«ضفاف» الثقافي يحتفي بيوم الشعر العالمي

نشر في 23-03-2015
آخر تحديث 23-03-2015 | 00:01
No Image Caption
الشعر والغناء والوجه العاشق للحياة كان حضور ملتقى ضفاف الثقافي الذي أحيا يوم الشعر العالمي بمشاركة خمسة شعراء هم: جعفر حجاوي، ومحمد صرخوه، وكريمة ثابت، وعبدالله صبري، ومحمد مصطفى خميس، ورافقها عزف العود وغناء الفنان ميلاد الحكيم التي اختتم الأمسية بمجموعة من المقطوعات الموسيقية الشرقية بآلة العود، وأدارت الأمسية باقتدار الشاعرة نهلة زكي.

وقدم الشاعر الفلسطيني جعفر حجاوي مجموعة من القصائد، ابتدرها متمهلا بإطلالة على العالم من نص جاء فيه: أطل على الدنيا من شق في جدار القلب/ الناس مصابون بالذعر/ والموتى هادئون على غير عادتهم/ وأنا أطل على الدنيا من شق في جدار القلب.

ومن «القمح وجهك»، النص الذي اختصر جهات العالم في وجه حبيبة، قرأ حجاوي: لقبك سنبلة/وأصابعي الصحراء/أنت قرنفلة/أنا لا أراوغ/لا أمشط شعرك الغجري بالكلمات/ لكنني أحاول/ أن أثير فراشة لتطير من غمازتيك/أنا أحاول.

قبض وبسط

بدت نصوص الشاعر محمد صرخوه اقترابا من الفلسفة وبعض من فلاسفتها «النسبيين» كما وصفهم، رحلة تستحضر الأسئلة وتسائل شخوصها، تراوح بين الأساطير وترتمي عند رؤاهم، وتتجلى في حضرة صوفية ينهال شعرها، كما في نص «قبض وبسط»: لطالما ظننت أن للكلام شمسا لا غروب لها/ وأن لأشعتها شباكا طويلة تطال آخر أشياء الدنيا/ وأن في المتكلم يسوعا يصافح الأموات بقبضة معنى/ وأن بالتكلم قيامة تبشر أجراسها بآدم جديد في صدره أربعة آلاف ضلع معوج/ وبعد حين من انقضاء أجل التوهم هذا/ أطل شبح الخيبة من فجوة الصوت مستعيذا بالصمت مني/ ثمة أشياء في هذا العالم أبعد من هذا العالم.

نيل طموح

أما الشاعرة كريمة ثابت، فكان الحنين و»الانشطار» تولها حضوره في نصوصها، ومن نصها الطويل «وله»: أيتها المقصلة/كيف لي أن أمارس طقس احتضاري/بدون عناق دمي شفرة من لهيب؟/ وكيف الوصول إلى جوهر الوصل/ دون اللجوء إلى كوكب من عقيق/يساكن ترنيمتي سرها؟/أسميك نيلا طموحا/يحاورني في المساء الظموء/ويمنح كل عفاريتي المرهقات عيونا ملاحا/ويرمي لطفل اغترابي دمى لينات/يذبن بأكوابه وطنا مشتهى!

طرائق الإبداع!

ومن قافية حاولت توظيف تفاصيل من مشاهدات الشاعر لعالم متهتك؛ قرأ الشاعر عبدالله صبري مقاطع من نصوصه، ومنها: إذا ما أزهرت غني ولا تبكي إذا ما لم/وكل تفاحة الأشعار تلقي السر يا آدم/ بغير مواجع الشعراء لن يتغير العالم.

وفي ضفة شعرية أخرى قال: وقل لمضيف الغرباء قد أكرمت مكروما/إذا امتلأت جيوب الروح صار الشعر محروما/فكل طرائق الإبداع لا تفضي إلى روما.

وبمطولات شعرية موزونة اختتم الشاعر محمد مصطفى خميس القراءات بمجموعة من القصائد، ومنها «أروقة الضجر»: تكسو خرائب وحدتي أنفاسي/ ويد الشرود بها تزمل آسي/وعلى تخوم القيد تنتحر الرؤى/عرسا يزاول مهنة الأرماس/أحتلها لغة وفي أصواتها/تجري كوهمي رجفة الأجراس/هدبي مراكب ضفتاها موعد/لكنائني الظمأى إلى أقواسي.

back to top