شريف حلمي: «مستقبلنا السينمائي» هدفه

نشر في 01-01-2015 | 00:02
آخر تحديث 01-01-2015 | 00:02
No Image Caption
صناعة جيل جديد من السينمائيين

أصدر الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة المصري قرار البدء في مشروع «مستقبلنا السينمائي»، الذي يضم ورش تدريب للسيناريو والإخراج والتمثيل، يتبع لصندوق التنمية الثقافية ويشرف عليه الفنان شريف حلمي الذي كان معه هذا اللقاء حول خطوات المشروع وأهدافه.
كيف جاءتك فكرة مشروع «مستقبلنا السينمائي»؟

أحلم بهذا المشروع منذ بدايات عام 2012، لمساعدة الأجيال الجديدة والشباب الموهوبين، من خلال ورش تدريبية في مجالات السينما المختلفة. وكنت أفكر في تنفيذه بشكل خاص وليس كتابع للدولة، ولكنني وجدت أنه مشروع كبير ويحتاج إلى كيان أكبر. بدأت فعلاً في عرض الفكرة على عدد من الأصدقاء، من بينهم الفنان التشكيلي الكبير أحمد شيحة، الذي اقتنع بالفكرة تماماً، وتحدَّث عنها مع وزير الثقافة المصري الدكتور جابر عصفور، والذي أعجبته الفكرة أيضاً وتحمس لها وطلب مقابلتي للحديث حول التفاصيل. لاحقاً، أصدر قراراً بتنفيذ المشروع عبر صندوق التنمية الثقافية برئاسة المهندس محمد أبو سعدة، وأصدرنا إعلاناً من خلال الصندوق للراغبين في التقدم. فعلاً توافد الراغبون من كل مكان في مصر، حيث وصل عدد المتقدمين إلى 1450 شاباً من جميع محافظات مصر.

ما هي الورش التي يضمّها المشروع؟

ثلاث ورش تدريبية في الإخراج والسيناريو والتمثيل، ويقوم بالتدريب في ورشة الإخراج كل من سمير سيف وشريف مندور وعادل يحيى، وفي ورشة التمثيل المخرج وائل إحسان وسيد خاطر وهشام عطوة، وفي السيناريو أشرف محمد ونادر صلاح الدين وأنا، وذلك لتدريب مجموعة من الشباب الموهوبين بعد اختبارات قام عليها كبار الاختصاصيين، وسنبدأ خلال أيام التدريب العملي لمن تم اختيارهم.

ما هي المعايير التي اختير المتدربون على أساسها؟

كان المعيار الوحيد أن يكون المتقدّم موهوباً في المجالات التي يضمّها المشروع، وأن يكون خريج جامعة، وفعلاً اخترنا مجموعة متميزة في مجال التمثيل، تقدم إليها 750 شاباً وفتاة، اخترنا 75 منهم ومن ثم انتقينا من بينهم 30. وفي السيناريو تقدَّم 200 شاب وفتاة، اخترنا 50 منهم لديهم أفكار لسيناريوهات سينمائية، ثم انتقينا 21، وطلبنا منهم وضع معالجة للمشاريع، وفعلاً وضعوها وأصبحنا نملك مشاريع لسيناريوهات رائعة يمكن تطويرها لصناعة أفلام متميزة.

الموهبة والجدية

كم سيتكلَّف كل طالب للالتحاق بهذا المشروع؟

التدريب مجاني تماماً، وقد أصررت على ذلك، لأن الهدف ليس ربحياً، ولكن المشروع يهدف إلى صناعة جيل جديد من السينمائيين المتميزين، لذلك قررنا أن تكون الشروط الموهبة والجدية والرغبة الحقيقية في التعلّم وصناعة السينما.

