معارك طاحنة في وسط عدن... ومقتل أول جندي سعودي

نشر في 03-04-2015 | 00:01
آخر تحديث 03-04-2015 | 00:01
No Image Caption
• تعزيزات من أبين لـ «اللجان»

• جنود صينيون انتشروا في ميناء عدن ساعات
تتجه الأنظار إلى مدينة عدن، العاصمة المؤقتة لليمن، والتي تتعرض لهجوم قاس من الحوثيين المدعومين بقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وشهدت المدينة معارك عنيفة للسيطرة عليها، وتمكنت الغارات الجوية لعاصفة الحزم من دفع الحوثيين إلى التراجع عن بعض المواقع.

شهدت مدينة عدن اليمنية الجنوبية معارك طاحنة بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة واللجان الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور، والمتحالفة مع قوى مناهضة للحوثيين، والمدعومة بغطاء جوي من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة أخرى.

وأفادت التقارير أمس بأن الحوثيين اجبروا فجرا على الانسحاب من حي خور مكسر وسط عدن، الذي يضم القنصليات والمنظمات الدولية والمطار والجامعة، بعد مقاومة قوية من قبل اللجان الشعبية الموالية للشرعية، وبعد غارات من قبل الطائرات المشاركة في عملية «عاصفة الحزم».

وحاول المتمردون الحوثيون المزودون بدبابات هجومية ومدافع ثقيلة مهاجمة القصر الرئاسي في حي كريتر ظهر أمس، لكن تقدمهم واجه مقاومة من قبل «اللجان الشعبية».

وقالت المصادر، التي لم تعط أي حصيلة، إن ثلاث آليات تابعة للمتمردين تمكنت أمس الأول من الوصول الى مشارف القصر الرئاسي لفترة قصيرة، لكن «اللجان الشعبية» صدتها، كما شن طيران التحالف غارتين على خور مكسر مساء أمس الأول.

واضاف السكان أن مئات من «اللجان الشعبية» وصلوا من محافظة أبين الى عدن، بقيادة عبداللطيف السيد لمواجهة الحوثيين. واكد شهود ان اللجان الشعبية وصلت لتعزيز صفوف المقاتلين في دار سعد وخور مكسر.

وقتل 19 شخصا، بينهم ثمانية من الحوثيين، خلال اقتحام المتمردين خور مكسر امس الأول.

واكد شهود ان «الحوثيين تمكنوا من السيطرة على معظم الشوارع الرئيسية لمديرية خور مكسر، التي تشكل أهمية استراتيجية لعدن، مستخدمين الدبابات وقذائف صاروخية واسلحة رشاشة» قبل انسحابهم فجر أمس.

تكثيف القوات

إلى ذلك، قتل جندي سعودي من حرس الحدود، في منطقة عسير، جنوبي غربي المملكة، على الحدود مع اليمن، حيث كثفت القوات السعودية وجودها على الحدود مع انطلاق عاصفة الحزم ضد الحوثيين قبل أسبوع.

وأفادت مصادر سعودية محلية بأن العريف سليمان المالكي توفي متأثرا بجراحه التي أصيب بها أثناء اشتباك مع ميليشيات للحوثي، مساء أمس الأول، كانت تحاول تجاوز الحدود السعودية. وهذا أول جندي يسقط في العملية العسكرية التي تقودها السعودية ضمن التحالف ضد الحوثيين، بعد سيطرتهم على أجزاء واسعة من اليمن، واقترابهم من حدود المملكة.

«اللواء 33»

من جهة أخرى، قال مصدر عسكري لـ«فرانس برس» إن قائد اللواء 33 المدرع، المنتشر في محافظة الضالع، العميد عبدالله ضبعان دعا جنوده الى القاء السلاح، بسبب كثافة الغارات الجوية، واللواء 33 موال للرئيس السابق علي صالح.

واضاف المصدر ان «الجنود تركوا اماكنهم، لكن الحوثيين طاردوهم وقتلوا اربعين منهم، بعد ان رفضوا تسليم اسلحتهم الشخصية». واكد مصدر عسكري آخر ان «الجنود القتلى هم من تعز واب والحديدة»، المحافظات الواقعة في وسط البلاد والتي «يعارض سكانها الحوثيين».

وكان «اللواء 111»، في منظومة المنطقة العسكرية الرابعة في الجنوب، أعلن أمس الأول ولاءه للشرعية اليمنية.

