الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة نهاية العام الماضي امتعاضاً من أسر الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أعدم حرقاً في وقت لاحق، أعلنت الإمارات العربية أمس استئناف ضرباتها الجوية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية - داعش».

وقال بيان رسمي لقيادة القوات المسلحة، نقلته وكالة الأنباء الرسمية «وام»، إن مقاتلات إماراتية «من سرب إف 16 المقاتلة المتمركزة في إحدى القواعد الجوية بالأردن الشقيق، قامت بضربات جوية استهدفت مواقع لتنظيم داعش الإرهابي».

وبحسب الإعلان الرسمي، الذي لم يحدد مكان الأهداف، فإن المقاتلات حققت «أهدافها وعادت سالمة إلى قواعدها».

مقتل مولر

وفي واشنطن، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، مقتل الرهينة كايلا جين مولر التي كانت محتجزة لدى «داعش». وقال في بيان «ستعثر الولايات المتحدة على الإرهابيين المسؤولين عن أسر ومقتل كايلا وتقدمهم للعدالة مهما استغرق ذلك من وقت».

وفي بيان حمل عنوان «الطيران الأردني الخائب»، أعلن «داعش» مساء الجمعة، مقتل مولر التي خطفها في حلب في أغسطس 2013، قائلاً، إن «طيران التحالف الصليبي المجرم، قام بقصف موقع خارج مدينة الرقة، وتأكد لدينا مقتل أسيرة أميركية بنيران القذائف الملقاة على الموقع».

وعلى الفور، قالت عائلة مولر، أيضاً في بيان، إن «قلبها انفطر» لدى معرفة نبأ موت ابنتهم. ونشرت نسخة من خطاب كتبته عاملة المساعدات الأميركية عام 2014، وهي في الأسر.

معلومات الأسد

إلى ذلك، كشف الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة بثتها هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أمس، عن تلقي نظامه «معلومات» قبل الضربات الجوية التي يشنّها الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية - داعش» على الأراضي السورية.

وأوضح الأسد، في المقابلة، أن «أطرافاً ثالثة تقوم بنقل الرسائل العامة»، مبيناً أن «هناك معلومات لكن ليس هناك حوار»، وذلك يتم «من خلال أكثر من طرف، هناك العراق وبلدان أخرى، تقوم هذه الأطراف أحياناً بنقل الرسائل العامة، لكن ليس هناك شيء على المستوى التكتيكي».

وفي المقابلة الموسعة أجراها في دمشق محرر شؤون الشرق الأوسط في «بي بي سي» جيريمي بوين، اعتبر الأسد أن الأميركيين «داسوا بسهولة على القانون الدولي في ما يتعلق بسيادتنا ولذلك فإنهم لا يتحدثون إلينا ولا نتحدث إليهم».

حملة على السعودية

وقال الرئيس السوري، رداً على سؤال ما إذا كان يريد الانضمام الى حملة الائتلاف، «لا نرغب بذلك لسبب بسيط، هو أننا لا نستطيع أن نكون في تحالف مع بلد يدعم الإرهاب ومعظم دول الائتلاف تدعم الإرهاب»، مضيفاً أن «مصدر أيديولوجيا داعش وغيره من التنظيمات المرتبطة بالقاعدة، هو الوهابيون الذين تدعمهم العائلة المالكة السعودية، والشعب السعودي يميل إليهم».

ورفض الأسد جهود الولايات المتحدة لتدريب وتسليح مسلحي المعارضة «المعتدلة» لمواجهة المتطرفين على الأرض، مشدداً على أن هذا «حلم كاذب». وجادل بأنه لا وجود لمعتدلين، وإنما هناك متطرفون فقط من تنظيم «داعش» وجماعة «جبهة النصرة» الفرع السوري لتنظيم القاعدة».

الكلور والحصار

ونفى الأسد، أن تكون قواته تستخدم البراميل المتفجرة في استهدافها للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. وقال «ما أعرفه عن الجيش، هو أنه يستخدم الرصاص والصواريخ والقنابل، لم أسمع عن جيش يستخدم البراميل أو ربما أواني الضغط المنزلية».

وأضاف: «ليست هناك أسلحة لا تميز بين مدني ومقاتل، عندما تطلق النار فإنك تصوب، وعندما تصوب يكون تصويبك على الإرهابيين من أجل حماية المدنيين. مرة أخرى، اذا كنت تتحدث عن سقوط ضحايا، هكذا هي الحرب. ليست هناك حرب من دون ضحايا».

ونفى كذلك استخدام الكلور في قصف المعارضة، بالرغم من دعم محققي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لذلك، كما نفى حصار المناطق، مشيراً إلى أنه «في المناطق التي سيطر عليها المتمردون، فرّ المدنيون وجاءوا إلى مناطقنا».

المعلم ودي ميستورا

في غضون ذلك، التقى وزير الخارجية وليد المعلم، في دمشق أمس، المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، وفق وكالة الأنباء «سانا»، التي أوضحت أن «النقاش دار حول الأفكار الجديدة التي طرحها دي ميستورا بشأن خطته للتجميد في مدينة حلب».