هل سيقتصر المشروع على التدريب؟

المشروع ليس تدريبياً فحسب، ولكنه عملي أيضاً، حيث سننتج 20 فيلماً روائياً قصيراً، من تأليف شباب قسم السيناريو، على أن ينفذها الشباب في الأقسام المختلفة. بعد انتهاء الدورة الأولى، سيطلق المشروع مهرجاناً سينمائياً لهذه الأفلام تحت اسم {مستقبلنا السينمائي لسينما الشباب للأفلام الروائية القصيرة}، وبعد نهاية المهرجان سنجمع كل أربعة شباب لديهم طابع خاص متشابه في فيلم روائي طويل، وسيراعى ذلك في اختيار السيناريوهات. وقد قررنا إنتاج أربعة أفلام تتحدَّث عن قضايا المرأة، وأربعة عن قضايا الطفولة، وأربعة عن قضايا الشباب، وأربعة تناقش الرومانسية، لنجمع لاحقاً كل مجموعة في فيلم روائي طويل يعمل عليه أكثر من مخرج. وهي تجربة ليست جديدة على السينما المصرية، فقد قُدمت تجارب شبيهة في الستينيات من خلال أفلام أخرجها مدكور ثابت وصلاح أبو سيف وكمال الشيخ، كذلك هي موجودة في السينما العالمية، وقدم فيللني ومارشيليانو تجارب مشابهة في السينما الإيطالية.

فرصة ثمينة

لكن هذا المشروع قد يتهم بمنافسة المعهد العالي للسينما باعتباره مشروعاً تعليمياً موازياً؟

المشروع ليس منافساً للمعهد، بل إنه يقوم بدور تكميلي بمشاركة المعهد ومؤسسات وزارة الثقافة، ونحن ندعم طلبة المعهد، فسيقوم طلبة من الخمس دفعات الأخيرة في الأقسام المختلفة من إخراج وتصوير ومونتاج وغيرها بتنفيذ أفلام الدورة الأولى من مشروع {مستقبلنا السينمائي}، على أن يكون طلبة الورشة مساعدين لهم كي يحصلوا على خبرة عملية، ثم ينفذون الأفلام بأنفسهم بعد ذلك. كذلك المشروع مفتوح لخريجي المعهد الذين يملكون موهبة كبيرة، خصوصاً الذين اصطدموا بالواقع، ولم يتمكنوا من تنفيذ أحلامهم، فيمنح لهم المشروع فرصة لتنفيذ مشروعاتهم.  

ماذا عن ميزانية المهرجان؟

سيشارك صندوق التنمية الثقافية بنسبة، إضافة إلى وزارات التعليم العالي، والشباب والرياضة، والتربية والتعليم، بحكم البروتوكولات المشتركة مع وزارة الثقافة. كذلك نعمل على توفير رعاة للمهرجان يمنحون الفائزين جوائز لأحسن فيلم وأفضل مخرج، وأحسن سيناريو وأحسن ممثل وممثلة. وبدأنا فعلاً في اتفاقات مع بعض الرعاة وسنعلن عنها قريباً. وهذا المشروع ليس مكلفا، لأننا وضعنا ميزانية 60 ألف جنيه لكل فيلم روائي قصير بإجمالي مليون و200 ألف جنيه، وميزانية المشروع بالكامل لن تتعدى المليوني جنيه.

السينما المستقلة

هل ستعملون على عرض الأفلام الطويلة التي سينتجها المشروع تجاريا؟

بالتأكيد، ونحن نسعى إلى ذلك من خلال التفاوض مع كل من الموزعة إسعاد يونس، والموزع محمد حسن رمزي لعرض هذه الأفلام عروضاً تجارية، لأنني أرى أن هذه النوعية من السينما المستقلة قليلة التكلفة هي المنقذ لصناعة السينما المصرية التي تتدهور.

ما هي أسباب تدهور السينما المصرية في رأيك؟

السبب هو انسحاب الدولة عن دورها بدعم أفلام الشباب، كذلك انسحاب المنتجين الذين حققوا ثرواتهم من السينما المصرية، وتركوا المجال لمنتج واحد ينتج نوعا من السينما، ويتوجَّه إلى جمهور معين، ما أثر سلباً على السينما.

هل ترى أن الحل في عودة الدولة إلى الإنتاج؟

لا ليس الإنتاج الكامل، فالتجربة الأخيرة للإنتاج كانت فاشلة، إذ أنتجت الدولة فيلماً تكلَّف ما يزيد على 22 مليون جنيه، ولم يحقق أي مكاسب تجارية، ما يعد إهداراً للمال العام. لكنني أرى الحل في دعم تجارب الشباب، ويمكن إنتاج أفلام روائية، ولكن قليلة التكلفة.

back to top