لا إنزال

ونفى مصدر يمني محلي في إدارة ميناء عدن الأنباء التي ترددت عن وصول قوة عسكرية أجنبية إلى عدن، مضيفا ان ما حدث هو أن «بارجة حربية صينية وصلت لإجلاء 230 شخصا من جنسيات عربية وأجنبية مختلفة»، موضحا ان «البارجة تعرضت لحظة توقفها لإطلاق نار من قبل أطراف مجهولة».

وأكد المصدر أن «واقعة إطلاق النار التي تعرضت لها البارجة دفع العشرات من جنود البارجة إلى الانتشار في محيط الميناء لحماية الأشخاص الذين حملتهم معها البارجة».

وزاد ان «الجنود عادوا إلى البارجة لاحقا، وغادروا الميناء دون أن يتمكنوا من إجلاء 34 شخصا بسبب إطلاق النار»، نافيا ان يكون ما حدث عملية إنزال، مشيرا إلى أن البارجة غادرت لاحقا.

مفاوضات مع موسكو

على الصعيد الدبلوماسي، تجري دول الخليج مفاوضات صعبة مع روسيا حول مشروع قرار في الامم المتحدة يفرض عقوبات وحظرا على بيع الاسلحة الى اليمن، حسبما افاد دبلوماسيون.

ويدعو مشروع القرار الى اعادة اطلاق الحوار السياسي، الذي انهار بعد سيطرة ميليشيا الحوثيين في اليمن على العاصمة صنعاء، واجبار الرئيس عبدربه منصور هادي على الفرار الى السعودية.

وتجري دول مجلس التعاون الخليجي الست مفاوضات مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، اضافة الى الاردن، بشأن مشروع القرار، بعد ان اطلقت السعودية حملة قصف جوي على اليمن في 26 مارس دون تفويض من الامم المتحدة.

ولا تسعى الدول الخليجية الى استصدار قرار يدعم العمل العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، حيث إنها تقول إنه شرعي نظرا لانه جرى بناء على طلب الرئيس اليمني، بحسب دبلوماسيين. لكن دبلوماسيا في مجلس الامن الدولي، طلب عدم الكشف عن هويته، اكد ان «دول مجلس التعاون الخليجي ستحتاج الآن الى بذل جهود كبيرة جدا لاقناع الروس».

إلى ذلك، أفادت وزارة الخارجية الروسية أمس بأنه من المقرر أن تهبط طائرتا نقل في مطار العاصمة صنعاء. وناشدت روسيا السعودية دعم عملية الإجلاء بصفتها الفاعل الأساسي في اليمن في الوقت الحالي.

وقالت الخارجية الروسية إنه كان من المقرر للطائرتين أن تصلا اليمن أمس الأول، لكن التحالف العربي لم يسمح لروسيا بذلك. يشار إلى أن روسيا أخلت أيضا قنصليتها العامة في مدينة عدن اليمنية.

(صنعاء، عدن - أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

ياسين: صالح مشكلة أكبر من الحوثيين

قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أمس الأول إن مشكلة اليمن الرئيسية ليست المقاتلين الحوثيين الذين سيطروا على معظم البلاد، ولكن في حليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، إذ إن قواته أفضل تدريبا وتسليحا.

وأضاف ياسين لـ «رويترز» انه لا يمكن أن يكون هناك دور في المستقبل لصالح أو عائلته في اليمن، في حين أن الحوثيين يمكن أن يلعبوا دورا فقط إذا ألقوا سلاحهم، مبيناً أنه «إذا توقفت قوات صالح عن القتال مع الحوثيين، فأعتقد أنهم سيبدأون في التراجع. هم قليلون ومعهم أسلحة خفيفة فقط».

البخيتي: الرئيس السابق يخافنا

قال عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله» الحوثية محمد البخيتي إن السعودية تحاول الايقاع بين الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الا أن هذا القيادي قال إن صالح ليس حليفاً للجماعة بل يخافها.

ومن صنعاء قال البخيتي، في مقابلة مع رويترز نشرت أمس الأول، إن «السعودية هي التي دعمت صالح 35 سنة. الآن رفض أن يقاتلنا»، مضيفاً: «لا يقاتلنا، ليس حبا فينا لكن خوفا».

واعتبر القيادي الحوثي أن «صالح الآن في موقف محرج، هم (السعوديون) يطلبون منه أن يقاتلنا، وأن يعمل ضدنا، لكن اذا قام بأي حركة ضدنا... فسينتهي». وتوقع البخيتي أن تشن السعودية عملية برية، معتبراً أنه «لا يمكن تثبيت شرعية هادي إلا بوضع القدم»، زاعماً أن جماعته مستعدة للعودة إلى الحوار لكنه اشترط عدم مشاركة هادي.

back to top