هل الكويت مؤهلة لاستخدام الطاقة المتجددة؟!

مع استمرار هبوط أسعار النفط عالمياً، وما تبع ذلك من تأثير واضح على الميزانية العامة لدولة الكويت، برزت الحاجة إلى تنويع مصادر الدخل وإلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة كالشمس والرياح لتكون مصدراً لإنتاج الطاقة الكهربائية في البلاد.

وقد ركز المهتمون على الطاقة الشمسية بالتحديد كأحد مصادر الطاقة البديلة، نظراً إلى الكميات الهائلة من أشعة الشمس التي تتعرض لها الكويت على مدار العام، ولكن هل يمكن أن تكون الطاقة المتجددة، كالطاقة الشمسية مثلاً، بديلاً كاملاً عن الطاقة التقليدية في الكويت، وهل أصبحنا، نحن المواطنين، مؤهلين لكي نستخدم تلك الطاقة الشمسية في حياتنا اليومية وفي منازلنا ومقار أعمالنا وغيرهما من الأماكن؟!

أعتقد أنه من الصعب جداً في الوقت الحالي، وحتى في المستقبل القريب، أن نستخدم الطاقة المتجددة في منازلنا ومقار أعمالنا لتكون مصدراً أساسياً لإنتاج الطاقة الكهربائية التي نحتاجها يومياً، وذلك لطبيعة منازلنا التي تستهلك قدراً كبيراً من الكهرباء، وطبيعة مناخنا الحار الذي يفرض علينا استخدام أجهزة التكييف طوال أيام السنة تقريباً، ومن المعروف أن أجهزة التكييف تستهلك حوالي 40 في المئة من كمية الكهرباء المستخدمة في أية منشأة عمرانية.

ولهذا فإنه مهما استخدمنا من خلايا شمسية ونصبناها فوق أسطح منازلنا فإن كمية الكهرباء المنتجة من تلك الخلايا الشمسية لن تكون بمثل كمية الكهرباء التي تنتجها حالياً المولدات الضخمة في محطات توليد الكهرباء، أي أنها لن تكون قادرة على تشغيل كل الطاقة الكهربائية التي نحتاجها، كما أن كثرة الأجواء المغبرة في أشهر الصيف ستؤثر بلا شك على كفاءة تلك الخلايا، وستجعل من الصيانة الدورية أمراً حتمياً، وهو ما سيضاعف تكاليف استخدام تلك الألواح الشمسية، وسينشر حالة التذمر والسخط عند المواطنين من ارتفاع تكاليف استخدام الطاقة المتجددة.

ولذا فإنه من المهم، وقبل استخدام الطاقة المتجددة في الكويت، أن نوعّي المواطنين بأهمية تلك الطاقة وكيفية استخدامها، وأن ننشر ثقافة الترشيد في استخدام الكهرباء، لأن تلك الطاقة المتجددة لن تكون بديلاً كاملاً عن الطاقة الكهربائية المستخدمة حالياً، بل ستكون مكملة لها.