عام مضى... وآخر أتى

نشر في 03-01-2015
آخر تحديث 03-01-2015 | 00:01
 يوسف عوض العازمي هكذا حال الزمن، يمضي، لا يقف عند حد، الزمن يحدثنا بعقارب الساعة التي تتكئ فيها الثواني على الدقائق... والتي تتصل بالساعات، والساعات التي حين يبلغ عددها أربعاً وعشرين، نبدأ في حساب يوم، واليوم بدوره له تاريخ، والتاريخ يدون، وهذا كله من العمر، الذي لا يمر مرور الكرام، هكذا بلا حساب.

عندما تكون صغيراً، أو حتى شاباً يافعاً قد لا تشعر بمرور الزمن، لكن إذا حدث ما يؤثر عليك سلباً أو إيجاباً... فحتماً ستدون ذلك في ذاكرتك على الأقل،

هناك من يسير عكس الزمن من الرجال والنساء، معترضين بطريقتهم الخاصة على مروره، فالنساء (وهنا أتحدث عن الكثير) يسجلن أسماءهن كزبائن مستمرين في صالونات التجميل، والرجل قد يرتبط بصداقة مع الحلاق الذي يتسلم ملف صبغ لحيته وشعره... وهي صداقة ستكون مخلصة في أكثر الأحوال.

وفي هذا السياق أعرف من يصبغ لحيته بالحناء والكتم (شجرة من اليمن تباع أوراقها أو أجزاؤها عند العطار)، كما أعرف شخصاً تجاوز عمره الخمسين بقليل، من يراه وهو لا يعرفه سيحلف أنه لم يتعد الثلاثين سنة! لاشك أن أهم أسباب ذلك تلك الصداقة المخلصة التي تجمعه بالحلاق! وهي علاقة ذات مقاييس مصلحية كثيرة، وينطبق عليها تعريف "الصداقة الدائمة"!

هناك خوف من تقدم العمر، لا نضحك على أنفسنا بغير ذلك، فالمرأة الجميلة لا تريد أن يمضي بها قطار العمر، والرجل الوسيم أو حتى العادي الوسامة لا يريد التخلي بسهولة عن مظهر الشباب، هذه غريزة إنسانية، شئنا أم أبينا، ففي النهاية نحن بشر، ولا كامل إلا الله.

عموماً بالتأكيد لن نصل إلى عمر نوح، عليه السلام، إذ يقول الرسول، صلى الله عليه وسلم، " أعمارُ أُمَّتي ما بَيْنَ السِّتِّينَ إلى السَّبعينِ"... والدنيا لفظها يدل على أنها أدنى شيء... وما العيش إلا عيش الآخرة.

في هذه الدنيا خلقنا الله لعبادته وطاعته، والعمر الذي لا يمضي في طاعة الله، لا نصيب له من الخير، ولا نصيب له من راحة البال، والعبرة ليست بتقدم العمر، فالعمر الطويل، بلا طاعة لله وسيرة حسنة، لا فائدة منه ولا نفع.

والسنون تمضي والعمر يسير نحو قادم الأيام، والموت غير معروفة وجهته، هل ستسبقه انتكاسة صحية، أم حادثة سير أو غيرهما من الأسباب، الحياة تستمر والبشر زائلون والأيام تسرع ولا تنتظر أحداً... وعلينا النظر إلى المهم من الأمور، وتذكر نعمة الصحة في الأبدان، والأمان في الأوطان... الصحة في الأبدان، بالاهتمام بصحتنا والبعد عما يؤثر عليها سلباً، والأمان في الأوطان بالالتزام بالقانون وعدم التعدي عليه، فالاستهتار بالقوانين والتعدي عليها هما الطريق الأسرع لانهيار البلدان وتدميرها.

قد تكون في البلد أخطاء، وهذا أمر طبيعي، لكن غير الطبيعي هو معالجة الخطأ بخطأ أكبر منه وهنا من الممكن أن تقع الخطيئة، وهنا تكون الكارثة... نحن في الكويت نعيش في ظل حكم رشيد وحاكم محب لبلده وحكومة من الشعب، ومهما تكن الملاحظات، فنظامنا الحاكم وحكومتنا قد يكونان ملائكة بالقياس إلى بلدان أخرى مات بها الزرع والضرع.

نعم توجد أخطاء، بل أخطاء كبيرة أيضاً، لكنها لا يمكن أبداً أن تكون متعمدة.

حمى الله بلادنا وبلاد المسلمين، وأسأله تعالى أن يديم عليها الأمن والأمان، وأن يهدي حكامنا إلى ما يحبه ويرضاه، كي يسيروا دوماً على طريق الحق... وحفظ الله الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه وسوء.

back to top