وتأتي زيارة دي ميستورا في إطار مبادرته التي سبق أن قام من أجلها مساعده رمزي عزالدين رمزي بزيارتين إلى دمشق خلال الفترة الماضية، كما تأتي بعد انعقاد مؤتمر موسكو الأول، وقبل المؤتمر الثاني أواخر الشهر الجاري.

معارك ميدانية

وعلى الأرض، تمكّنت القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني ومقاتلين إيرانيين من التقدم في ريف دمشق الغربي والسيطرة على قرية الدناجي القريبة من دير ماكر، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أكد استمرار الغارات الدامية على مدينة دوما لليوم الخامس على التوالي.

وعلى جبهة ثانية، أعلن المرصد أن مدينة تل أبيض الخاضعة لسيطرة «داعش» في شمال سورية تشكل الهدف المقبل للمقاتلين الأكراد بعد انتصارهم في كوباني.

وفيما قال المرصد، إن المقاتلين الأكراد يتمركزون على مشارف محافظة الرقة، أكد نشطاء من هذه المحافظة أن المعارك بدأت في قرى تل أبيض وهناك لاجئون هربوا الى تركيا، مشيرين إلى أن المدينة الواقعة على حدود تركيا مهمة جداً للتنظيم الذي حفر الأنفاق في المنطقة، وأقام تحصينات في ضواحيها إيذاناً بمعركة طويلة.

وفي القنيطرة، بدأ الجيش النظامي ومجموعات مسلحة حليفة بينها «حزب الله» معارك منذ يومين ضد كتائب المعارضة في ريف المحافظة جنوباً بهدف «إبعاد الخطر» عن دمشق.

وقال مصدر ميداني إن الهجوم يهدف الى «وقف هجمة المسلحين الكبيرة باتجاه العاصمة وإعادة زمام المبادرة الى الجيش السوري، بعد أن سيطر المسلحون على عدة مناطق تخولهم أن يكونوا قريبين» منها.

اتهامات غزالي

وفي درعا، اتهم رستم غزالي، رئيس استخبارات الأسد في لبنان سابقاً وأحد أبرز قياداته الأمنية، دولاً خليجية وعربية بدعم 10 آلاف مقاتل للسيطرة على مسقط رأسه في بلدة قرفا بريف المحافظة وإقامة إمارة إسلامية.

وفي شريط مصور نشره المرصد أمس، قال غزالي لعدد من الضباط والقيادات العسكرية في ريف درعا، «نحن نذرنا أرواحنا لحماية سورية من المشروع التقسيمي الذي تخططه إسرائيل والأردن ودول الخليج والسعودية على رأسهم».

ووفق المرصد، فإنه في وقت سابق أمس، أعلنت عدة فصائل إسلامية ومقاتلة بدء معركة «وأخرجوهم من حيث أخرجوكم» بهدف السيطرة على نامر وقرفا وضرب «حاجز أبو كاسر وخربة غزالة وتل الخضر ومهجورة الخضر وتل عرار والملعب البلدي وكتيبة المدفعية»، معلنة «الاتوستراد الدولي منطقة عسكرية».

(دمشق، أبوظبي- أ ف ب، رويترز، د ب أ، بي بي سي)

علوش يواصل خطف الناشطين

بالتزامن مع مرور 14 شهراً على اختطاف النشطاء السوريين المعارضين رزان زيتونة وسميرة الخليل ووائل حمادة وناظم حمادي من قبل مسلحين مقنعين في دوما بالغوطة يعتقد انهم ينتمون الى «جيش الإسلام» بقيادة زهران علوش، اتهم ناشطون سوريون معارضون أمس «جيش الاسلام» باعتقال 6 ناشطين يعملون في «لجان التنسيق المحلية ــ عربين» في بلدة عربين القريبة من دوما أمس الأول.

من جهته، قال المتحدث باسم «جيش الإسلام» إسلام علوش إن الناشطين «تم اعتقالهم من قبل القضاء الموحد»، السلطة القضائية المحلية في المنطقة، نافيا علمه بالاتهامات الموجهة الى هؤلاء.

كانتلي يبث تقريراً عن الحياة «داخل حلب»

بث تنظيم «داعش» تقريراً مصوراً أعده الصحافي البريطاني الأسير لديه جون كانتلي بعنوان «من داخل حلب» وتم تصويره في مدينة الباب بريف المدينة الواقع تحت سيطرته.

وأشار كانتلي في التقرير، الذي نشرته شبكة «شام» ومدته 12 دقيقة، إلى أن المنطقة تحولت إلى ركام بفعل المعارك والقصف العنيف من طائرات النظام السوري، ومن بعده طائرات قوات الائتلاف، مبيناً أن الدمار هو السبب في بطء تقدم «داعش» باتجاه حلب.

وتحدث كانتلي عن المساجد وتحولها إلى مدارس للتعليم وفق مناهج وصفها بأنها تتضمن ما لا يتوافق مع ما يريده الغرب، حيث تركز على شحن للأطفال الذين سيكونون المقاتلين في المنطقة للأجيال القادمة، موضحاً أن الزراعة هي العمل الأبرز، وأن جهود التنظيم منصبة في هذا الاتجاه بغية تزويد الأهالي بالغذاء وتقوية الاقتصاد، وتطرق التقرير إلى صوامع الحبوب والمواشي.

back to top